أوغندا في «أميصوم».. تاريخ حربي حافل في محاربة «الشباب» الإرهابية
تشارك أوغندا في بعثة قوات الاتحاد
الأفريقي المعروفة بـ«أميصوم»، والتي تستهدف
دعم الجيش الصومالي في مواجهة إرهاب حركة شباب المجاهدين.
تطور المهمة
ويبلغ عدد القوات الأوغندية التي وصلت إلى مقديشو 625 من الأفراد والجنود؛ تلبية لدعوة الحكومة التي طلبت تعزيزات لحماية البعثات الدولية من الهجمات الإرهابية، في تطور لمهام «أميصوم» بعد فشل جميع الخطط الأمنية في حماية العاصمة مقديشو والمؤسسات الحكومية والبعثات الدولية من هجمات الشباب.
فمنذ مايو 2007، توجد قوات الـ«أميصوم»، وسابقًا كانت تسير دوريات مشتركة مع قوات الأمن الصومالية على مشارف العاصمة مقديشو، بعد جولة من القتال بين حركة الشباب والقوات الصومالية.
في مارس 2007، نشرت أوغندا كأول بلد أفريقي قوات تابعة له في الصومال، وأرسلت حينها 1600، أعقب ذلك تكليف بعثة الاتحاد الأفريقي لها بالمساعدة على حماية الشخصيات والمرافق السيادية، وبناء قوة الأمن الصومالية وتدريبها، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية الدولية إلى مناطق الصراع.
تاريخ حافل
ولأوغندا تاريخ طويل في الحرب ضد إرهاب الحركة الصومالية، وإعادة تأهيل الجيش الصومالي؛ للسيطرة على البلاد، ففي يوليو 2015، أعلن الجيش الأوغندي نشر طائرات عسكرية في الصومال؛ لتعزيز عمليات الاتحاد الأفريقي ضد حركة الشباب، وكان للرئيس الأوغندي يورى موسيفيني، في أواخر عام 2015، تصريح قويّ بعد الهجمات المتتالية لحركة الشباب، قال: إن القوات الأوغندية تعمل على استقرار الوضع في الصومال، مشيرًا إلى أن هجمات جماعة الشباب لن تخيف قوات حفظ السلام الأفريقية، ولن تدفعها للخروج من الصومال.
وفي أكتوبر 2015، منح الجنرال دافيد روديجوز، قائد القيادة الأفريقية في الجيش الأمريكي «أفريكوم»، 6 من القيادات العسكرية الأوغندية وسام الاستحقاق؛ لجهودهم في محاربة الإرهاب والتطرف في الصومال.
وفي ديسمبر 2015، أكدت أوغندا أنها تخطط لنشر وحدات جوية مقاتلة في الصومال مطلع عام2016؛ لدعم جهود مكافحة حركة الشباب في منطقة القرن الأفريقي.
وفي مايو 2017، دعت الحكومة الأوغندية دول العالم إلى تعزيز الحرب على حركة الشباب التي وصفها الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني بأنها العقبة الرئيسية أمام الصومال.
وفي أواخر عام 2017، قامت أوغندا بإرسال قوات إضافية إلى الصومال، وأشارت إلى أن الهدف من ذلك تعزيز الحرب على حركة الشباب.
وفي أبريل 2018، قال الجيش الأوغندي: إن مهمة حفظ السلام التي يقوم بها في الصومال ما زالت مستمرة؛ لمحاربة متشددي حركة الشباب، على الرغم من بعض التحديات التي يتم التصدي لها.
وفي يونيو 2016، قرر مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، تخفيضًا تدريجيًّا للقوات الأفريقية في الصومال، والانسحاب الكامل بحلول نهاية عام 2020، على أن تتسلّم مسؤولية حفظ الأمن قوات الأمن الصومالية والجيش الوطني، من بداية ذلك العام، وفي نوفمبر 2017، أعلنت بعثة الاتحاد الأفريقي، أنها ستسحب 1000 مقاتل على أن تغادر الأراضي الصومالية في نهاية عام 2018، بينما تكمل بقية القوات البالغ تعدادها 22 ألف مقاتل، وفي أواخر عام 2016، قررت أوغندا سحب قواتها من الصومال بحلول ديسمبر عام 2017، وبالفعل قامت في عام2017 بسحب عشرات الجنود ضمن قوات الاتحاد الأفريقي الموجودة في الصومال، ولكن سرعان ما عادت في تلك القرار وتمت إعادة الجنود مرة أخرى إلى البلاد مع بداية عام 2018.
وفي تصريح لـ«المرجع»، قالت أميرة عبدالحليم الباحثة في الشأن الأفريقي: إن القوات الأوغندية صاحبة دور كبير وحضور قوي داخل قوات «إميصوم»، فالوضع الأمني في الصومال، يدخل مرحلة الخطر، خاصةً في ظل ارتفاع وتيرة إرهاب حركة الشباب ضد العاصمة مقديشو، وكذلك العمليات المسلحة التي ينفذها تنظيم داعش في بعض الأقاليم الصومالية الأخرى.
وأضافت الباحثة في الشأن الأفريقي، أنه لا بد من استمرار وجود قوات «أميصوم» في البلاد مع زيادة العمليات الإرهابية، وضعف القوات الصومالية في حماية مقدرات البلاد، مشيرًة إلى أن أي انسحاب غير مدروس سيكون بمثابة ضوء أخضر للإرهابيين؛ لملء الفراغ الأمني بمزيد من العمليات التخريبية، التي ستضرب الصومال كله، لا مقديشيو وحسب.
كارثية الانسحاب غير المدروس
وبعد النجاحات التي حققتها قوات «أميصوم» في بداية تكوينها وإرسالها إلى الصومال، ولكن قرار الانسحاب التدريجي، وقرب نهاية وجود قوات الاتحاد الأفريقي ومغادرتها البلاد، جعلت عناصر الشباب تزيد من إشعال الأوضاع في مقديشو مرة أخرى، وبالفعل سيطرت الحركة على بعض المناطق، وتدفقت مئات العناصر الإرهابية إلى العديد من القرى التي تركتها قوات حفظ السلام، في الوقت الذي تعاني فيه الحكومة الصومالية من توترات سياسية وأمنية.





