ad a b
ad ad ad

تركيا تحتضن لقاءً بين «مهاتير محمد» وصقور الإخوان في أنقرة

السبت 27/يوليو/2019 - 09:50 م
المرجع
دعاء إمام
طباعة

لا يبدي الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اكتراثًا بما تعرض له حزبه الحاكم «العدالة والتنمية» من هزائم متتالية، وينشغل باستضافة قيادات التنظيم الدولي ومراقبي الإخوان في عدد من الدول على أرضه؛ بزعم تنظيم مؤتمرات أو منتديات تختلف مسمياتها، وتهدف جميعها إلى التجييش والتخطيط لمزيد من المؤامرات على الأنظمة والشعوب التي خلّفت لها الجماعة إرثًا ثقيلًا من الفشل والإرهاب.

مهاتير محمد
مهاتير محمد

قبل أيام التقى الرئيس التركي رئيس وزراء ماليزيا، مهاتير محمد، في العاصمة التركية أنقرة، لبحث سبل التعاون بين الجانبين وثالثهم باكستان، ولم تنته مهمة «مهاتير» في الحديث عن الخلافة البائدة، بل حرص على الاجتماع بـ«عبد الرزاق مقري»، رئيس حركة مجتمع السلم «حمس»، الذراع السياسية للإخوان في الجزائر، وعزام الأيوبي، المراقب العام للإخوان في لبنان، ومحمد حسن ولد الددو، رئيس جمعية تكوين العلماء، الذراع الدعوية للجماعة في موريتانيا.


وبرر صقور جماعة الإخوان وجودهم في تركيا، بأنه مشاركة فيما يسمى «منتدى كوالامبور للفكر والحضارة»، إذ أعلن «مقري» أن رئيس الوزراء الماليزي سيستضيف مؤتمرًا في ديسمبر المقبل وسيدعو له عددًا من الإسلاميين.


كما يتوافد قيادات الإخوان من الدول العربية على أنقرة بين الحين والآخر، لإجراء مقابلات مسجلة مع القنوات الموالية للجماعة وتبث من تركيا -ومنها: «الشرق» و«مكملين»- والتي يتمكنون من خلالها من التحريض على الأنظمة العربية، وتوصيل رسائل للدول التي لفظتهم.


وفي هذا الصدد، يقول هشام النجار، الباحث في شؤون الجماعات الإسلاموية، إن الوفود المتتابعة والفعاليات التي تتحدث فيها مراجع الجماعة العلمية والفقهية، وعدد من القادة السابقين والحاليين، جميعهم يرفعون الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمستوى زعيم المسلمين في العالم، وتعكس ما يُشبه المبايعة للخليفة الجديد عقب انهيار حكم الإخوان في مصر وخلافة «داعش» المزعومة في العراق.


وأوضح الباحث أن الرئيس التركي له مآرب أخرى في استضافة الإخوان، من خلال توظيف أزمة الجماعة وإحباطات شبابها في الدول العربية، بعد انهيار ما كانت متعلقة به عبر تبني الغرب والولايات المتحدة مشروع تصعيد الإسلام السياسي للحكم، في ابتزاز دول الغرب التي تعارض سياساته، استغلالًا لرغبة الإخوان في الانتقام بعد التخلي عن دعم مشروعهم في السلطة.

تركيا تحتضن لقاءً

«مهاتير» والإخوان


يمكن معرفة أهمية اللقاء الأخير بين الإخوان ورئيس وزراء ماليزيا، من خلال استذكار العلاقة التاريخية للإخوان مع ماليزيا، وكذلك مراحل تقلّب مهاتير محمد في علاقاته الشخصية والحزبية مع الإخوان وحزبهم الأساسي المعروف باسم الحزب الإسلامي.


ترجع علاقة الإخوان بماليزيا إلى ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، عندما وصلها محمد عبدالرؤوف، داعية الإخوان المرافق لحسن البنا، مؤسس الجماعة، وبدأ الترويج للإسلام السياسي بين الملايين من المسلمين الماليزيين، والمساهمة في إنشاء الجامعة الإسلامية بكوالالمبور.


وأصبح ابنه فيصل عبد الرؤوف، لاحقًا قياديًّا إخوانيًّا في الولايات المتحدة، وعُين إمام مسجد الفرح في نيويورك، مستخدمًا زواجه الثاني من فتاة ماليزية ليوسع ويوثق برنامج الإخوان في اختراق المجتمع الماليزي ونخبه السياسية والنسائية، وساعدته في ذلك زوجته الثالثة الحالية ديسي خان، ذات الأصول الكشميرية، في تجنيد نساء المجتمع المدني الماليزي بتشكيلات تتغطى بحقوق الإنسان مثل جمعية قرطبة، باعتبارها عنوانًا جذابًا للاستقطاب والتجنيد السياسي.


وفي التوثيقات الماليزية للعلاقة مع الإخوان ، تعتبر فترة سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي مرحلة مفصلية، إذ استطاع خلالها الإخوان إنشاء سلسلة من التنظيمات الشبابية والنسائية التي تستلهم التشكيلات الهيكلية لتنظيم الإخوان المسلمين الدولي.


وفي عام 1971، ظهرت حركة الشباب الإسلامي الماليزى ، فكانت ذراعًا اجتماعية نشطة للحزب الإسلامي الماليزي الذي أنشأه الإخوان في وقت مبكر، ثم انتقلت رعايتها المالية والسياسية بالتعاون مع قطر.


ومنذ وصول «مهاتير» إلى الحكم، تعاون بشكل عميق مع عناصر إخوانية بزعم قدرتهم على توثيق عرى التضامن مع العالم الإسلامي، استمرارًا للنهج الذي أرساه في الستينيات أول رئيس حكومة لما بعد الاستقلال، تونكو عبدالرحمن.


وفي ذروة النشاط القطري بتحشيد الشوارع العربية لتغيير الأنظمة، كانت علاقة تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر مع مهاتير محمد موصولة، وبعضها اتصالات هاتفية وثقتها وكالات الأنباء في نوفمبر 2012، حتى إذا وصل الإخوان إلى السلطة في مصر، كانت له ثلاث زيارات التقى فيها الرئيس المعزول محمد مرسي ونائبه خيرت الشاطر.


كما عقد لهم عدة مؤتمرات تنظيمية، بينها اجتماع الوسطية والاعتدال برئاسة الإخواني رضا فهمي، ودعاهم إلى منتدى كوالالمبور كممثلين لمصر، ومنهم  عمرو دراج رئيس المكتب السياسي للإخوان، وجمال حشمت رئيس البرلمان الإخواني الموازي حينها.

 للمزيد:بعد قطر.. ماليزيا محطة الهجرة الإخوانية

الكلمات المفتاحية

"