طائرات إف 35 تُثير أزمة جديدة بين تركيا وأمريكا
الأحد 28/يوليو/2019 - 11:02 م
أحمد سامي عبدالفتاح
عادت أزمة منظومة
أس 400 للظهور من جديد، بعدما أعلنت تركيا على لسان رئيسها رجب طيب أردوغان خلال كلمة
أمام الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية.
أردوغان
وقال أردوغان، إن تركيا قد تتجه إلى دول أخرى في حالة ما مُنعت من شراء مقاتلات أف 35، كما ألمح إلى أن بلاده قد تعيد النظر في شراء 100 طائرة من طراز بوينج، في محاولة للتأثير على صانعي القرار في الولايات المتحدة.
ويحمل توقيت هذه التصريحات العديد من الدلالات، خاصة أنها تأتي تزامنًا مع مطالبة بعض أعضاء الكونجرس بفرض عقوبات اقتصادية على تركيا، على خلفية شراء الأخيرة منظمة أس 400 التي أعلن الرئيس التركي في خطاب أمام الكتلة البرلمانية لحزبه، وأنها ستدخل نطاق الخدمة في أبريل من العام المقبل بعد اكتمال عملية التدريبات اللازمة.
ترامب
محاولة للضغط
من المؤكد أن تركيا تحاول الضغط على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بهذه التصريحات، خاصة أن الأخيرة تهتم برفع معيشة المواطن الأمريكي من خلال زيادة الصادرات لأقصي درجة ممكنة، وهو ما يرجح رغبة واشنطن في إبرام المزيد من الصفقات العسكرية والمدنية مع تركيا.
وأكد ترامب رغبته خلال حديثه مع أردوغان في اليابان خلال قمة العشرين، وفقًا لما نقلته وكالة الأناضول، ما يعني أن انسحاب أنقرة من صفقة البوينج سيشكل انتكاسة لعلاقات الولايات المتحدة مع تركيا.
التوجه إلى روسيا
رغم تلميح تركيا باحتمالية اللجوء إلى روسيا لشراء سوخوي 35 كبديل عن اف 35، فإن هذا الأمر ليس من المتوقع أن يحدث الآن، خاصة أن صانعي القرار داخل تركيا على يقين أن شراء مقاتلات روسية سيزيد من حدة الغضب لدى إدارة ترامب، ما قد يدفعها لفرض عقوبات على أنقرة.
ويخشى صناع القرار في تركيا، من غضب الإدارة الأمريكية وشعورها بأن أنقرة قد تخلت عنها بعدما رفضت فرض عقوبات عليها، أو بمعنى آخر، لا تزال إدارة ترامب، تحاول حتى هذه اللحظة تمرير صفقة المقاتلات لتركيا رغم رفض الكونجرس والبنتاجون على حد سواء.
البدائل التركية
ربما تعمد تركيا إلى تسريع إنتاج مقاتلاتها المحلية، وفي سبيل تحقيق ذلك، ربما تلجأ إلى إدخال دول مثل: ماليزيا، باكستان أو روسيا بهدف تقليل التكلفة المادية وزيادة العنصر البشري العامل في المشروع، ما يعجل بالانتهاء من المقاتلات.
ووفقًا لتصريحات وزارة الدفاع التركية، فإن المقاتلة تحمل اسم TFX، ومن المتوقع أن تحلق في الجو لأول مرة في عام 2023، على أن تخضع لمدة قدرها عامان من الاختبارات، قبل أن يتم إدخالها في القوات الجوية التركية.
جدير بالذكر أن الروس قد عرضوا على الأتراك مساعدتهم في إنتاج محركات الطائرة، لكن أنقرة اكتفت بالتعبير عن الرغبة بإنتاج المقاتلة بمجهود ذاتي، ولكن إذا أصرت الولايات المتحدة على عدم بيع مقاتلات إف 35 لتركيا، فإن أنقرة قد تعمد إلى إدخال روسيا في المشروع كرد فعل انتقامي، خاصة إذا فرضت إدارة ترامب عقوبات اقتصادية عليها.
ورغم ذلك، يبقي الاحتمال الأكبر، أن تلجأ تركيا لشراء مقاتلات من روسيا بشكل مباشر من أجل زيادة الجاهزية العسكرية لقواتها الجوية، إذا عجزت إدارة ترامب عن تمرير صفقة الطائرات.
الباحث محمد حامد
من جانبه، أكد الباحث محمد حامد أن تركيا قررت أن تلعب بالنار حينما بدأت باللعب على العلاقة بين الولايات المتحدة و ورسيا، مؤكدًا أن الاقتصاد التركي سينهار إذا ما قررت الولايات المتحدة فرض عقوبات اقتصادية عليها.
وأضاف حامد في تصريحات خاصة لـ«المرجع» أن النظام التركي يرغب في شراء مقاتلات جوية بأي طريقة بسبب تزايد التهديدات الأمنية القادمة من وحدات حماية الشعب الكردية.
وتابع: الولايات المتحدة ستعمل على تأزم الوضع الأمني في شمال سوريا إذا لجأت تركيا مرة أخرى إلى روسيا، مستعبدًا أن يتم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين حول حدود المنطقة الآمنة.





