«القاعدة» في كشمير.. نداءات «الظواهري» ودلالات الدعاية السياسية

مُني إقليم كشمير، المتنازع عليه بين الهند وباكستان، بأطماع انفصالية أسهمت في بروزه كموقع جغرافي مهم على خريطة الإرهاب، فالعوامل المتصارعة بداخله جذبت بدورها تيارات التشدد إليه، وتظهر المقاطع الصوتية الأخيرة التي حرص تنظيم «القاعدة» الإرهابي على بثها، كمؤشر مترامي الدلالات في المنطقة.

منذ أقل من أسبوع ظهر زعيم «القاعدة»، أيمن الظواهري في مقطع فيديو جديد بعنوان «لا تنسوا كشمير» تصل مدته إلى 15 دقيقة استغلها الظواهري في دعوة العناصر المسلحة للدفاع عن كشمير باعتبارها أراضي للمسلمين، واعتمد على الترويج لقضية كشمير كأنها صراع ضد مسلمي المنطقة والعالم ككل وليست أزمة سياسية.

واستند الظواهري في خطابه على آيات قرآنية وظفها وفقًا لتفسيراته الخاصة، وتحديدًا فيما يتعلق بعقائد الإرهابيين حول الحدود الوطنية للدول فدعا الجميع للقتال في «كشمير» على اعتبارها أرضًا للمسلمين غير المحددين بكيانات سياسية منفصلة.

وفي مطالبته للمسلحين بالدفاع عن «كشمير»، لم ينس التدعيم بآيات وأحاديث عن فضل الوحدة والإخاء بين العناصر، وهنا لفت «الظواهري» إلى دعوة مستترة لانضواء جميع التيارات المسلحة داخل الإقليم تحت لواء القاعدة.

علاوة على ذلك، وجه زعيم القاعدة، الاتهامات للمخابرات الباكستانية وجيشها مدعيًا تعاونهم مع الولايات المتحدة الأمريكية، وفي دعوة واضحة وصريحة أشار إلى عناصره بمهاجمة الهند وقواتها.

مقاطع كشميرية

لم يكن فيديو أيمن الظواهري هو الاستثناء القاعدي في الفترة الأخيرة ولكن سبقه فيديوهات أخرى من فرع التنظيم بالإقليم، إذ أطلقت جماعة «أنصار غزوة الهند» المرتبطة بـ"القاعدة" مقطعًا آخر للحديث حول فعالية الجماعة في المنطقة وقدرتها على تحرير كشمير وتصميمها على هذا الهدف.

وناشدت الجماعة باقي مسلحي المنطقة للانضمام للقاعدة والتوحد تحت رايتها لتحرير الإقليم وإعلانه إمارة إسلامية، و"غزوة الهند" هو تنظيم آخذ في الظهور منذ 2017 وشكل تهديدًا للهند في فترات سابقة ماضية، ولكن استطاعت القوات الهندية قتل زعيمه «ذاكر موسى» بعد مراوغات عديدة ما أثار التوقعات حول خفوت الجماعة.

دلالات متعددة

ويبقى التساؤل الأبرز حول هذه القضية مرتبطًا بماهية النتائج التي رغبت القاعدة في تحقيقها من بث هذه الفيديوهات، ويجيب الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أحمد كامل البحيري، بأن تنظيم «القاعدة» يحاول من خلال بث هذه الفيديوهات أن يحقق عددًا من النتائج أولها استغلال حالة النزاع الإقليمي المتزايد في كشمير بين الحكومتين الهندية والباكستانية، ما يوفر أرضًا خصبة لصعود الجماعة الإرهابية .

وأكد في تصريح لـ«المرجع» أن أيمن الظواهري زعيم التنظيم يهدف إلى إعطاء عناصره دفعة معنوية، خصوصًا بعد قتل قائد جماعة «أنصار غزوة الهند» ذاكر موسى، كما يريد الترويج الإعلامي لمجموعته وإعطاء رسالة سياسية تفيد بأن التنظيم لايزال قائمًا ويعيد ترتيباته وتموضعه في شبه الجزيرة الهندية.

وقال الباحث في مركز الأهرام، إن تصرفات تنظيم «القاعدة» في المنطقة حاليًا لا تتعدى أن تكون مجرد دعاية إعلامية، بسبب تراجعه الكبير أمام تنظيم «داعش».