ad a b
ad ad ad

بعد حظر حزب الله.. هل يُقلم ترامب أظافر إيران في أمريكا اللاتينية؟

الجمعة 19/يوليو/2019 - 10:26 ص
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

كللت الأرجنتين جهودها التي بدأتها قبل عام لمواجهة إرهاب حزب الله الإيراني في بلادها، وأعلنته جماعة إرهابية محظورة، ليفتح قرارها ملف توغل الحزب في أمريكا اللاتينية، وإمكانية مواجهته بعد سنوات من  تعبئة الأموال.


وفي 11 يوليو 2018، كانت الخطوة الأولى؛ حيث أعلنت الحكومة الأرجنتينية تجميد الأصول المالية لـ14 فردًا ينتمون إلى عشيرة بركات في أمريكا الجنوبية أحد أهم ممولي حزب الله، بالتعاون مع مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) التابع لوزارة الخزانة الأمريكية في عام 2004.

وقررت السلطات في الأرجنتين، اليوم الخميس، إعلان جماعة حزب الله تنظيمًا إرهابيًّا، وتجميد الأصول المالية لعناصره، بالتزامن مع مرور الذكرى الـ25 لاستهداف مركز الجالية اليهودية في منطقة بوينس أيرس؛ ما أدى إلى مقتل 85 شخصًا وإصابة آخرين.



 
بعد حظر حزب الله..

طريق السياسة والمخدرات


أثبت حزب الله نفسه كمنظمة ذات نطاق عالمي، فمنذ نشأته عام 1982 طور شبكته عبر القارات الخمس وأصبح قادرًا على القيام بعمليات مميتة وجمع عشرات الملايين من الدولارات من الإيرادات سنويًّا كما تظل أمريكا اللاتينية أكثر منطقة حقق فيها حزب الله نجاحًا هائلًا.


وبدأ عمل حزب الله في أمريكا اللاتينية، لتنشيط شبكته لشن هجمات إرهابية ورفع مستويات كبيرة من الإيرادات من خلال الاقتصاد غير المشروع المربح في المنطقة، بما في ذلك تجارة المخدرات وغسيل الأموال، والتزوير.


وعلى مدار سنوات منذ تأسيسه، استغل حزب الله الضعف الأمني، والمساندة العرقية والتجارة المحرمة، في منطقة من أمريكا الجنوبية تُعرف بمنطقة الحدود الثلاثية عند مفترق طرق البرازيل والأرجنتين وباراغواي، ليحولها الحزب إلى «خزان نقود» يغذي كل فروع التنظيم.


ومع الوقت أصبح قادرًا على كسب المتعاطفين وتدريب المجندين وتوجيه العملاء، وخلق تحالفات مع المؤسسات الإجرامية المنظمة وخلق تحالف أيضًا مع حكومة وطنية.


ساهمت طبيعة المنطقة التي اختارها حزب الله، غير قابلة لتطبيق القانون، وتوقيت الحرب الأهلية في لبنان التي أدت إلى هجرة آلاف الشيعة من لبنان تمركز أغلبهم حول منطقة نفوذ التنظيم الشيعي الذي كون ثقلًا بشريًّا مواليًا له بالمنطقة.


في عام 1983 بدأت إيران الدولة الراعية الرئيسية لحزب الله في إنشاء جهاز المخابرات في أمريكا الجنوبية «مع وصول رجل الدين الشيعي محسن رباني» في بوينس آيرس  عاصمة الأرجنتين، الذي كلف بنشر أيديولوجية الحكومة الإيرانية وتجنيد المتعاطفين، وهو نفس الدور الذي لعبه ايناكي في البرازيل. في عام 1984  كممثل إيراني وحليف لحزب الله في ساو باولو بالبرازيل، وفي عام 1987 شكل خوسيه سلمان الرضا مع عمه موسى الرضا، خلية حزب الله للعمل في ماكاو، كولومبيا.


كانت هذه الطريقة التي وُجد بها حزب الله، لكن ثمة دولة أخرى كان لها أثر أكبر في الانتشار، حيث استفاد حزب الله أيضًا من العلاقات السياسية القوية التي بناها زعماء إيران مع دول أمريكا اللاتينية، خاصة في فنزويلا (المعبر الأهم لتجار المخدرات) وعلى الرغم من تغير الرؤساء استمرت التحالفات قائمة وفقًا لفقه المصلحة المشتركة.


العلاقة التي ربطت إيران وفنزويلا، كانت قائمة بشكل أساسي على «الضرر المشترك» مع ازدياد عزلة الدولتين دوليًّا والعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة ومعظم المجتمع الدولي، فتعاونت الحكومتان لشد أواصرهما - بمساعدة جماعة حزب الله  كوسيط، حتى ظهر الوجود العسكري الإيراني في تدريبات عسكرية بفنزويلا.


ساعدت تلك التحالفات حزب الله على تكوين تحالفات أصغر داخل الدول، وتطوير علاقاته مع التنظيمات الإجرامية التي استفادت أيضًا من الدعم المزدوج والمتبادل من المسؤولين والمجرمين.


وصنفت فوربس في العام الماضي حزب الله على أنه أغنى جماعة إرهابية في العالم؛ حيث يبلغ دخلها السنوي المقدر 1.1 مليار دولار، وحصل إلى حد كبير على "تمويل المساعدات من إيران وتصنيع المخدرات وتجارتها.

 


بعد حظر حزب الله..

ترامب والضوء الأخضر

كانت هذه بحسب ما وصفه جوزيف إم هيومير، الكاتب في صحيفة ذا هيل الأمريكية، إجراءات تشير إلى تحول ضد حزب الله في أمريكا اللاتينية وأولويات الحكومات الإقليمية، بمساعدة واشنطن.


وعلى الرغم من معرفة السلطات الإقليمية لأنشطة حزب الله في المنطقة، لكن ثمة عوامل اتخاذ إجراءات مضادة في الآونة الأخيرة.


أمنيًّا، يمكن للتعزيزات والمساعدات، أن تساهم في تسليم المجرمين، لكن في الأساس  تحتاج كلتا الدولتين إلى إرادة سياسية لتنفيذ هذا النوع من العمليات، فيما تشير تقارير إلى تورط الإدارة الأمريكية وتقاعسها في مواجهة حزب الله، خاصة بعدم تقديم أدلة قوية على علاقة حزب الله بالمسؤولين الفنزويليين الذين يشحنون المخدرات إلى أوروبا وأمريكا.


كان هذا التجاهل – وفقًا للخبراء - لصالح الصفقة النووية مع إيران، خاصة في ظل حكومة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، لكن مع انسحاب واشنطن الحالي من الاتفاق، يرى محللو السياسات الدولية، فرقًا واضحًا في مواقف حكومات أمريكا اللاتينية تجاه حزب الله،  وبدا الرئيس ترامب أن لديه رسالة مختلفة إلى أمريكا الجنوبية فيما يتعلق بحزب الله، وبدأت النتائج تظهر.


ويشن ترامب، حرب تصريحات شرسة على إيران إضافة إلى إجراءات ضد وكلائها، وبمساعدة واشنطن، بدأت الحكومات الإقليمية في اتخاذ إجراءات صارمة ضد النشاط الإجرامي للحزب وبالتحديد في التمويل غير المشروع، وهو ما ظهر في قرار الأرجنتين.

 

"