ad a b
ad ad ad

دول أوروبية ترفض تصريحات «ترامب» بشأن «دواعش» سوريا

السبت 03/أغسطس/2019 - 08:17 م
ترامب
ترامب
أحمد لملوم
طباعة
كرر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الجمعة 2 أغسطس 2019 دعواته للدول الأوروبية لجلب نحو 2500 شخص أوروبي من سوريا ومحاكمتهم في دولهم الأصلية، والقي القبض على هؤلاء في المواقع التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش، وهم حاليًا موجودون في مخيم الهول الواقع شمالي سوريا.

وحملت دعوات ترامب هذه المرة تهديدًا صريحًا للدول الأوروبية، وجاء ذلك في تصريحات أدلى بها للصحفيين حيث قال: إن «الولايات المتحدة تحتجز آلاف الإرهابيين من تنظيم داعش ونريد أن تأخذهم أوروبا، سنضطر على الأرجح لإطلاقهم إلى أوروبا إذا لم يأخذهم الأوروبيون».

وقال هايكو ماس، وزير الخارجية الألماني في تصريح للوكالة الفرنسية تعقيبًا على تصريحات ترامب، الأمر ليس بسيطًا كما يعتقد في الولايات المتحدة، فنحن لا يمكن أن نعيد المواطنين الألمان، إلا ونحن واثقين أنه ستتم محاكمتهم فور وصولهم للبلاد، وهو ما يتطلب جمع أدلة تثبت جرائمهم خلال وجودهم في سوريا وتقديمها للمحكمة».

من جانبها قالت نيكول بيلوبي، وزيرة العدل الفرنسية، في حوار مع القناة الثانية الفرنسية: «إن فرنسا في المرحلة الحالية، لا ترد على مطالب ترامب، بل نحن ندرس كل حالة للأشخاص الذين يحملون الجنسية الفرنسية على حدة، حتي نتمكن من القيام بمهمتنا بالشكل الصحيح».

أما بالنسبة للحكومة البريطانية، فقد اتخذت إجراءات أكثر تشددًا من خلال منح وزير الداخلية سلطة سحب الجنسية ممن يشتبه في انضمامهم لتنظيم داعش، وهو ما يعني أن الحكومة غير معنيه بالأشخاص الموجودين في سوريا في حال سحب الجنسية منهم، وتم تطبيق هذا القرار على شميم بيجوم التي غادرت البلاد وتوجهت إلى سوريا للعيش في المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش.

ويرى ستيج جارل هانسن، الباحث في الجامعة النرويجية للعلوم أن السياسيين الأوروبيين يدلون بهذه التصريحات، لتوضيح صعوبة تنفيذ الطلبات التي يرغب فيها الرئيس الأمريكي، خاصة أن أسلوب طرح الطلب فيه نبرة تعالٍ وتدخلٍ صريح في الشؤون الداخلية للدول الأوروبية.

وأضاف هانسن في تصريح للوكالة الفرنسية، أن جميع الأطراف تحاول حل معضلة هؤلاء الموجودين في سوريا، لكن الأمر معقد جدًا، خاصة أن كثيرين ممن سافروا إلى سوريا والعراق أخذوا معهم أطفالًا وقصَّرًا وأفرادًا من عائلاتهم، والذين لم يشاركوا في أي نشاط داخل تنظيم داعش.

ويعتبر هانسن أن تصريحات ترامب، هي محاولة منه للهروب إلى الأمام، فهو يرغب في تطمين الناخبين المؤيدين له، أنه استطاع تنفيذ العديد من الأمور خلال الفترة الرئاسية الأولى له، وأنه جدير بصوتهم في انتخابات الرئاسة العام المقبل، فهو استطاع جعل الولايات المتحدة بلدًا عظيمًا مرة أخرى، وأصبحت كلمته يستجاب لها من قبل الآخرين.
"