ad a b
ad ad ad

باحثون غربيون يضعون سيناريوهات لمستقبل «القاعدة»

السبت 10/أغسطس/2019 - 07:29 م
حمزة بن لادن
حمزة بن لادن
أحمد لملوم
طباعة
كان خبر مقتل حمزة بن لادن نجل مؤسس تنظيم «القاعدة»، مفاجأة لكثيرين، خاصة أنه جاء بعد انتهاء خلافة تنظيم «داعش» المزعومة في سوريا والعراق، وتوجه الأنظار مرة أخرى للقاعدة، الذي كان من المفترض أن يتولى «حمزة» زعامته في الفترة المقبلة.

واختلفت الآراء بين المختصين حول الواقعة، فهناك من شكك في صحة الخبر، وآخرون طرحوا سيناريوهات لمستقبل «القاعدة» وتأثير وفاة حمزة بن لادن عليه.

حمزة بن لادن
حمزة بن لادن

المناورة

تقول جنيفر ويليامز، الباحثة في الجماعات الإرهابية بمعهد «بروكينجز» الدولي، في مقال نشر لها بمجلة «نيويوركر» الأمريكية الأسبوع الماضي، أن مقتل حمزة بن لادن قد يكون خبرًا سارًا للأجهزة الأمنية حول العالم، لكن لا يجب إهمال بعض الوقائع التي تم الإعلان فيها عن مقتل أحد القيادات الإرهابية، وتم اكتشاف بعد ذلك أنه على قيد الحياة.

وتضيف «ويليامز» أن والده، أسامة بن لادن العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر نفسه تم إعلان مقتله على مدار السنوات عدة مرات، وتطرح الباحثة افتراض أنه ربما هناك محاولة من «حمزة بن لادن» للايحاء بمقتله، حتي يتسنى له التحرك والتنقل بحرية.

وهناك أيضًا الإرهابي الجزائري مختار بلمختار، الذي قيل إنه قُتل عدة مرات - فقط ليتم اكتشافه على قيد الحياة بعد فترة وجيزة – وتقول «ويليامز» إن خبر وفاة «بلمختار» أصبح حاليًا مزحة بين متابعي الجماعات الإرهابية، وتستدل كذلك بما حدث مع «أبو بكر البغدادي»، زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي.

وتشير في المقال إلى تقارير صحفية نشرت عام 2015، حول تعرض «البغدادي» للإصابة أو القتل عدة مرات، ومن بين الصحف التي نشرت هذه التقارير صحيفة «الجارديان» البريطانية، التي قالت إن البغدادي أصيب بجروح خطيرة في غارة جوية ولم يعد يسيطر على التنظيم الإرهابي.

وفي يونيو 2017، قالت وزارة الدفاع الروسية إن «أبو بكر البغدادي» زعيم «داعش» قُتل في غارة جوية في سوريا؛ ونقلت الصحف عن رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ بالبرلمان الروسي قوله بعد أسبوع إن هذه المعلومات تقترب صحتها من «مائة في المائة».

وأضافت جنيفر ويليامز، أن البغدادي، بالطبع لا يزال حيًا، وقام قبل بضعة أشهر فقط بالظهور في مقطع فيديو بدا فيه بصحة جيدة؛ وتحدث عن العديد من الأحداث التي وقعت في الشهور القليلة الماضية، ما يثبت أن مقطع الفيديو لم يتم إنتاجه منذ فترة طويلة.


القاعدة
القاعدة
صدمة كبيرة

نشر كبر تانيجا، الباحث في معهد «ليفربول» لمكافحة الإرهاب البريطاني، مقالا في صحيفة «التليجراف» البريطانية تحدث فيه عن تأثير وفاة حمزة بن لادن على تنظيم «القاعدة»، ويقول إن الكثيرين من داعمي تنظيم القاعدة، اعتبروا ماحدث مع تنظيم «داعش» الإرهابي فرصة جديدة لتنظيمهم ليعود ويتولى من جديد قيادة التيار الإرهابي حول العالم، بعد فشل «داعش».

وأضاف «تانيجا» في المقال، إن الحماسة التي تملكت أتباع تنظيم القاعدة، كانت مدفوعة كذلك بصعود حمزة بن لادن في القيادة، والتوقعات بأنه سيكون الزعيم الجديد، فهو يمثل عنصرين مهمين، الأول أنه شاب يافع سيضخ النشاط والحيوية في عروق التنظيم بعد فترة من الجمود، والعنصر الثاني والأهم في رمزية اختياره كونه ابن أسامة بن لادن.

واعتبر الباحث أن خبر وفاة حمزة كان صدمة كبيرة لاتباع التنظيم، وأربك جميع خطط قيادات التنظيم الإرهابي المستقبلية، والذين عليهم الآن التفكير في من يجب أن يتولى الزعامة مع تدهور صحة أيمن الظواهري، وأن هذا الأمر في حد ذاته قد يكون مصدر أزمات داخلية في تنظيم القاعدة، يمكن أن تضعف التنظيم بشكل أكبر في الفترة المقبلة وتفككه إلى كيانات وجماعات أصغر.


 حمزة بن لادن
حمزة بن لادن
التنظيم يحتضر


وفي صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، كتبت روكميني ماريا كاليماشي، الباحثة في الجماعات الإرهابية، مقالًا عن أن خبر وفاة حمزة بن لادن قضى على أي طموحات مستقبلية لتنظيم «القاعدة»، وأن التنظيم الإرهابي يشهد المراحل الأخيرة من وجوده على الأرض قبل أن يختفي.

وتستدل «كاليماشي» في مقالها على الحالة التي وصل إليها تنظيم "القاعدة" خلال سنوات صعود تنظيم "داعش"، وقالت إن برغم أقدمية تنظيم "القاعدة"، استطاع "داعش" سحب البساط منه، رغم أنه يعد تنظيمًا حديثًا نسبيًّا، وأن كان هذا يدل على شيء، فهو أن تنظيم القاعدة يحتضر، وأن الآمال التي كانت لدي البعض في اختيار حمزة بن لادن، لإحياء التنظيم من جديد انتهت مع خبر وفاته.

الكلمات المفتاحية

"