«السيطرة أو الحرق»..
شعار ثنائي الشر في أفريقيا
من جزيرة سواكن لـ ميناء بورسودان.. آمال الدوحة وأنقرة تتبدد في الخرطوم
سياسي: أردوغان وتميم يسعيان لإعادة نظام البشير مجددًا
جاءت الثورة السودانية والتغيرات المتعاقبة في المشهد، وإقصاء حزب «المؤتمر
الوطني» الحاكم وعمر البشير عن السلطة، لتمثل ضربة قاصمة للمحور القطري التركي
الذي ظل لسنوات طويلة يرسخ نفوذه من خلال علاقاته بالحزب الحاكم ورأس السلطة للهيمنة
على السودان، والانطلاق من خلالها لتهديد دول الجوار والأمن القومي العربي.
الأموال القطرية التركية التي تم إنفاقها على مدار هذه السنوات، دفعت النظامين
المتحالفين إلى محاولة تغيير الدفة إلى صالح مشروعهما، خاصة أنهما يدركان جيدًا أن
خسارة هذه المعركة تعني الانزواء التام لهما في المنطقة، وخاصة في ظل سعيهما إلى أفريقيا
من خلال دعم جماعات وميليشيات تدين لهما بالولاء لتنفيذ أجندتهما.
السيطرة أو الحرق
العميد سمير راغب، رئيس المؤسسة العربية للدراسات الاستراتيجية، قال في تصريح خاص لـ«المرجع»، إن تركيا وقطر يعملان على إفشال المجلس العسكري الحاكم المؤقت في السودان، فقطر تعمل لصالح أجندتها بنشر الفوضى، وتركيا تعمل على استثمار الفوضى لتوسيع النفوذ واستعادة الإمبراطورية العثمانية، على أنقاض الوطن العربي.
رئيس المؤسسة العربية للدراسات الاستراتيجية، أكد أيضًا أن قطر تعمل دائما كحصان طروادة لصالح تركيا، فتركيا وقطر رغم التباين الشديد في الحجم و الإمكانيات، فإن كلاهما طموحه أكبر من إمكانياته، وتلك إحدى خصائص المنحرفين، و كلاهما يعاني من الوحدة الناتجة عن سياساته في إقليمه الجغرافي، ولا شك أن سقوط نظام عمر البشير، مثل خسارة كبيرة لجماعة الإخوان المسلمين و الدول الحاضنة لها.
وشدد «راغب» على أن السودان ليس مجرد دولة لكنها بوابة لدول شرق و وسط أفريقيا، كما أن وجود دولة مركزية معتدلة، يصب في صالح معسكر الاعتدال العربي، و يمثل حائط صد أمام الأطماع التركية القطرية، و العكس صحيح، لذك فإن فشل المجلس العسكري الحاكم المؤقت في السودان في رعاية و تنفيذ خارطة طريق لاستعادة الديمقراطية و إنشاء دولة وطنية مدنية حديثة، هو لصالح الدول الإقليمية المارقة و في مقدمتها تركيا و قطر.
الخبير الاستراتيجي أوضح أيضًا أن الأحداث الأخيرة كشفت عن بعض مكاسبهم من البشير، من جزيرة سواكن لتركيا، و ميناء بورسودان لقطر، و ما خفي كان أعظم، لذلك فإن تركيا و قطر تسعيان إما لاعادة السيطرة على السودان أو حرقه، من خلال دعاوى الحكم من خلال مجلس مدني يشكل في ميادين الاعتصام مع الضغط المستمر على المجلس العسكري الحاكم المؤقت، حتى يسقط بانقلاب عسكري مضاد، موالٍ لمعسكر الشر، وربما يحاول إعادة عمر البشير مرة أخرى أو إشعال الحرب الإرهابية على الطريقة الليبية أو الصومالية أو اليمنية.