ad a b
ad ad ad

بعد فشلها في الشرق الأوسط.. تركيا تتجه إلى آسيا لتكوين تحالف عسكري

الخميس 01/أغسطس/2019 - 04:44 م
زيارة رئيس الوزراء
زيارة رئيس الوزراء الماليزي لتركيا
أحمد سامي عبدالفتاح
طباعة

أثارت زيارة رئيس الوزراء الماليزي، مهاتير محمد، لتركيا، الأسبوع المنصرم، تساؤلات عدة حول مستقبل التعاون العسكري بين البلدين، وتكهنات بإنشاء حلف عسكري جديد في مجال الصناعات العسكرية، بعد فشل أنقرة في تكوين أي تعاون بدول الشرق الأوسط.


وأعلن رئيس الوزراء الماليزي خلال زيارته عن رغبة بلاده في التعاون مع أنقرة في مجال الصناعات الدفاعية، كما أعرب عن رغبته في زيادة التعاون العسكري مع باكستان؛ ما يرجح احتمالية تكوين حلف عسكري ثلاثي في مجال الصناعات العسكرية.


وحاولت تركيا تطوير علاقاتها العسكرية مع عدد من الدول الشرق الأوسطية، أبرزها السعودية؛ حيث عرضت أنقرة على الرياض إنشاء قاعدة عسكرية تركية، إلا أن الأمر قوبل بالرفض السعودي القاطع في 2017، وفق تصريحات رسمية نقلتها وكالة الأنباء السعودية (واس)، وأعلنت الأخيرة رغبتها في شراء خمس بوارج عسكرية تركية من طراز مليغم، إلا أنها تراجعت عن هذا الأمر في مارس 2017؛ ما شكل ضربة لمستقبل الصناعات العسكرية التركية.

وزير الصناعة والتكنولوجيا
وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي مصطفي ورانك
اللجوء إلى آسيا
بعدما أدركت تركيا أنها مرفوضة من الدول الشرق أوسطية، وكذلك من دول أوروبا، حاولت أن تخلق نوعًا جديدًا من التحالفات مع دول متباعدة عنها جغرافيا، لكنها تحمل نفس الفكر الأيديولوجي، فلجأت إلى ماليزيا وباكستان، وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال استقباله لرئيس الوزراء الماليزي أن بلاده بإمكانها التعاون مع ماليزيا وباكستان.

أفق التعاون
وأعلن وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي مصطفى ورانك، في تصريحات صحفية، نقلها موقع أحوال تركية، أن بلاده وماليزيا أمامهما العديد من المجالات، فضلًا عن فرص كبيرة من أجل تطوير الصناعات الدفاعية.

ومن المتوقع أن تشارك ماليزيا في إنتاج الطائرات بدون طيار، وربما تتمكن من تصنيعها محليًّا برخصة تركية، ويظل الاحتمال الأكبر قائم، وهو إدخال ماليزيا في مشروع إنتاج المقاتلة الملحية التركية التي تحمل اسم TFX، والتي ستحلق لأول مرة في 2023 – بحسب وزارة الدفاع التركية، رغم عرض روسيا بمساعدة تركيا في إنتاج محرك للطائرة، إلا أن أنقرة لا تزال تفضل تنفيذ هذه المهمة بنفسها أو من خلال أصدقائها الأسيويين الجدد.

وقد تلجأ تركيا إلى شركة General electric الأمريكية، حال فشلها في إنتاج محرك بالمجهود الذاتي أو من خلال أصدقائها، وهنا يثار العديد من التساؤلات حول مقدرة ماليزيا وباكستان على مساعدة أنقرة في هذا المجال؛ خاصة أن كلتا الدولتين لا تمتلكان خبرة في الصناعات الجوية.
الباحث محمد حامد
الباحث محمد حامد المتخصص في الشأن التركي
تحديات الاستمرار
لا شك أن التعاون العسكري يتم من خلال اتفاقيات ملزمة؛ ما يعني أنه في حالة تغيير القيادة السياسية في البلدان الثلاثة، فإن الاتفاقيات العسكرية ستستمر، وفق أطر التعاون التي تم الاتفاق عليها.

من جانبه، أكد الباحث محمد حامد، المتخصص في الشأن التركي، أن أنقرة تسابق الزمن من أجل إنتاج مقاتلة خاصة بها؛ خاصة أن الحزب الحاكم (العدالة والتنمية) يبحث عن إنجاز عسكري من أجل زيادة شعبيته.

وأكد حامد، في تصريحات خاصة لـ«المرجع» أن أردوغان يدرك الإشكالية التي يعاني منها الاقتصاد التركي، وسط انهيار الليرة أمام الدولار؛ ما يعني أن وعوده الخاصة باستراتيجية 2023 لن تتحقق، لذلك يسعى لاستغلال فكرة إنتاج مقاتلة محلية للتغطية على فشله في النهوض بأوضاع الاقتصاد المنهار.
"