ad a b
ad ad ad

الأكراد يضعون تركيا في مواجهة الولايات المتحدة

الثلاثاء 15/يناير/2019 - 06:41 م
ترامب واردوغان
ترامب واردوغان
شيماء حفظي
طباعة

تغيرت طريقة تعامل الولايات المتحدة، مع أنقرة، خلال الأيام الماضية، بشكل يشير إلى عودة «التوترات» بين البلدين، بعدما قطعا شوطًا من التوصل لنقاط مشتركة، بشان الوضع في سوريا.

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

علاقة تركيا وواشنطن، كانت قد افتتحت الشهر الماضي، مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بانسحاب قواته من سوريا، وتسليم راية محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي، إلى تركيا، لكن أنقرة أساءت استخدام هذا التصريح، وقالت إنها ستهاجم قوات وحدات حماية الشعب الكردية.

 

ونشب خلاف داخل الإدارة الأمريكية حول إمكانية التخلي عن القوات الكردية الموجودة في سوريا، والتي كانت حليفًا قويًا لمواجهة تنظيم «داعش»، والتي تعتبرها تركيا «جماعة إرهابية محظورة لديها»، حتى تطور هذا الخلاف إلى خلاف مع تركيا، ظهر في تصريحات حادة من الرئيس ترامب.

 

وتوعد «ترامب» تركيا بالدمار الاقتصادي إذا هاجمت وحدات حماية الشعب الكردية المتحالفة مع بلاده في سوريا، وتلك التصريحات أثارت انتقادات لاذعة من أنقرة.

 

ويجدد تراشق التصريحات الناقدة بين الطرفين، المخاوف من حدوث تراجع جديد في العلاقات بين العضوين في حلف شمال الأطلسي.

 

وتوترت العلاقات بسبب دعم واشنطن لوحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها تركيا امتدادًا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يشن حملة مسلحة منذ عشرات السنين في الأراضي التركية.

وزير الخارجية الأمريكي
وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، اليوم الإثنين، إنه لا يعتقد أن التهديد سيغير خطط سحب القوات الأمريكية من سوريا، مضيفًا أنه ربما كان يقصد ترامب «عقوبات اقتصادية» فرضتها واشنطن في عدة أماكن «افترض أنه يتحدث عن مثل هذه الأمور».

 

وقال ترامب أمس الأحد إن الولايات المتحدة بدأت الانسحاب العسكري من سوريا، والذي أعلن عنه في ديسمبر الماضي، مضيفًا أن بلاده ستواصل استهداف مقاتلي داعش المتشدد هناك.

 

وكتب ترامب، على تويتر: «سنهاجم مجددًا من قاعدة مجاورة حالية إذا أعادت عناصر داعش تشكيل صفوفها. سندمر تركيا اقتصاديًّا إذا ضربت الأكراد. أقيموا منطقة آمنة (بعرض) 20 ميلًا.. وبالمثل، لا نريد أن يستفز الأكراد تركيا».

 

المنطقة الآمنة التي تحدث عنها ترامب، هي رغبة أمريكية لتوفير الأمن للذين حاربوا تنظيم داعش ومنع أي هجوم على تركيا انطلاقًا من سوريا.

 

وقال بومبيو: «إذا تمكنا من الحصول على المساحة وأجرينا الترتيبات الأمنية بشكل صحيح فسيكون هذا أمرًا جيدًا لكل الموجودين في المنطقة».

 

وتعي أنقرة جيدًا كلفة توتر العلاقات مع واشنطن، وكانت أزمة دبلوماسية اندلعت بين البلدين العام الماضي عندما فرض ترامب عقوبات على وزيرين تركيين ورفع الرسوم الجمركية على صادرات المعادن التركية، وهو ما ساهم في انخفاض قيمة الليرة التركية إلى مستوى غير مسبوق في أغسطس/ آب.

 

وتراجعت الليرة بنسبة 1.6% لتصل إلى 5.5450 مقابل الدولار واستقرت عند مستوى 5.52 بحلول الساعة 11:22 بتوقيت جرينتش اليوم.

 إبراهيم كالين المتحدث
إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي

وقال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي إن على «ترامب» احترام الشراكة بين واشنطن وأنقرة، وكتب على تويتر: «يا سيد دونالد ترامب إنه لخطأ فادح مساواة الأكراد السوريين بحزب العمال الكردستاني، المدرج على قائمة الولايات المتحدة للمنظمات الإرهابية، وفرعه بسوريا حزب الاتحاد الديمقراطي - وحدات حماية الشعب».

 

وأضاف: «الإرهابيون لا يمكن أن يكونوا شركاءك وحلفاءك. تركيا تتوقع أن تحترم الولايات المتحدة شراكتنا الاستراتيجية ولا تريد أن تؤثر عليها دعاية إرهابية».

 

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن أنقرة لا تعارض فكرة «المنطقة الآمنة» على طول الحدود، لكنه أضاف أن الشركاء الاستراتيجيين والحلفاء يجب ألا يتواصلوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

 

وأضاف في مؤتمر صحفي مع وزير خارجية لوكسمبورج «لا شيء يمكن أن يتحقق بتهديد تركيا اقتصاديًّا. نحتاج إلى النظر إلى الطريقة التي يمكن أن ننسق بها فيما بيننا وكيف يمكننا حل هذا».

 

وتسيطر وحدات حماية الشعب على مساحات من شمال سوريا وكانت حليفة للولايات المتحدة في الحرب على المتشددين. وتعهد أردوغان بسحقها في أعقاب قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية من المنطقة.

 

وقال فخر الدين ألتون مدير الاتصالات بالرئاسة التركية: «تركيا ستواصل حربها على الإرهاب بشكل حاسم»، مضيفًا أنها حامية للأكراد وليست عدوًا لهم.

 

وطردت تركيا مقاتلي وحدات حماية الشعب من منطقة عفرين السورية ومناطق أخرى غربي نهر الفرات في حملات عسكرية خلال العامين الماضيين. وهي تهدد الآن باجتياح المناطق الواقعة شرقي النهر، وهو الأمر الذي تجنبته حتى الآن لأسباب من بينها تحاشى المواجهة المباشرة مع القوات الأمريكية.

"