يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

بتحالفات العشائر.. «الشباب» الإرهابية تستمد صلابتها من هشاشة الدولة

الأربعاء 31/يوليو/2019 - 09:59 ص
المرجع
أحمد عادل
طباعة

تسعى ما تسمى حركة شباب المجاهدين، لنشر إرهابها- ومن ثم بسط نفوذها- في جميع الولايات الصومالية؛ حيث عملت الحركة على استمالة واستقطاب شيوخ العشائر، والذين استجاب منهم – حتى الآن- 159 من الشيوخ الذين شاركوا في انتخاب نواب البرلمان الفيدرالي وبرلمانات الولايات الإقليمية، وحضر هؤلاء إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها لتسجيل أنفسهم من ضمن عناصر الحركة  .

ووفقًا لموقع الصومال الجديد، أكدت فيها أن شيوخ العشائر جاءوا من ولايات جوبالاند وجنوب غرب الصومال وهيرشبيلي وغلمدغ، وبدأت الحركة المتطرفة في إعطاء دروس دينية للشيوخ.

 

التوبة المزعومة

في 14 يوليو الجاري، نشرت الحركة الإرهابية بيانًا لها عبر وكالة شاهد التابعة لها، بعنوان «دعوة للتوبة»، وفيه أمهلت شيوخ العشائر الصومالية الذين شاركوا في انتخابات البرلمان الفيدرالي وبرلمانات الولايات الإقليمية، 45 يومًا لتسجيل أنفسهم لدى الإدارات التابعة للحركة، وسط وجنوب الصومال.

 

وزعم البيان الإرهابي أن شيوخ العشائر «وقعوا في الكفر»  وأن «عليهم إعلان  توبتهم»، مُشيرًا إلى أن التسجيل يبدأ اعتبارًا من 15 يوليو 2019 وحتى 1 سبتمبر 2019، وهددت «الشباب»  كل شيخ يفشل في الاستفادة من هذه الفرصة بمعاقبته وفقا لما أسموه «الشريعة الإسلامية».

 

هجمات الجنوب

ووفقًا لتقرير صادر في عام 2018، لمركز مقديشو للدراسات والأبحاث، استطاعت الشباب المجاهدين أن تصل لجنوب الصومال ولعدد القرى والبلدات التي كان يُسيطر عليها الجيش الصومالي والقوات الأفريقية، وبوصولها إلى تلك المنطقة الاستراتيجية شنت الحركة هجومًا كبيرًا على ولاية غلمدغ، واختطفت نحو 70 شيخًا من شيوخ القبائل في تلك الولاية، وتوجهوا بهم إلى قاعدة تابعة لهم في مدينة عيل بور، الواقعة في الأقاليم الوسطى للصومال، وفي سبتمبر 2018 اغتالت عناصر الحركة اثنين من شيوخ العشائر في مدينة أفجوي في إقليم شبيلي السفلى في جنوب البلاد.

وفي 13 يوليو 2013، أوضح تقرير من منظمة جلوبال إيكونوميست، أن الحركة لا تحصل على تمويلات من قطر وتركيا فحسب؛ لأن مصدر التمويل الرئيسي للحركة يتمثل في دعم القبائل الصومالية المستمر، وتلك القبائل ينتمي إليها بعض قادة الحركة، كما أن القبائل  توقر المناخ المناسب لتجارة وتربية المواشي والإنتاج الزراعي، وبالتالي فإن الحركة لها بيئة خاصة بعيدًا عن الحكومة الصومالية.

وبرغم تعدد التنظيمات المسلحة في الصومال، تبقى «شباب المجاهدين»   هي الحركة الأكبر والأقوى في البلاد.

 

هشاشة الدولة تساوي صلابة الإرهاب

من أبرز الشواهد على هشاشة الصومال كدولة، رفض أبناء الولايات الصومالية المختلفة محاولات حكومة فرماجو للتدخل في شؤونهم، وكان الرئيس الصومالي السابق، حسن شيخ محمود، قد حذر من مغبة التدخلات للتأثير على نتائج الانتخابات المقررة إجراؤها في ولايتي غلمدغ وجوبالاند، وذلك خلال كلمة له في مناسبة الاحتفال بعيد الاستقلال، في المقابل شهدت مدينة عدادو  بإقليم غلغدود، وسط البلاد مظاهرات حاشدة ضد سياسات حكومة الرئيس، لتدخلها في شؤون انتخابات ولاية غلمدغ الإقليمية.

 

ضرب الصومال

في تصريح للمرجع، قالت نهال أحمد الباحثة في الشأن الأفريقي: إن هناك تحالفًا يربط بين الحركة الإرهابية وشيوخ العشائر، هذا التحالف هدفع السيطرة التامة على مقاليد الحكم في الصومال.

 

وأكدت نهال، أن علاقة شباب المجاهدين بشيوخ القبائل اتسمت على فترات طويلة بالاضطراب، فتارة كان هناك تعاون بين الجانبين وذلك من أجل اتقاء شر الحركة المسلحة، وتارة أخرى شهدت العلاقات بين الجانبين توترات وحروبًا.

 

وأضافت أن، المجتمع الصومالي، مجتمع قبلي من الأساس، أي يتكون من عدة قبائل سواء في الوسط أو الشمال أو الجنوب وساهم البعد القبلي في إسقاط حكم محمد سياد بري في أوائل التسعينيات نظرًا لمحاباة بري قبائل على بعضها البعض، وشيئًا فشيئًا تحول زعماء القبائل إبان الحرب الأهلية الصومالية 1990 2006 إلى أمراء حرب وكل أمير قبيلة كان يفرض سلطاته العسكرية والاقتصادية على المنطقة الواقعة تحت سيطرته.


وأشارت إلى أن  عددًا من القبائل تؤيد الرئيس عبد الله فرماجو في حين البعض الآخر يؤيد الولايات الجنوبية التي ترفض تدخل الحكومة المركزية في الشأن الداخلي للولايات، لذا قد يسعى أي من الاتجاهين إلى تجنيد حركة الشباب من أجل استهداف ومعاقبة الطرف الآخر.

 



"