يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

حمزة بن لادن.. المهدي المُنتظر لإعادة إحياء «القاعدة»

السبت 04/أغسطس/2018 - 01:17 م
حمزه بن لادن
حمزه بن لادن
شيماء حفظي
طباعة
لم تكن عائلة أسامة بن لادن، تشعر بريبة قبل 29 عامًا، عندما وُلد «حمزة»، الذي أصبح مصدر تهديد للعائلة التي تعيش في السعودية حاليًّا، بعدما قرر ابن زعيم القاعدة «الانتقام» لوالده، بشكل جعله مرشحًا بشدة لإعادة مجد التنظيم.
حمزة بن لادن.. المهدي
خلال حوار صحيفة «الجارديان» البريطانية، مع عائلة زعيم «القاعدة»، حضرته والدة أسامة «علياء غانم»، قال أحد أعمامه: «إن حمزة قرر السير على خُطى والده أسامة، ويجب على حمزة أن يُفكر مرة أخرى».

وتقول صحيفة «ذا تليجراف» البريطانية، في تقرير عنوانه «Osama bin Laden's brother warns his vengeful son Hamza not to follow in his footsteps»، نشر أمس الخميس، إنه يُنظَر إلى «حمزة» على أنه «خليفة محتمل» لزعيم القاعدة الحالي أيمن الظواهري، الذي تولى مسؤولية التنظيم بعد مقتل «بن لادن» مؤسس التنظيم.

وقال مسؤولون غربيون لـ«ذا تليجراف»، إنه بعد أن تعهد «حمزة» بالانتقام لوالده، تم تكليفه بتدريب مجموعة من المدربين تدريبًا عاليًّا من مقاتلي التنظيم الإرهابي في أفغانستان.


«حمزة»، الذي ولد عام 1989، فقد أسامة الأب وأسامة الابن؛ حيث قال في رسالة إلى عائلته -نشرتها مواقع موالية للقاعدة: إن «ابنه البالغ من العمر 12 عامًا تُوفي، وإنه أيضًا كان اسمه أسامة».

ونقلت قناة «العربية» السعودية، عن مصادر لها، -مطلع العام الحالي-، إن وفاة الصبي كانت «على الأغلب بسبب مرض، ولم يتلقَّ الرعاية الطبية المناسبة»، لكن هناك آراء أخرى بأنه قُتل في غارة جوية على وكر للقاعدة.
حمزة بن لادن.. المهدي
الزعيم المحتمل
في الوقت الذي يُنظر فيه إلى «الظواهري»، بأنه «خليفة» أقل تأثيرًا من أسامة بن لادن -سواء في ظلِّ تراجع «القاعدة» أمام «داعش» أو حتى داخل التنظيم نفسه- وأن تنظيم «القاعدة» لم يسترد عافيته منذ موت أسامة بن لادن، يأمل مقاتلو القاعدة أن يكون «حمزة» غير ذلك.

وعلى مدى السنوات القليلة الماضية تخلى العديد من أعضاء القاعدة عن الجماعة للانضمام إلى «داعش»، الذي يسعى للتوغل في معاقل «بن لادن» ومنها أفغانستان، ولكن مع تكبد «داعش» خسائر كبيرة في سوريا والعراق، تأمل القاعدة الآن أن تعيد الجهاديين إلى حظيرتها، وينظر إلى حمزة كمفتاح لهذه العودة.

ويبدو أن «حمزة» مرحب بهذا الدور، بل ويسعى إلى ما سمَّاه «الثأر» لوفاة والده؛ حيث أصدر العديد من الخطابات الصوتية، دعا فيها إلى شنِّ هجمات على اليهود والغربيين، في محاولة لإبقاء القاعدة ذات صلة بالجهاديين.

ووفقًا لما نشرته «ذا إندبندنت» البريطانية، نهاية العام الماضي، عنوانه «Osama bin Laden’s son calls for terrorists to avenge his father’s death» قال «حمزة»: «أدعو المسلمين عمومًا للانتقام من الأمريكيين، قتلة بن لادن، وبالتحديد من أولئك الذين شاركوا في هذه الجريمة البشعة».

كما دعا المسلمين إلى «تحرير أراضيهم من الهيمنة الصليبية، ووضع الشريعة الإسلامية»، وهي نفس الشروط التي زعم «داعش» أنه أوفى بها عندما أعلن خلافته المفترضة قبل ثلاث سنوات.
حمزة بن لادن.. المهدي
القاعدة بديلًا لـ«داعش»
في الوقت الذي يركز فيه التحالف الدولي على محاربة «داعش» في سوريا والعراق، ومناطق أخرى مثل أفغانستان وباكستان، يحذر محللون من أن «القاعدة» كان يحشد قوته ودعمه المحلي؛ تمهيدًا للعودة المنتظرة، وأنه يقدم نفسه كبديل إسلامي أكثر اعتدالًا في الأراضي السورية التي يسيطر عليها.

وهناك مخاوف من أنه قد يستفيد من مقاومة وجود القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في معاقل «داعش» السابقة، الذين قوبلوا بالاحتجاجات، وشهدوا صدامات بين مقاتلين أكراد وعرب سنة.

