يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

«كومله».. حزب يقود ثورة أكراد إيران ضد النظام بنكهة يسارية

الثلاثاء 16/يوليو/2019 - 11:47 ص
المرجع
علي رجب
طباعة

في ظل التوترات بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، استهدف الحرس الثوري الإيراني الجمعة 12 يوليو الحالي، مواقع أحزاب كردية - إيرانية داخل إقليم كردستان العراق، ما أدى إلى مقتل وجرح عددٍ من المقاتلين، وكان من حزب «العصبة الثورية لكادحي كردستان» (كومله) من الأهداف المستهدفة.

 

«كومله» يشكل أبرز صوت الفلاحين والكادحين في كردستان إيران، وأحد أهم الفصائل المسلحة والتي تشكل الصبغة اليسارية وخاصة النضال ضد نظام الشاه، والآن تخوض نضالًا ضد نظام الولي الفقيه.

 

وشكل المد اليساري بإيران، واستنهاض اليسار الثوري في نهايات الستينيات من القرن الماضي، بالإضافة إلى التغيرات داخل المجتمع الكردستاني ومساعي أكراد إيران لإعادة حلم دولة «مهاباد» عنصرًا مهمًا في بروز وولادة حزب «كومله» الكردي من أجل رفع الظلم عن الأكراد من قبل الدولة الإيرانية، وكذلك تحقيق حلم كردي بحكم  الشعب لنفسه، وتوعية نضال العمال والكادحين لكردستان.

 

«كومله» تأسس في أواسط الستينيات كحزب يساري قومي كردي، منفصلًا عن الحزب الشيوعي الإيراني «تودة»، بسبب الخلافات بين قيادة ذلك الحزب وأعضائه الكرد حول الحقوق القومية وأولوية النضال ضد نظام الشاه في حينه.

 

حزب «كومله» الآن هو أحد الأحزاب التي خاضت غمار معارضة نظام ولاية الفقيه في طهران، سياسيًّا وعسكريًّا، وهو يقود العمل المعارض في الوسط الكردي الإيراني إلى جانب الأحزاب الكردية الأخرى، وله تاريخ طويل بمقارعة نظام الملالي.

 

أثبت «كومله» أنه منظمة متماسكة وقوية وأسس شبكة واسعة من العلاقات مع الناشطين السياسيين الذين نجوا من اضطهاد الشاه ومعاملته القاسية للمعارضة في السبعينيات، وازدهرت كومله فيما بعد كحزب غير تقليدي يستند إلى بعده السياسي في جميع أنحاء كردستان الإيرانية، ويشكل صداعًا لنظام ولاية الفقيه بقيادة مؤسس نظام ولاية الفقيه الموسوي الخميني، ثم المرشد الحالي علي خامنئي.

«كومله».. حزب يقود

 المقر:

يتّخذ مقاتلو «كومله» من جبال قرداغ على مشارف السليمانية في كردستان العراق معاقل ومقرات لهم.

 

وعن سبب اختيار تلك المنطقة يوضح الأمين العام لحزب «كومله»عبدالله مهتدي، أن الاختيار جاء بسبب قرب المنطقة من الحدود الإيرانية ولسهولة الانتقال منها إلى الداخل الإيراني للتواصل مع قواعد الحزب الجماهيرية والسياسية والعسكرية.

 

أهداف


المسألة القومية الكردية من وجهة نظر «كومله»، هي تأسيس سلطة الشعب على أرض وطنه، ويهدف الحزب لإزالة سيطرة السلطة الإيرانية، التي تمارس القمع في كردستان، وتسعى إلى تأسيس حكومة فيدرالية تمثل سلطة الشعب وتحمي مصالح العمال والكادحين في كردستان.

 

ففي إيران، يترواح عدد الأكراد بين 10 – 12 مليون شخص، من أصل أكثر من 75 مليونًا، هم مجموع سكان الدولة الإيرانية - وفقًا لتصريحات الأمين العام للحزب.

