ad a b
ad ad ad

أردوغان متناقضًا.. يدعي ترحيبه باللاجئين ويرحل السوريين إلى المنطقة الآمنة

الأحد 04/أغسطس/2019 - 02:32 م
أردوغان
أردوغان
محمد عبد الغفار
طباعة

اعتاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن يقول ما لا يفعل، وأن يفعل عكس ما يقول، ويضع كل تناقضاته في إطار ديني كي يمررها للجمهور، ضمن محاولته إعادة إحياء الخلافة العثمانية المزعومة من جديد في المنطقة.

وصرح أردوغان خلال وضعه حجر الأساس لكنيسة أرثوذكسية في إسطنبول، السبت 3 أغسطس 2019، بأن بلاده مفتوحة دائمًا على مر التاريخ أمام المظلومين واللاجئين المضطهدين القادمين إليها من كافة أنحاء المعمورة.

وأكد أن بلاده تستضيف نحو 4 ملايين من «أشقائنا المسلمين القادمين من سوريا والعراق، من عرب وأكراد وتركمان، إضافة إلى السريان والإيزيديين وغيرهم من أبناء المعتقدات الأخرى»، وفقًا لما نقلته وكالة الأناضول.

وأضاف أن الشعب التركي فتح قلبه دون تمييز لهؤلاء جميعًا، في الوقت الذي ارتكبت فيه المنظمات الإرهابية في العراق وسوريا شتى أنواع الاضطهاد بحقهم، وألحقت الأضرار بأرواحهم وممتلكاتهم - بحسب زعمه.

أردوغان متناقضًا..
-         السم في العسل

تبدو كلمات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رائعة، خصوصًا وأنه اعتاد على الترحيب باللاجئين عمومًا، والسوريين خصوصًا واصفًا إياهم بـ«الأشقاء السوريين» الموجودين في بلدهم، إلا أن حقيقة ما يفعله تختلف مع ذلك.

ويشير تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، الأمريكية 20 يوليو 2019، إلى أن هناك 100 ألف سوري يعيشون في معسكرات قريبة من الحدود التركية السورية تمهيدًا لإعادتهم مرة أخرى إلى بلادهم.

وبينما يشير الرئيس التركي إلى أن شعب بلاده فتح ذراعيه للاجئين، فإن الدراسة الميدانية التي نشرتها الصحيفة بالتعاون مع جامعة «قادر هاس» في إسطنبول، إلى أن هناك 67.7% من المواطنين الأتراك يرون ضرورة إبعاد اللاجئين السوريين عن تركيا، حيث يعتبرونهم سببًا في ارتفاع معدل البطالة بواقع 13% بين الشباب.

ولم يتوقف الأمر عند حدود التجهيز لترحيل اللاجئين السوريين إلى الشمال السوري في المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها من قبل الدولة التركية، ولكنه امتد إلى التنفيذ الفعلي لذلك، حيث أشارت وسائل الإعلام السورية إلى أن المعابر الحدودية استقبلت حافلات تركية، تضم بداخلها لاجئين سوريين تم ترحيلهم من مدينة إسطنبول خلال حملة أمنية مكثفة للأمن التركي.

ولم يقتصر الأمر عند حد التقارير الصحفية، ولكنه امتد للموقف الرسمي، حيث أكد مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي، في ندوة نظمتها أكاديمية تواصل، 21 يوليو 2019، أن عدد اللاجئين زاد في إسطنبول، ومارسوا أعمالهم بشكل عشوائي، خاصة بعد أن أصبحوا سببًا في زيادة نسبة البطالة بين الأتراك.

ووثق عدد كبير من النشطاء السياسيين السوريين في تركيا عملية ترحيل اللاجئين عبر حساباتهم الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نشرت المعارضة السورية رزان سافور مقطع فيديو على حسابها بموقع تويتر، الجمعة 19 يوليو 2019، يبرز تقييد مجموعة من السوريين داخل حافلة في إسطنبول، ويتم نقلهم بواسطة السلطات التركية إلى بعض المعسكرات تمهيدًا لترحيلهم.

كلها عوامل تؤكد التباين الكبير والتناقض في تصريحات الرئيس التركي، الذي يقول في العلن إن بلاده ترحب باللاجئين السوريين، بينما تنشط أجهزته الأمنية وأعضاء حزبه في ملاحقة السوريين، وإعادتهم مرة أخرى إلى الشمال السوري بما يخدم مصلحة نظامه.

ويرى الباحث المتخصص في الشأن التركي عمر كادكوي، إلى أن أنقرة فتحت أبوابها للاجئين السوريين منذ بداية الأزمة السورية، واستقبلتهم بصورة كبيرة، ولكن يرجع ذلك إلى اعتقادهم أن الوضع مؤقت فقط، وأن ذلك سيسمح لها بأن تكون أحد الفاعلين في الأزمة السياسية.

ويشير الباحث المتخصص في الشأن التركي إلى أن الأمر زاد بصورة لم تضعها أنقرة في حسبانها، خصوصًا وأنها بعد 8 سنوات دخلت في أزمة اقتصادية وسياسية حادة، مما جعلها تعتقد أن هناك موجة عنف ضد السوريين في الفترة المقبلة، خصوصًا مع انتشار البطالة.

 

"