ad a b
ad ad ad

لإنقاذ مخططاته في السودان.. «أردوغان» يستقبل فلول «البشير» ويمنحهم إقامات طويلة الأجل

الأربعاء 28/أغسطس/2019 - 12:38 م
أردوغان
أردوغان
نورا بنداري
طباعة

منذ الإطاحة بنظام البشير من السودان، ويحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مشروعات واستثمارات تركية في السودان؛ حيث تتخوف أنقرة مما يحدث في السودان في ظل مستجدات الوضع السياسي الذي قد لا يخدم- بل سيعرقل- الترتيبات والمخططات التركية في سودان ما بعد البشير.

 

إقامات تركية لفلول البشير

معرفة من سيقود السودان في الفترة المقبلة ستحدد مسار ومصير المشروعات الاقتصادية التركية في السودان، ولم يكن أمام الرئيس التركي المضطرب والمرتعش سياسيًّا إلا أن يمنح عددًا من قيادات نظام البشير المعزول وبعض الرموز الإسلامية بالسودان، الذين غادروا في أعقاب نجاح ثورة ديسمبر 2018، إقامات طويلة الأجل، وفقًا  لموقع «تاسيتي نيوز» السوداني، الذي أشار إلى أن الرئيس التركي رجب أردوغان أشرف شخصيًا على الترتيبات الخاصة بشأن رموز النظام السوداني باعتبارهم ضيوفًا على الحكومة التركية، ووجه منحهم إقامات طويلة الأجل.


وبحسب الموقع السوداني، فإن القيادات التي توجهت إلى تركيا هم معتز موسى، محمد عطا، فيصل ابراهيم؛ حيث ذهب رئيس الوزراء الأسبق معتز موسى سالم إلى هناك؛ للانضمام لنائب رئيس حزب المؤتمر الوطني السابق «فيصل حسن إبراهيم» الذي غادر إلى أنقره بصورة سرية عقب الإطاحة بالبشير ونظامه، وفي مايو الماضي وصل إلى تركيا أيضًا مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق وسفير السودان السابق في واشنطن الفريق محمد عطا المولى برفقة عائلته، وذلك خوفًا من اعتقال السلطات لهم على خلفية بلاغات وتورط في التخطيط لمحاولات انقلابية ضد الجيش، والهروب خوفًا من الملاحقة بتهم تتعلق بالفساد الذي مارسوه أثناء حكم البشير.

 كرم سعيد
كرم سعيد
سبب الإيواء التركي

في تصريحات للمرجع، أوضح كرم سعيد، الخبير في الشؤون التركية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، أن الخرطوم وتركيا إبان حكم نظام البشير، كان بينهم تحالف استراتيجي قوي، ساهم في زيادة حجم التعاون الاقتصادي بينهم واتساع حجم الاستثمارات التركية في السودان، ففي أبريل 2014 وقعت اتفاقية بين البلدين، بموجبها تستأجر تركيا أراضي زراعية في السودان بمساحة 780 ألف هكتار لمدة 99 سنة في ست مناطق مختلفة، وفي سبتمبر 2018، أعلنت وزارة الزراعة والغابات التركية، توقيع أنقرة والخرطوم اتفاقًا بقيمة 100 مليون دولار، يتم بموجبه التنقيب عن النفط في السودان.

وأكد سعيد  الى أن البلدين وقعتا عام 2017، اتفاقية خاصة بتسليم إدارة جزيرة سواكن السودانية الواقعة في البحر الأحمر إلى تركيا للاستثمار فيها، وتم الحديث عن بناء قاعدة عسكرية لتركيا في هذا المنطقة، ما كان سيشكل تداعيات سلبية على المنطقة العربية.

وأضاف الخبير في الشؤون التركية، أن سقوط نظام البشير هدد بشكل كبير النظام التركي، ومحاولته للتوسع في الخرطوم؛ ما دفعه لمحاولة الحفاظ على الكتل والقيادات السياسية السودانية التي تتوافق رؤاها مع التوجهات التركية، وهذا هو السبب الرئيس لاستضافة الرئيس أردوغان لبعض القيادات السودانية، فأردوغان يريد أن يستخدم هؤلاء الأشخاص كجهات معارضة تعمل كأوراق ضاغطة على الحكومة السودانية المقبلة، أو أن يتم استثمارهم لإثارة القلق في السودان حتي يتمكنوا من فرض أنفسهم كقوي مؤثرة لها كلمة.

مما سبق؛ يتضح أن تركيا تحاول الحفاظ على استثماراتها ومشارعيها في السودان، التي تصل قيمتها لمليارات الدولارات، ليس ذلك فقط بل أن أنقرة لديها تخوف من أن يتم تعليق أو إلغاء اتفاقية سواكن خاصة بعد ظهور أنباء في أبريل 2019، أشارت إلى أن أعضاء المجلس السيادي المكون من المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير قوى الحرية والتغيير السوداني اتفقوا بالإجماع على إلغاء كافة الاتفاقيات السودانية التركية وإخلاء جزيرة سواكن من القوات التركية، الأمر الذي نفته وزارة الخارجية التركية، مؤكدةً على لسان المتحدث باسمها «حامي أكسوي» أن هذه الأنباء غير صحيحة، والوكالة التركية للتعاون والتنسيق «تيكا»، تعمل على ترميم الآثار العثمانية الموجودة في الجزيرة.

"