بالخطف والتهديد.. «بوكوحرام» تتوسع في تجنيد الأطفال
ذكر تقرير أممي صدر مؤخرًا، أن جماعة « بوكوحرام » التابعة لـ«داعش» في نيجيريا، إلى اتجاه الجماعة الدموية إلى تجنيد الأطفال عنوةً وإجبارهم على القتال في صفوفهم الأولى.
وأشارت الأمم المتحدة، في تقريرها إلى أن «بوكوحرام» منذ بدء مسيرتها الإرهابية عام 2009 وحتى الآن 2019 جندت نحو 8 آلاف طفل، من منطقة «بحيرة تشاد» وسط أفريقيا.
وقال «سيلفستر توندى أتيري»، مسؤول المشاريع القومية في مكتب الجريمة و المخدرات التابع للأمم المتحدة: إن الأطفال تم تجنيدهم ضمن مجموعات قتالية وغير قتالية.
وأضاف أتيري: «تجنيد الأطفال واستغلالهم يترتب عليه آثار طويلة المدى على حياة الأطفال».
تحد اسمه «إعادة التأهيل»
وأشار المسؤول الأممي، إلى أن مسألة إعادة تأهيل هؤلاء الأطفال ودمجهم في المجتمع تشكل تحديًّا هامًّا في المرحلة الراهنة، ليس فقط بسبب عددهم، ولكن أيضًا بسبب الآثار طويلة المدى للصدمة العنيفة التي عاشوها».
ومن خلال متابعة ميدانية لنشاط «بوكوحرام» وبعض تقارير الصحف الأجنية، بدا واضحًا أن الجماعة صارت تعتمد على النساء والأطفال بشكل أساسي في تنفيذ هجماتها منذ بداية عام 2017.
ووفقًا لتقرير من منظمة «يونيسيف»، استخدمت بوكوحرام نحو 83 طفلًا لشن هجمات انتحارية في شمال شرقي نيجيريا بداية 2017، بما يعادل أربعة أضعاف عدد الهجمات في عام 2016 بأكمله، إذ كانت تجعل الأطفال يرتدون أحزمة ناسفة ويفجرون أنفسهم في أماكن عامة وحيويه.
اساليب التجنيد
ووفقًا لتقرير صادر العام الماضي 2018 عن الأمم المتحدة، فأن الجماعة الإرهابية في نيجيريا تعتمد على أكثر من أسلوب لتجنيد الأطفال، منها اقتحام القرى بالأسلحة واختطفاف الاطفال المتواجدين فيها ومن يعارض ذلك يتم قتلة على الفور، وكذلك القيام بعمليات سطو مسلح على المدارس والمراكز التعليمية وأخذ جميع الأطفال المتواجدين فيها، إضافة إلي ذلك يتم استقطاب الأطفال الأكثر فقرًا من بعض القرى بزعم أنهم سيوفرون لهم الأموال.
ومن ضمن الأساليب التي تحدثت عنها الأمم المتحدة في تقريرها، هو اللجوء إلى شبكات الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، للعب في عقول الأطفال، إلى جانب استقطاب الأطفال الذين لا يرتادوا المدارس أو الذين تخرجوا من كتاتيب.
وكذلك من أساليب التجنيد، التغرير بالأطفال من خلال المخيمات الدعوية وتوزيع هدايا عليهم، والسماح لهم باستخدام أسلحتهم واللعب بها.
بالإضافة إلى ذلك يتم تجنيد أعداد كبيرة من الأطفال الأيتام أو أطفال الشوارع.
وفيما يقول « جيل يابي»، باحث ومدير سابق لمشروع غرب أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، إن من الصعب بل من شبه المستحيل تحديد اساليب الاستقطاب والجذب التي تقوم بها الجماعة لتجنيد الأطفال، مضيفًا في بحث حول الجماعة، أن أساليب التجنيد لدى بوكو حرام غامضة للغاية.
وفيما يخص شباب وأطفال بحيرة تشاد بالتحديد، يقول تقرير صادر عن مكتب دراسات ألماني متخصص في نشاطات الجماعات المتطرفة عبر العالم، أن معظم الشباب في هذه المنطقة يعتقدون أن بوكو حرام قادرة على أن توفر لهم وظائف بمقابل مادي محترم، بعكس وضع الحكومة.
مدارس خاصة لتعليمهم
بعد تجنيد الأطفال من قبل بوكو حرام، تتولى الجماعة تعليمهم وتدريبهم على القتال في مدارس ومعسكرات خاصة، متواجدة في الأماكن الخاضعة لسيطرتهان وذلك وفقًا لما أكدته الأمم المتحدة وبعض منظمات حقوق الإنسان منها « اليونيسيف».
ويقول « اليونيسيف »، إنه يجري تخريج دفعات جاهزة للقتال لا تتجاوز أعمارهم 16 عام في مجموعات قتالية، وغالباً ما يتم تجنيدهم كعناصر انتحارية أو جواسيس، بسبب قدرتهم على التنقل والتخفي ومعرفة الطرق على الأرض.
وأشار إلى أنه من أشد وسائل تجنيد الصغار لدى بوكو حرام غسيل الأدمغة عبر المدارس التعليمية، ففي خلال تلك المدارس يتم تدريسهم مناهج خاصة جميع المعلومات التي فيها مغلوطة وتحقق أهدافهم ومصالحهم الإرهابية.
نهج « داعش»
وتعليقًا على هذا الأمر يقول محمد الموروتاني، الباحث المتخصص في الشؤون الإفريقية: إن جماعة بوكوحرام من أخطر الجماعات الإهاربية المتواجدة على الساحة الإفريقية؛ بسبب انتمائها لـ«داعش» الذي جعلها أكثر وحشيةً، إضافةً إلى ذلك فهى تقوم بالسير على نفس نهج داعش، وتجنيد الأطفال واحد من أهم وأقوى الأساليب التي لجأ لها داعش في الفترة الأخيرة.
وأكد المورويتاني في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن بوكوحرام تنظيم زكي يريد البقاء على الساحة الإفريقية أكبر فترة ممكنة دون التراجع وفي نفس الوقت؛ ليحافظوا على قياداتهم، لذلك هو يجند الأطفال ويستخدمهم في جميع العمليات الإرهابية، خاصةً وأن اغلب الأطفال الذين جندهم في 2009، أصبحوا الآن شبابًا يقاتلون في الصفوف الأولى للتنظيم.





