ad a b
ad ad ad

بعد مرض «الظواهري» ومقتل «حمزة».. من يتزعم إرهاب «القاعدة» مستقبلًا؟

السبت 03/أغسطس/2019 - 03:16 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
بعد إعلان وسائل إعلام، نقلًا عن مسؤولين بالمخابرات الأمريكية، مقتل حمزة نجل أسامة بن لادن مؤسس تنظيم القاعدة، فى عملية نفذتها المخابرات، وما ورد عن إصابة أيمن الظواهري زعيم التنظيم الحالي بمرض خطير في القلب؛ ما يجعله غير قادر على إدارة شؤون الجماعة المتطرفة، يدور الحديث الآن عن الأزمات التي قد تواجه التنظيم، مستقبلًا، ولعل أبرزها من الزعيم المُقبل؟

وفيما يلي رصد لأهم 4 شخصيات يتوقع الخبراء في شؤون الجماعات المتطرفة أن يتم الاستعانة بهم في إدارة التنظيم:
بعد مرض «الظواهري»
سيف العدل:
أحد القادة البارزين داخل تنظيم القاعدة، وعضو في مجلس قيادة القاعدة المعروف بـ«مجلس الشورى»، كان ضابطًا برتبة مقدم في القوات المصرية الخاصة، حتى تم فصله من الخدمة واعتقاله عام 1987، ومنذ عام 1990 قدم العدل وغيره من مسلحي التنظيم التدريب العسكري في عدد من البلدان، أبرزها أفغانستان، وباكستان، والسودان، وفي عامي 1992 و1993 قدم تدريبًا عسكريًّا لعناصر التنظيم، وبعض رجال القبائل الصومالية المتحالفة معه الذين قاتلوا القوات الأمريكية في مقديشو.

وفي نوفمبر1998، برز دور سيف العدل في تفجيرات السفارات الأمريكية في دار السلام، وتنزانيا، ونيروبي، وكينيا، وبعد ذلك انتقل إلى جنوب شرق إيران، وعاش تحت حماية الحرس الثوري، وفي شهر أبريل 2003 وضعته السلطات الإيرانية تحت الإقامة الجبرية هو ومجموعة من قادة التنظيم، وفي سبتمبر 2015 تم إطلاق سراحه هو وأربعة من قادة التنظيم من مقر الاحتجاز، في مقابل دبلوماسي إيراني كانت قد اختطف من قبل عناصر التنظيم في اليمن.
بعد مرض «الظواهري»
أبو محمد المصري:
الرجل الثاني في تنظيم القاعدة حاليًّا، ونائب أيمن الظواهري زعيم التنظيم، وتولى المنصب عقب وفاة شخص يُعرف بـ«أبو الخير المصري» النائب السابق للظواهري، وكان يعمل في بداية انضمامه للتنظيم، في صناعة المتفجرات والعبوات الناسفة، كما تولى مسؤولية ما تُعرف باللجنة الأمنية، وكذلك عضوًا بالمجلس الاستشاري للقاعدة.

ابنته متزوجة من حمزة بن لادن، وبالرغم من علاقة النسب بينه وبين مؤسس التنظيم فإنه كان على خلاف فكري كبير مع أسامة؛ بسبب تمسكه بأيديولوجية قتال العدو القريب عن قتال العدو البعيد، ويقصد المصري هنا بالعدو القريب الدول العربية والإسلامية، والعدو البعيد الدول الغربية بمختلف طوائفها، رغم أن تلك الإيديولوجية لا يسير عليها تنظيم القاعدة.

واعترض المصري على هجمات 11 سبتمبر 2001 الشهيرة، خشية انهيار التنظيم، وعقب تصفية أسامة بن لادن في 2011، تبنى أبو محمد المصري نظرية قتال القريب قبل البعيد، وبدأ بالدول الواقعة تحت سيطرة القاعدة مثل باكستان، وأفغانستان، وبعض الدول الأفريقية. 
بعد مرض «الظواهري»
أبو هريرة الصنعاني:
اسمه الحقيقي قاسم الريمي، وهو أحد قادة التنظيم في اليمن، ولد عام 1974 في قرية نمر بمحافظة ريمة اليمنية، وكان له دور مهم في تنشيط تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية؛ ما جعله يعتلي منصب قائده العسكري الأعلى، وله دور أساسي في إطلاق تنظيم القاعدة في اليمن عام 2007، وفي تجنيد جيل جديد من عناصر التنظيم عُرف بتشدده وحرصه على التخطيط لأعمال إرهابية تطال رموز السلطة في اليمن آنذاك الوقت.

