تراجع ملحوظ لـ«داعش» في دير الزور

تراجعت وتيرة العنف والقتال المستخدمة من قبل تنظيم «داعش» خلال الساعات السابقة، في الجيب الأخير بالقطاع الشرقي في محافظة دير الزور، ففي خلال اليومين السابقين فقد داعش 30 عنصرًا من عناصره، ذلك بحسب ما جاء في وكالة أنباء «سانا» السورية.

إضافة إلى ما سبق استطاعت قوات سوريا الديمقراطية من استعادة جميع النقاط والأماكن، التي استحوذ عليها تنظيم داعش في الأسابيع السابقة، بحسب وكالة «سانا» و«المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وكان قد دخل تنظيم أبي بكر البغدادي خلال الأسبوعين الماضيين في معارك دامية بالأسلحة الثقيلة مع قوات سوريا الديمقراطية (الكردية)، والمشار إليها اختصارًا بـ«قسد»؛ حيث استولت عناصر تنظيم أبي بكر البغدادي على مجموعة أراضي تابعة لقوات سوريا الديمقراطية في المحافظة بعد هجمات شرسة شنها التنظيم على قسد.

وقال هشام النجار، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن هذا التراجع يعود لتحولات سريعة في مواقف واشنطن، فبعد أن كان هناك توجهٌ أمريكي لتنفيذ صفقات بين واشنطن وأنقرة على حساب الأكراد في دير الزور، عاد دونالد ترامب ليعكس اتجاه العلاقات، لينحسر التفاهم التركي الأمريكي تدريجيًّا بعد أن حصل على مراده وهو إطلاق القس «أندرو برونسون»؛ حيث بدأ ترامب حاليًا يدعم الأكراد الممثلين في قوات سوريا الديمقراطية «قسد» بدير الزور، لذلك بدأ دور داعش المدعوم من تركيا يتراجع.

وأكد النجار لـ«المرجع»، أن الجانب الأمريكي عاد ليُظهر تمسكًا بدعم حلفائه الأكراد في سوريا، وهذا أدى لإضعاف الجانب التركي الذي أوقف تحرشاته العسكرية بالمناطق الواقعة تحت نفوذ الأكراد في سوريا المفيدة شرقي الفرات ودير الزور.

فيما قال محمد محمود، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، إن تراجع تنظيم أبي بكر البغدادي «داعش» حاليًا في دير الزور، بعد أن كان مستحوذًا على 90% من أراضي قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، دليل على دعم مكثف من قبل الولايات المتحدة الأمريكية  لقوات سوريا الديمقراطية والمتمثلة في الأكراد.

وأشار محمود في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، إلى أن أمريكا في الوقت الحالى تريد أن تحد من الوجود التركي في سوريا، من خلال دعمها للأكراد الموجودين في محافظة دير الزور، خاصة وأنها تعلم أن الكرد من أكثر الأشياء التي تزعج تركيا، الأمر الثاني أمريكا تتفق مع قوات قسد الكردية، لأنها تسخدمها في محاربة الدواعش وتحقيق مصالحها في سوريا، بعكس تركيا التي تريد أن تنافس أمريكا في سوريا وتضرب جميع مصالحها.

عودة «داعش» في «دير الزور» يعزز مواقف واشنطن بسوريا