مكافحة الإرهاب في أفريقيا.. جهود عشوائية ونتائج عكسية
لجأ تنظيم «داعش»
الإرهابي- بعد هزيمته في سوريا والعراق- إلى الهروب جغرافيًّا جديدة خارج
أماكن هزيمته وكسر شوكته الإرهابية، وكانت الوجهة الأنسب للتنظيم هي الدول الهشة
التي يتوافر فيها مناخ الاضطرابات السياسية والفوضى الأمنية، وعليه، كانت دول غرب
أفريقيا اختيارًا أمثل، باعتبارها بيئة خصبة وحاضنة لأفكار التنظيم المتشددة، ما
دفع الدول التي لا تستقيم مصالحها مع وجود الإرهاب- إلى إنشاء عدة تحالفات لمكافحة
خطر الإرهاب، ومنها قوات أفريكوم وتحالف دول الساحل الأفريقي الخمس، وغيرهما من قوات
مكافحة الإرهاب، وهو ما يطرح التساؤل الجاد حول جدوى هذه القوات والتحالفات في
القضاء – أو على الأقل تحجيم- هذه التنظيمات الإرهابية.
ما بعد «أفريكيوم»
نقلًا عن رويترز صباح اليوم الخميس 2019، أعلن تنظيم داعش- عبر وكالة أعماق التابعة له- مسؤوليته عن سقوط أكثر من 40 جنديًّا بين قتيل وجريح في هجومين منفصلين، بولاية بورنو في شمال شرق نيجيريا، وقال سكان محليون ومصادر عسكرية لرويترز: إن اشتباكات وقعت بين عناصر من داعش وقوات حماية الولاية.
وطبقًا لتقرير أعده نيك تيرس ونشر في موقع «ذا إنترسبت»، فإن العنف في تزايد منذ أنشأت الولايات المتحدة «القيادة الأفريقية».
واعتمد التقرير على دراسة أجراها المركز الأفريقي للدراسات الاستراتيجية التابع لوزارة الدفاع «البنتاغون»، وقدمت أرقامًا ومعلومات حول توسع العمليات الأمريكية في القارة ومستوى الوجود العسكري وقدرات الجهاديين.
تصاعد حدة الإرهاب
ويذكر أن قوات دول الساحل الأفريقي، المعنية بمكافحة نشاط الجماعات المسلحة، عينت خلفًا للجنرال الموريتاني حنينا ولد سيدي الذي تولى القيادة العام الماضي، الجنرال النيجيري أومارو ناماتا غازاما قائدًا لقوات دول الساحل الخمس التي تتولى الصحراء الأفريقية ومكافحة ما ينشأ فيها من تنظيمات وممارسات إرهابية.
مكافحة الإرهاب.. عشوائية نتائجها عكسية
في تصريح للمرجع، أكد «مختار محمد غباشي» مستشار ونائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن وجود التنظيمات المتطرفة مرتبط بالأرضية التي ينبت فيها، وكما يمكن الملاحظة بين ثنايا المشهد الإفريقي، فإن الفوضى هي العلاقة التي تربط القوى المكافحة للإرهاب بالمواطنين، ما يجعلها بيئة حاضنة لنمو التنظيم.
وحول استراتيجية المواجهة المطلوبة، أكد «غباشي»، «أن وجود داعش في أفريقيا نابع من فقدان السلطات لغة التواصل مع مواطنيها وانتمائتهم، ففي البداية يجب القضاء على الأرضية الفكرية للتطرف قبل إنهاء وجوده المادي، ومن الضروري إيجاد استراتيجية مناسبة تحكم العلاقة بين القوى المكافحة للإرهاب في أفريقيا، لأن العشوائية قد تخلق صعودًا غير محمود الأثر للممارسات الإرهابية».