وبحسب ما نقلته «ذا اندبندنت»، ففي الوقت الذي يركز فيه القاعدة، نشاطه بشكل هائل على حركات التمرد المحلية، مثل حركة الشباب في الصومال وفرعها في اليمن، حذر الكثيرون من أن الجماعة الإرهابية لم تفقد طموحها في مهاجمة الغرب.

وعلى صعيد متصل، قال آدم دين، المدير التنفيذي لجماعة كيليام لمكافحة التطرف، للصحيفة: إن «مقتل بن لادن أدى إلى إحساس بالنصر الخاطئ ضد التطرف، وأن الأمر لا يقتصر فقط على الرقابة من الدعاية الإرهابية، بل يتعلق بتقديم رواية مضادة؛ لأنها ستذهب إلى مواقع الإعلام الاجتماعي السوداء، والبديل هو المكان الذي نكافح فيه».

فيما قال «جان مارك ريكلي»، الباحث في مركز جنيف للسياسة الأمنية، في تصريح لصحيفة «ذا إندبندنت»: إن «ظهور حمزة جاء في توقيت يتطلع فيه القاعدة إلى امتصاص مقاتلي «داعش» السابقين المتناثرين من مناطقه المنافسة السابقة».

وأضاف: «يمكن للقاعدة أن يستخدم هذا الوقت من الهزيمة المتسلسلة لـ«داعش» لكي ينهض مجددًا، ويجتذب ويستقطب أنصار داعش وعملاءه».

وأشارت الصحيفة، إلى تكهن البعض بأن نجل بن لادن، كان يمكن أن يُسهم حتى في ظهور مجموعة جديدة تُدعى «أنصار الفرقان»، تضم بعض كبار أعضاء القاعدة في سوريا في أكتوبر الماضي.

وأوضح «ريكلي»، أن تركيز «حمزة» على أمريكا بسبب تهديداته كان موضوعًا مستمرًا من تنظيم القاعدة، وهو ما يختلف عن تحريض «داعش» للهجمات العالمية، حتى في الدول ذات الأغلبية المسلمة مثل مصر.

وحذر «ريكلي» من أنه «في المستقبل من الممكن أن نشهد هجمات في الغرب من قبل كل من داعمي داعش والقاعدة، وينبغي لنا ألا نرفض التهديد المتصاعد للقاعدة التي أعيد بناؤها».

وعمل «حمزة» جنبًا إلى جنب مع والده في أفغانستان قبل هجمات 11 سبتمبر، وأمضى بعض الوقت معه في باكستان بعد أن دفع الغزو الذي قادته الولايات المتحدة الكثير من كبار قادة القاعدة هناك، وفقًا لمعهد بروكينجز.
حمزة بن لادن.. المهدي

كان لـ«أسامة» أبناء كثيرون، لكن حمزة كان الأقرب لوراثة أمور التنظيم، فعندما اشتدت غارات القوات الأمريكية على إقليم وزيرستان -حيث كان أسامة- حرص بن لادن على متابعة سرعة إيصال حمزة وبرفقة والدته «خيرية صابر»، بعد خروجهما من إيران إلى مقر إقامته في أبوت آباد.

وطالب أسامة بن لادن ابنه بالتعجل في الخروج من وزيرستان، دون الانتظار حتى انتهاء استخراج بطاقته، داعيًا إياه بتزوير بطاقة لأي من عناصر التنظيم.
حمزة بن لادن.. المهدي
تسلم راية الإرهاب
وبحسب ما نقلته «العربية.نت» فإن أسامة بن لادن، عمل على تهيئة «حمزة» منذ إقامته في إيران -والتي ربطتها علاقة تعاون مع القاعدة من خلال تهريب وحماية أعضاء التنظيم، وهو ما كشفته وثائق أبوت آباد التي حصلت عليها أمريكا- بعد أن تولى رفاق والده الاعتناء بتنشئته في مجمعهم السكني الواقع بطهران.

وكان من بين معاوني «بن لادن» ممن تولوا تنشئة حمزة، «عطية الله الليبي، وسيف العدل، وأبوحفص الموريتاني»، إضافة إلى الخطيب السابق لتنظيم القاعدة وصهر أسامة بن لادن، سليمان أبوالغيث، وكذلك أبومحمد المصري، والد زوجته.

وكان زعيم القاعدة، أصدر توجيهاته إلى ابنه، فقال له في خطاب: «العمل الذي ستقوم به بعد مجيئك هو عملك على زيادة الإعداد للقيام بواجب عظيم، وهو واجب الجهاد بالكلمة، وهو أمر عظيم، والمجاهدون يعانون من نقص ظاهر في القادرين على القيام به».

وأضاف: «أنا حريص جدًّا على أن تأخذ منا خلاصة تجربة السنين التي عشناها بعد هجرتنا، وهو ما يحتاج إلى وقت لاستيعابه حتى يمكن تطبيقه، وأما ما تريده من التدرب على الأسلحة فهو أمر يسير جدًّا، يمكن تحصيله بوقت محدود».
"