في عام 2005، حُكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات بعد اتهامه بالمشاركة في مخطط اغتيال السفير الأمريكي في اليمن، لكنه استطاع الفرار من السجن عام 2006 برفقة ناصر الوحيشي الذي أصبح فيما بعد زعيمًا لتنظيم القاعدة في اليمن، وفي يوليو 2015، قاد قاسم الريمي بنفسه عملية إرهابية ضد قافلة سياح إسبانيين في محافظة مأرب أسفرت عن مقتل 9 أشخاص، وفي مايو 2010، صنفته الولايات المتحدة الأمريكية على قائمة المطلوبين إرهابيًّا.
حسام عبدالرؤوف
حسام عبدالرؤوف
حسام عبدالرؤوف:
ولد في مصر عام 1958، وتخرج في كلية الزراعة عام 1979، كما حصل على دورات في اللغة الإنجليزية، ثم التحق بالعمل بالعلاقات الخارجية بوزارة الزراعة عام 1981، وفي عام 1986، التحق بالحرب ضد السوفييت في أفغانستان ضمن موجة الأفغان العرب، وعاد بعد 9 أشهر مجددًا إلى مصر، وتقلد مواقع وظيفية مهمة، إذ عمل سكرتيرًا ومسؤولًا بجهاز الحاسب الآلي في مكتب وزير الزراعة آنذاك الدكتور يوسف والي.

هاجر حسام عبدالرؤوف مع زوجته إلى باكستان، والتحق هناك بالعمل في (مكتب الخدمات في بيشاور) مدة ست سنوات من عام 1989 إلى عام 1995، ثلاث منها في الإدارة المالية كأمين للصندوق، وثلاث كمدير مالي وإداري، ثم عضوًا في هيئة التحرير بمجلة الجهاد، ثم انتقل مع أسرته إلى العاصمة الأفغانية كابول في يوليو 1995 للإشراف على بعض المشاريع التابعة للمكتب في ثلاث ولايات أفغانية، إلى أن وقعت أحداث سبتمبر 2001.

يعتبر عبد الرؤوف أبرز الشرعيين داخل تنظيم القاعدة، وله العديد من الكتب والمقالات، لعل أبرزها كتاب «المسلمون بين مطرقة الديمقراطية وسندان الديكتاتورية»، وعن مقالاته (دروس من ثورة يمن الإيمان والحكمة)، ومنذ يوليو 2005 وحتى الوقت الحالي، يتولى رئاسة تحرير مجلة «طلائع خرسان» التابعة لتنظيم القاعدة.

وفي سبتمبر 2014، نشر تنظيم القاعدة رسالة لحسام عبد الرؤوف يقول فيها: «أيًّا كانت الزلات والأخطاء التي قد تكون (الأفرع الإقليمية) قد اقترفتها إلا أنها محدودة العدد، وسط جبال من الأعمال والنجاحات المشهودة»، وقال عبدالرؤوف الذي عمل تحت إمرة زعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن: إن الجماعة تتوسع في شتى أرجاء العالم.

وكان عبد الرؤوف ظهر في عدد من الإصدارات الدعائية المهمة للقاعدة، لعل أشهرها ما تم بثه في أكتوبر 2015، حين أعلن مقتل كل من الجزائري مختار بلمختار زعيم تنظيم «المرابطون في بلاد المغرب الإسلامي»، واليمني ناصر الوحيشي، وفي يوليو 2018 تحدث حسام عبد الرؤوف، خلال إصدار إعلامي محرضًا على الجيش المصري، ودعا إلى التكاتف مع جماعة الإخوان مع أنصاره، وفي 31 يوليو 2019، أدرجته السلطات الأمريكية على لائحة أكثر المطلوبين إرهابيًّا.
 نبيل نعيم
نبيل نعيم
السقوط القريب
من جانبه، يرى نبيل نعيم، الخبير فى شؤون الجماعات المتطرفة، أن تنظيم القاعدة اتفق على «أبو أنس» نجل عبد الله عزام أحد المرجعيات الشرعية للتنظيمات التكفيرية في سوريا، والمحسوب على تنظيم القاعدة، والذي بايعته «هيئة تحرير الشام» في سوريا، والتي يتزعمها أبو محمد الجولاني.

وأكد نعيم في تصريح لـ«المرجع»، أن أبو أنس كان يتلقى تمويلات من قطر، خلال فترة وجوده في سوريا، وعندما تم تفكيك «هيئة تحرير الشام» هرب إلى قطر ثم إلى تركيا، مضيفًا أنه كانت هناك محاولات لنقله إلى ليبيا لتنفيذ عمليات إرهابية في مصر وطرابلس، لكن يقظة الأجهزة الأمنية المصرية وقفت بالمرصاد ضد عملية تهريبه إلى ليبيا.

وأشار الخبير فى شؤون الجماعات المتطرفة، إلى أن تنظيم القاعدة سيتفكك داخليًّا خلال الفترة القادمة، إذا استمرت الأوضاع على هذا المنوال، ومن ثم سيسقط ولن تبقى له أي معالم.
"