سقوط المُخطط التركي القطري.. «اتفاق الخرطوم» يكتب نهاية إخوان السودان
سعى تنظيم الإخوان في السودان ومن ورائه النظام التركي والأموال القطرية، لجرّ البلاد إلى دوامات من الفوضى؛ من أجل خلق فرصة للعودة للحياة السياسية، خاصة بعد سقوط نظام الحركة الإسلامية السياسية في أبريل الماضي بانتفاضة شعبية أيدتها القوات المسلحة.
في السياق ذاته، فإن التوافق بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير، على تشكيل السلطة الانتقالية وإعلانيها السياسي والدستوري، وما تبعه من التوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق، قد هدم المخططات الإخوانية الخبيثة، كما سيؤدي إلى تنحية التيارات الإسلاموية عن المشهد.
وأعلن مبعوث الاتحاد الأفريقي إلى السودان «محمد حسن لبات»، أن المجلس العسكري الانتقالي والمعارضة اتفقا على وثيقة دستورية تمهد الطريق أمام تشكيل حكومة انتقالية.
وقال «لبات»، خلال مؤتمر صحافي بقاعة الصداقة في الخرطوم، بثه التلفزيون السوداني الرسمي: «أعلن للرأي العام السوداني والدولي والإفريقي أن الوفدين قد اتفقا اتفاقًا كاملًا على المشروع الدستوري»، مشيرًا إلى استمرار الاجتماعات لتنظيم مراسم التوقيع الرسمي على الاتفاق.
ويكمل الاتفاق على الوثيقة الدستورية اتفاق المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير في 17 يوليو على الإعلان السياسي لتشكيل مجلس عسكري مدني مشترك يؤسس لإدارة انتقالية تقود البلاد لمرحلة تستمر 39 شهرًا، ما يمثل أحد المطالب الرئيسية للمحتجين.
وهتف الصحفيون السودانيون الموجودون في قاعة المؤتمر فرحًا وابتهاجًا بالتوصل للاتفاق، كما عمت الأفراح والاحتفالات العاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى في البلاد عقب الإعلان عن التوصل إلى اتفاق كامل بشأن الوثيقة الدستورية؛ حيث خرج مئات السودانيين في الخرطوم للتعبير عن فرحتهم الكبرى بهذا الاتفاق الذي طال انتظاره، والذي من المتوقع أن يكون بداية صفحة جديدة في تاريخ البلاد، بعد سقوط النظام السابق.
وفي الوقت الذي كانت قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي، يسعيان من أجل الإسراع في تشكيل سلطة مدنية، كان تنظيم الإخوان يحيك العديد من المؤامرات لنشر الفوضى مجددًا بين أهل السودان، وعرقلة عملية التغيير الرامية إلى الذهاب بالدولة إلى حقبة من الاستقرار والديمقراطية.
وتتمثل أبرز هذه المخططات في محاولة الانقلاب على السلطة 4 مرات منذ سقوط البشير؛ إلى أن تلك المحاولات تكشفت وتمكنت القوات المسلحة السودانية من إحباطها، فضلًا عن المساعي القطرية التي تستهدف تشكيل جبهة إخوانية جديدة عن طريق دمج الأحزاب ذات الخلفيات الإسلامية في كيان واحد.
بدوره، قال المحلل السياسي السعودي «فهد ديباجي»: إن جماعة الإخوان الإرهابية تسعى لإشعال الأوضاع في السودان، من أجل تحقيق هدفين، الأول يتمثل في هروب عناصرها ورموزها من المحاكمات، والثاني هو رغبة التنظيم الإخواني في تعطيل التسوية السياسية خاصة بعد أن أصبحت منبوذة من الشعب السوداني.
وأضاف «ديباجي» في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن الاتفاق الذي توصلت إليه الأطراف السودانية سيشكل بداية نهاية مشروع الإخوان الإرهابي هناك، مؤكدًا ضرورة تشكيل حكومة بشكل عاجل في الفترة المقبلة لإدارة شؤون البلاد، وحتى يتم إجهاض المخططات الإخوانية الرامية بالأساس إلى منع الوفاق السياسي الذي سيقود إلى تحقيق الديمقراطية والعدل والمساواة، في ظل المساعي القطرية والتركية لاستمرار الفوضى.
يشار إلى أنه في 17 يوليو الماضي، اتفق المجلس العسكري والحرية والتغيير على «الإعلان السياسي»، وينص الاتفاق في أبرز بنوده، على تشكيل مجلس للسيادة تكون أعلى سلطة بالبلاد، وتتألف من 11 عضوًا، 5 عسكريين يختارهم المجلس العسكري، و5 مدنيين، تختارهم قوى التغيير، يضاف إليهم شخصية مدنية يتم اختيارها بالتوافق بين الطرفين، على أن يترأس أحد الأعضاء العسكريين المجلس لمدة 21 شهرًا، بداية من توقيع الاتفاق، تعقبه رئاسة أحد الأعضاء المدنيين لمدة 18 شهرًا المتبقية من الفترة الانتقالية.
وفي 25 يوليو الماضي، اتفقت قوى «إعلان الحرية والتغيير» قائدة الحراك الاحتجاجي بالسودان، والجبهة الثورية، على ترتيبات الفترة الانتقالية بالسودان.
ويشهد السودان اضطرابات متواصلة منذ أن عزلت قيادة الجيش في 11 أبريل، عمر البشير من الرئاسة، تحت وطأة احتجاجات شعبية منددة بتردي الأوضاع الاقتصادية.