 

ومن أهداف الحركة الثورية للشعب الكردي هي: مكافحة الظلم القومي، وإلغاء المؤسسات القمعية والبيروقراطية للحكومة المركزية، وكذلك الفصل بين الدين والدولة ودعم الحريات، وتقوية الجماهير، والمنظمات الديمقراطية والجماهيرية، وتسليح جماهير العمال والكادحين للدفاع عن حقوقهم وصون كردستان الثورية ضد أي نوع من أنواع المؤامرات الرجعية.

 

كذلك يدعم الحزب النضال السياسي للشعب الكردي في سوريا والعراق وتركيا، من أجل حق تقرير المصير، ويسعى إلى بناء علاقات أخوية مع باقي أجزاء كردستان، وصولًا إلى بناء علاقات سياسية على المستوى القومي الكردستاني لتحقيق مصالح الكرد في أنحاء كردستان كافة.

«كومله».. حزب يقود

قوات بيشمركة.. الجناح المسلح

 

قوات بيشمركة كومله المسلحة، هي جزء من هذه القوى الاجتماعية، تسعى إلى تسليح عمال وكادحي كردستان، ليكون السلاح إحدى أدوات تطوير ذلك المجتمع، والسعي نحو تحقيق أهدافه. لذلك سعى «كومله» إلى أن يكون تطوير قوات البشمرگة في سلم أولوياته بتأسيس جناح عسكري لمواجهة النظام الإيراني.

 

كما يسعى الحزب إلى تشكيل لجنة تنسيقية عليا بين الأحزاب الكردية التي تمتلك قوات عسكرية، تعمل هذه اللجنة على تقديم تحليلات عسكرية دقيقة للأحداث لمواجهة النظام الإيراني.

«كومله».. حزب يقود

الزعيم


عبدالله مهتدي، زعيم حزب كومله لكردستان الإيرانية، ولد عام 1949 في كردستان الإيرانية، وكان والده وزيرًا في جمهورية مهاباد الكردية التي كانت قصيرة الأجل  في عام 1946، وحصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة طهران.

 

واعتقل عبدالله مهتدي ثلاث مرات في عهد الشاه (وبعد ذلك مرة واحدة في ظل حكم الخميني)، وقضى أكثر من ثلاث سنوات في السجن كسجين سياسي.

 

وذلك بعدما أمر الخميني بشن هجوم شامل ضد الأكراد الإيرانيين في أغسطس عام 1979، باعتبارهم كفارًا وأعداء للثورة ة ظهر عبدالله مهتدي كزعيم لحركة المقاومة الكردية بعد بضعة أشهر، عندما قرر النظام الإيراني تحت ضغط من قبل المقاومة الكردية التفاوض مع الأكراد، وعين مهتدي رئيس فريق كومله في الوفد الكردي الموحد وتولى عملية التفاوض بنشاط.

 

وشارك مهتدي، في مختلف الاجتماعات والندوات في مجلس العموم البريطاني، والبرلمان الأوروبي والكونجرس الأمريكي، ومؤسسات الفكر والرأي في كل من الولايات المتحدة وأوروبا.

 

وكان قد كتب بشكل مكثف عن السياسة الكردية والإيرانية، ودعا إلى تبني سياسات وتوجهات جديدة.

«كومله».. حزب يقود

صداع مزمن


يشكل حزب «كومله» صداعًا مزمنًا في رأس النظام الإيراني، حيث نفذ العديد من العمليات ضد قوات الحرس الثوري الإيراني، وأيضًا دعم عمليات الاحتجاج والثورة والتظاهرات المختلفة داخل كردستان إيران.

 

كما يعد «كومله» أبرز القوى الكردية الداعمة للعمال والفلاحين في كردستان إيران، وأيضًا تتشعب علاقاته بالقوى الكردية داخل إيران وخارجها، وقوى الأقليات المختلفة في الداخل الإيراني.

 

وأكد عبدالله مهتدي، في مقابلة أجريت مع موقع «كردستان 24»، أن «تغيير النظام» المستقبلي في إيران هو مسؤولية شعبها، ووصف إيران بأنها «رجل الشرق المريض».

الكلمات المفتاحية

"