ad a b
ad ad ad

انتهاء الجولة «أستانا 13».. بيان دبلوماسي وواقع مضطرب

الجمعة 02/أغسطس/2019 - 09:46 م
المرجع
محمد عبد الغفار
طباعة
انتهت اليوم، الجمعة 2 أغسطس 2019، فعاليات الجولة الدورية الثالثة عشرة للملتقى الدولي رفيع المستوى حول سوريا «أستانا»، والتي استضافتها مدينة نور سلطان في كازاخستان، بمشاركة الدولة الضامنة، ممثلة في إيران وروسيا وتركيا، بالإضافة إلى طرفي النزاع «الحكومة السورية والمعارضة المسلحة»، إلى جانب مراقبين رفيعي المستوى من الأمم المتحدة والأردن، مع مشاركة لبنان والعراق للمرة الأولى في المحادثات.

وتعد هذه الجولة جزءًا من مفاوضات طويلة وشاقة ما بين الدول الفاعلة في الأزمة السورية، وعلى رأسها إيران وتركيا وسوريا وروسيا، وهدفت إلى إجراء مراجعة لما حدث في الجولة الماضية أستانا 12، والتي عُقدت في أبريل 2019، ونتج عنها تشكيل مناطق خفض للتصعيد في إقليم إدلب السوري القريب من القواعد العسكرية الروسية، بالإضافة إلى إدانة القرار الأمريكي حول الجولان.
انتهاء الجولة «أستانا
· نتائج معتادة

لم يخرج البيان الختامي لمباحثات أستانا 13 بجديد؛ حيث أعربت الدولة الضامنة، روسيا وتركيا وإيران، في بيان رسمي، الجمعة 2 أغسطس 2019، عن ارتياحهم لما تم إنجازه في تحديد قوام ونظام عمل اللجنة الدستورية السورية، رغم أن اللجنة لم تجتمع ولا مرة أو تظهر ملامحه شبه النهائية حتى الآن.


كما أكدت الدول الثلاث عن قلقها من زيادة نفوذ تنظيم هيئة تحرير الشام «جبهة النصرة سابقًا»، مؤكدة عزمها القضاء عليه، وعلى غيره من التنظيمات الإرهابية، وأعربت عن أسفها لسقوط ضحايا مدنيين في إدلب السورية.


وشدد البيان على رفض أي محاولات لخلق حقائق جديدة على أرض الواقع، بما فيها المشاريع «غير القانونية لإعلان الحكم الذاتي، بذريعة مكافحة الإرهاب، وعزمها مواجهة المخططات الانفصالية، التي تهدف إلى تقويض سيادة سوريا ووحدة أراضيها، والإضرار بالأمن القومي للبلدان المجاورة».


وطالب البيان من المجتمع الدولي بضرورة دعم عملية إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم مرة أخرى، وتقديم المساعدات اللازمة في سبيل تحقيق، ومرحبًا بعملية تبادل المعتقلين التي تمت ما بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة، معتبرة أنها «آلية متميزة أثبتت فعاليتها وضرورتها لتعزيز الثقة بين طرفي التسوية في سوريا».

انتهاء الجولة «أستانا
· ردود فعل مغايرة

للدبلوماسية فنونها، بينما للحرب حسابات أخرى، فما كادت ساعات تمر على إعلان البيان الختامي لمباحثات أستانا 13، إلا وأعرب كل طرف عن آراء مغايرة، إلى حد ما، لما تم الإعلان عنه، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، ولكنه امتد للخرق العسكري للهدنة المفروضة في إدلب.


ووفقًا لوكالة سانا السورية الرسمية، أطلقت المجموعات الإرهابية المسلحة الموجودة في منطقة خفض التصعيد في إدلب خمسة صواريخ، من منطقة قريبة من المرصد التركي رقم عشرة باتجاه الساحل، وتحديدًا بلدة بشلاما جنوب شرق مدينة القرداحة السورية، وأسفرت القذائف عن سقوط قتيل و3 جرحى، بالإضافة إلى خسائر مادية أخرى.


ويأتي هذا التصعيد على الرغم من إعلان مدير دائرة آسيا وأفريقيا في وزارة الخارجية الكازاخية يرجان موكاش أن المعارضة السورية المسلحة وافقت على الانضمام إلى اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب، وذلك بعد مشاركة وفد يضم 14 ممثلًا للمعارضة المسلحة برئاسة أحمد طعمة.


وأكد مساعد وزير خارجية إيران للشؤون السياسية علي أصغر حجي، أن قرار وقف إطلاق النار في إدلب لن يسري على الإرهابيين، معتبرًا أنه لا يمكن السماح للإرهابيين باستخدام فرصة الهدنة في المنطقة.

انتهاء الجولة «أستانا

بينما هاجم رئيس الوفد السوري إلى محادثات أستانا بشار الجعفري أن سوريا لا ترى «تطبيقًا نزيهًا» من الجانب التركي لتفاهمات أستانا، واتفاق سوتشي حول إدلب، معتبرًا أن تركيا تواصل احتلال أجزاء من سوريا ولا تحترم سيادتها، مشيرًا إلى أن الوجود التركي والأمريكي في سوريا غير شرعي.


وفي المقابل نشر الائتلاف السوري المعارض، في بيان نشره على صفحته الرسمية بموقع التغريدات القصيرة «تويتر»، أن السياسة التركية لم تتغير تجاه سوريا والسوريين، مشيرًا إلى أن «ملايين السوريين الذين يعيشون في تركيا ممتنون لها على حسن استضافتها لهم»، ونافيًا وجود أي نوايا لترحيل السوريين.


وأشار مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافريتنيف، في مؤتمر صحفي الجمعة 2 أغسطس 2019، أن بلاده لن تبرم صفقة جديدة حول إدلب، مطالبًا تركيا والمعارضة المسلحة بتنفيذ التزاماتها حول إدلب، ومنطقة خفض التصعيد.


ويظهر أنه على الرغم من البيان المتناغم الذي صدر عقب انتهاء فعاليات الجولة الثالثة عشرة من مؤتمر أستانا، فإن كل الأطراف سارعت إلى مهاجمة بعضها البعض في مؤتمرات صحفية وبيانات إلكترونية، وهو ما يقلل من فرص تطبيق أي تطور إيجابي على أرض الواقع.

وفي تصريح خاص لـ«المرجع»، يرى الباحث في الشؤون السورية خليل خالد، أن الجولة الحالية لم تأت بجديد؛ لأن الكل يتطلع إلى نتائج وليس البيانات؛ حيث مرَّ عام على اتفاق سوتشي، ولكنه لم يتم تنفيذه من جانب تركيا، لذا فالأهم هو التنفيذ، فتركيا مثلًا توافق على البيانات ولكن بعد ذلك تقوم بعمليات عسكرية منفردة، وتحتل الشمال السوري.


ويضيف الخبير في الشأن السوري أن معظم المشاركين وافق على وقف إطلاق النار، ولكنه بعد ساعات من سيران القرار تم الخرق من منطقة تابعة لمرصد تركيا، لذا فتركيا ترعى الأمر.

"