ad a b
ad ad ad

«العراق» و«الخلايا النائمة».. «داعش» يعود من بوابة الأكراد

الجمعة 02/أغسطس/2019 - 05:03 م
المرجع
طباعة

في الآونة الأخيرة غيّر تنظيم «داعش» الإرهابي استراتيجية نشاطه بعد انهيار تمركزه في آخر جيوبه، لكن العراق لم ينفض عباءته من خلايا التنظيم النائمة بعد؛ إذ شهد الأمس هجومين نفذها التنظيم، وراح ضحيتهما 10 من قوات الأمن على الأقل، كما جُرح 16 آخرون، بحسب الشرطة العراقية.


وأضافت الشرطة، الخميس 1 أغسطس 2019، أن ثلاثة من أفراد قوات الحشد الشعبي شبه العسكرية وشرطيين قتلوا في هجوم على منطقة «سيد غريب» بقضاء الدجيل في محافظة «صلاح الدين»، على بعد 50 كيلومترًا شمالي بغداد، في وقت متأخر من مساء الأربعاء 31 يوليو.

«العراق» و«الخلايا
هجوم جديد
وقال مصدر في قوات الأمن الداخلي المعروفة باسم (الأسايش) والتابعة لحكومة إقليم كردستان العراق شبه المستقل: إن «هجوما منفصلا بقذيفة هاون استهدف القوات الكردية في قرية كوله ‌جوی بقضاء كلار بمحافظة السليمانية عند منتصف الليل وأدى لمقتل اثنين من قوات الأسايش وإصابة 14 آخرين».

وقد شهد إقليم كردستان عدة نشاطات إرهابية لـ«داعش»، منها حادث إطلاق نار داخل مطعم في أربيل، أدى إلى مصرع وجرح عدد من الأشخاص، بينهم موظفون في القنصلية التركية.

وقال مراسل شبكة رووداو الإعلامية بأربيل، سنكر عبدالرحمن: «كان عدد من الدبلوماسيين العاملين في القنصلية التركية، موجودين في موقع الحادث، وأحد القتلى هو نائب القنصل التركي».

وأضاف المراسل: «توافدت القوات الأمنية إلى موقع الحادث، وقطعت الطرق القريبة من المطعم الذي وقع فيه الحادث».

فيما فرضت قوات الشرطة و«الأسايش» طوقًا أمنيًّا مشددًا في مكان الحادث، ومنعت الاقتراب منه.
«العراق» و«الخلايا
منطقة دعم
وبحسب تقرير نشره معهد الدراسات الحربية بواشنطن، حاول تنظيم «داعش» إعادة تأسيس منطقة دعم له قرب العاصمة في المربع الجنوبي الغربي من حزام بغداد، ليتسنى له ربط عملياته امتدادًا من محافظة الأنبار إلى جنوبي العراق.

وجاء في التقرير أيضًا: «يعمل تنظيم داعش على إعادة بناء شبكات له شمالي محافظة بابل، ومن المحتمل أن يستخدم داعش هذه المنطقة لتوجيه قوات له داخل بغداد وجنوبًا تجاه أهداف رخوة في محافظتي كربلاء والنجف».

واستشهد التقرير بحادث وقع مؤخرًا في منطقة جرف الصخر شمالي بابل في يناير الماضي، عندما أحبطت قوات من فصائل الحشد الشعبي هجومًا لعجلة مفخخة كان يقودها مسلحو داعش، حيث إنه الحادث الأول في هذه المنطقة منذ تحريرها من التنظيم، ومن المحتمل أن «داعش» قد هيأ هذه العجلة عبر منطقة إسناد جنوبي الفلوجة في محافظة الأنبار.

من جانب آخر، ذكر التقرير بأن تنظيم داعش يعمل على توسيع شبكاته في إقليم كردستان، وربما يربطها بمناطق وجود عملياته في محافظتي كركوك وديالى، مشيرًا إلى أن قوات أمن كردستان «الأسايش» اعتقلت ثلاثة عناصر ينتمون لخلايا التنظيم النائمة في محافظة السليمانية.

وتركزت الخلايا في منطقة جمجمال بين السليمانية ومدينة كركوك، وكالار شمال غرب حوض نهر ديالى.

وذكر معهد الدراسات الحربية احتمال محاولة داعش الانتقال إلى شمال وشرق منطقة الإسناد الموجودة في كركوك لشن عمليات تجاه كردستان، مؤكدا أن قوات الأسايش الكردية اعتقلت مسلحا تابعا لداعش جنوبي محافظة السليمانية، ربما يكون مسؤولًا عن نقل مسلحين ما بين مدينة كركوك والحويجة ومنطقة الدبس. 

كما شن اللواء الأول والثاني من القوات الخاصة العراقية عمليات تمشيط كبرى ضد «داعش» في منطقة جبال حمرين شمالي محافظة ديالى.

وأكد التقرير على احتمال استغلال داعش لعمليات التهجير التي تتم ضد اللاجئين، في تجنيد المزيد من ذئابه المنفردة أو خلاياه النائمة؛ إذ إن الحالة الإنسانية المتردية كفيلة بصناعة متطرف نموذجي، يمكن التنظيم من غسل دماغه بأبسط الأوهام.
«العراق» و«الخلايا
من جانبه، أكد «عبد الخبير عطا» أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط، أن استغلال «داعش» لتعدد الأشكال السلطوية في المحيط العراقي، قد يكون سبيلًا لتجديد دماء خلاياه النائمة، ونشر المزيد من الإرهاب في البلاد؛ إذ إن حالة اللاجئين وممارسات قوات الأمن الكردية ضد المدنيين، قد يقودهم إلى راية التنظيم السوداء.

وقال «عطا» في تصريح خاص لـ«المرجع»: «إن إعادة التمركز بالنسبة لداعش أمر محتمل، لكن التساؤل المهم حول الوظيفة التي سيلعبها التنظيم سياسيًّا بالنسبة للقوى الدولية الداعمة له إذا أعاد تمركزه، وربما تكون العمليات مكثفة في الفترة القادمة؛ لجث النبض، ومعرفة إمكانية العودة».

وتابع أستاذ العلوم السياسية: «لا بد من وجود جبهة قوية توحد القوى لمحاربة التنظيم الإرهابي، والوعي بماهية المصالح السياسية، وتفاصيل الحرب بالوكالة التي تمارسها القوى الدولية في مناطق الصراع».

الكلمات المفتاحية

"