ad a b
ad ad ad

الأطفال.. سلعة «طالبان» الانتحارية

السبت 13/يوليو/2019 - 11:30 م
المرجع
آية عز
طباعة

شهد المجتمع الدولي خلال السنوات القليلة الماضية، صورة متزايدة لتعرض الأطفال للتجنيد والاستغلال من قبل الجماعات المتطرفة، على الرغم من تأكيد كل المواثيق الدولية على حقوق الطفل في مناطق النزاعات.

الأطفال.. سلعة «طالبان»

وقامت الجماعات المتطرفة، وعلى رأسها تنظيم «داعش» الإرهابي، بإنشاء مدارس خاصة لتعليم الأطفال مناهج الكره والتطرف، إضافةً إلى معسكرات تدريب أُسست لتدريبهم؛ كي يصبحوا قادة في المستقبل، ومن ثم يتم الدفع بهم في المعارك.


وتشير مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إلى أن حقوق وواجبات الأطفال واجبة من قبل بلادهم والمجتمع الدولي، ومن المفترض أن يتم حمايتهم وتوفير التعليم والثقافة الصحيحة لهم، لكن هذا الأمر لم يحدث في كثير من المناطق بالبلدان التي اكتوت بنار الإرهاب مثل، سوريا والعراق وبعض الدول الأفريقية.


جندت جماعة «بوكوحرام» النيجيرية التابعة لتنظيم «داعش»، واستخدمت ما يقرب من 8000 طفل في الأعمال الإرهابية منذ عام 2009، كعبوات متفجرة، من خلال ارتداء الأحزمة الناسفة وتفجير أنفسهم، وكانت أول عملية عام 2015 عندما قامت طفلة بارتداء حزام ناسف وفجرت نفسها أمام أحد المنشآت العامة في البلاد.


وتلقت مفوضية الأمم المتحدة تقريرًا فى عام 2015، يؤكد قيام «داعش» بتجنيد ما يقرب من 274 طفلًا؛ لإعدادهم للقتال في صفوف التنظيم فيما بعد.


وتأتي حركة «طالبان» الأفغانية فى مصاف التنظيمات الإرهابية التي استخدمت الأطفال، ففي سابقة هي الأولى من نوعها في الحركة، قام أحد الأطفال، الجمعة 12 يوليو، بارتداء حزام ناسف، وفجر نفسه في حفل زفاف بإقليم «نانجارهار» الشرقي بالقرب من الحدود الباكستانية؛ ما أسفر عن مقتل 13 شخصًا، وإصابة 40 آخرين.


وأشار تقرير صادر عن منظمة «هيومن رايتس ووتش» عام 2016، إلى أن «طالبان» جندت ودربت مراهقين للقيام بعمليات عسكرية، خاصةً زرع العبوات الناسفة والمتفجرات، وتضاعف هذا الرقم منذ ذلك الوقت.


وقالت المنظمة الحقوقية: إن مسلحى «طالبان» جندوا مجموعات كبيرة من الأطفال في صفوف الحركة منذ منتصف 2015، في انتهاك للحظر الدولي على استخدامهم كجنود، فيما ذكرت تقارير الأمم المتحدة المتعلقة بحصار مقاطعة «قندز» عام 2015، أن «طالبان» استخدامت أطفالًا، لم يتجاوز عمر بعضهم 10 سنوات، كجنود في الخطوط الأمامية.


وبحسب «أندريه سيرينكو»، الخبير لدى مركز الدارسات الأفغانية الحديثة في موسكو، تملك «طالبان» معسكر تدريب للأطفال، في منطقة «قارماش»، شمال غربي مقاطعة «بادجيس»، على الأعمال الانتحارية، وأغلب هؤلاء تم اختطافهم أو شراؤهم من آبائهم، ويبلغ سعر الطفل الواحد حوالي ألف دولار أمريكي.


وكشفت تقارير خاصة للأمم المتحدة، أن عناصر «طالبان» خطفوا خلال الفترة السابقة أكثر من 100 طفل من أفغانستان؛ لاستخدامهم في عمليات انتحارية ضد المسؤولين الحكوميين والقوات الأمريكية التي لا تزال في المنطقة.

الأطفال.. سلعة «طالبان»
من جانبه، قال محمد جمعة، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في تصريح لـ«المرجع»: إن طالبان جندت عددًا كبيرًا من الأطفال خلال السنوات الخمس الأخيرة، منهم من تم اختطافهم، ومنهم من تم تجنيده بأكثر من طريقة، وحاليًّا بدأت تستخدمهم في تنفيذ العمليات الإرهابية بديلا عن قادتها، وفي نفس الوقت تحقيق نجاحات بالنسبة لها.

وأكد أن الأطفال بالنسبة لطالبان أو أي تنظيم آخر، هم سلعة، بسبب سهولة تحركاتهم بعيدًا عن أعين قوى الأمن.

الكلمات المفتاحية

"