ad a b
ad ad ad

هكذا نهزم «داعش».. حلول غير عسكرية لكسر شوكة التنظيم الدموي

السبت 13/يوليو/2019 - 05:55 م
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

بين الحين والآخر تصدر التقارير الإقليمية والدولية؛ للتنبيه من عودة داعش، بعد هزيمته وخسارته آخر معاقله في سوريا بالباغوز، وخطورة تداعيات ذلك على الأمن القومي للشرق والغرب على حد سواء، لكن لم تستطع تلك التقارير- على كثرتها- تقديم حلول ناجزة تُعَطل تلك العودة أو تمنعها نهائيًّا.


ومنذ شهور أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية- التي قادت تحالفًا دوليًّا لمحاربة داعش- القضاء على التنظيم في سوريا، لكن بعد مدة قصيرة بدأ التنظيم يخرج جرذانه من جحورهم، ولاحت تهديداته في الأفق العالمي، وهو ما يعني أن الحرب ضد التنظيم الأكثر دموية في العالم، لم تضع أوزارها بعد، وأن هناك جولة أخرى من المعركة يجب خوضها لقطع دابر الإرهاب في سوريا.

هكذا نهزم «داعش»..

تقرير روفاجا

وفي تقرير صادر من مركز معلومات روفاجا، المعني ببحث وتتبع قضايا الإرهاب، فإن الحرب على الإرهاب لم تنتصر، وإن المرحلة التالية هي الأكثر أهمية، وقدم التقرير خيطًا للبداية بأنه «إذا كان العالم يريد حقًّا هزيمة داعش، فيتعين عليه النظر إلى شمال شرق سوريا».


وهناك حوار عالمي حول كيفية التعامل مع داعش، ولكن لا يتم سماع الأصوات الأكثر أهمية، أصوات السكان المحليين الذين فقدوا 11 ألفًا من أبنائهم وبناتهم لداعش، وما زالوا في الخطوط الأمامية للنضال المستمر للقضاء على تنظيم الإرهاب.


المرحلة الأولى لمواحهة التنظيم- خسرها داعش- بفضل الحملة العسكرية التي قادها التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، ولكن على الرغم من ذلك لا يزال داعش يشكل تهديدًا خطيرًا.


وتهديد داعش لا يتمثل فقط في جيوبه والأراضي التي يسيطر عليها في سوريا، لكن في طريقة تفكيره التي فرضها طيلة 5 سنوات احتلالهم في سوريا، وجعلوا أفكارهم العنيفة والمتطرفة ملزمة المجتمع، وحصلوا على دعم مفتوح وسري من قطاعات متعددة.


الآن يواجه شمال شرق سوريا تمردًا متزايدًا من الخلايا النائمة لداعش، وعبء الآلاف من عناصر داعش الأجانب وعائلاتهم في مسؤولية الأكراد.


ويشير التقرير إلى أن عناصر تنظيم داعش- وبدون أدنى شك- يبنون أنفسهم مرة أخرى، ويرسلون مهاجمين فرادى بطريقة الذئاب المنفردة  إلى أوروبا؛ بهدف تنفيذ المزيد من الهجمات في جميع أنحاء العالم.

هكذا نهزم «داعش»..

تقرير ديفنس بوست

«يجب اقتلاع داعش من هنا، في المنطقة التي اندلعت فيها، اعتمد العالم على شمال شرق سوريا لقيادة النضال ضد داعش كقوة عسكرية.. الآن، يحتاج شمال شرق سوريا إلى العالم لمساعدته في المرحلة الحاسمة التالية» بحسب التقرير الذي نشره موقع ذي ديفنس بوست.


ويرى التقرير، أن القضية الأكثر إلحاحًا، في مواجهة «بقايا داعش» هو أن تتحمل الدول الأوروبية مسؤوليتها ودورها في هذا النزاع، والتعامل مع الآلاف من المقاتلين الأجانب المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية، وحل الأزمة الإنسانية في مخيم الهول؛ حيث يوجد 11500 من النساء والأطفال المرتبطين بداعش.


«هذه السجون والمخيمات تعد قنابل موقوتة؛ حيث يعيش معظم عناصر داعش ويتآمرون معًا، والأمهات المتعصبات يقمن بتعليم الأطفال الذين يكبرون بسرعة» بحسب التقرير.


ووفقًا لقوانين الدول الخاصة، يمكنها أن تختار الطريقة التي تتعامل بها مع مواطنيها الذين انضموا للتنظيم الإرهابي، دون أن يستمر الوضع في ملعب قوات الأكراد- التي لن تستمر قدرتها طويلًا- أو أن تلجأ الدول إلى إنشاء محكمة دولية لعناصر داعش في شمال شرق سوريا.


ويشير التقرير إلى أنه «ما لا يمكن الدفاع عنه هو التخلي عنهم هنا كعبء على الإدارة الذاتية، وإغلاق أعينهم والأمل عبثًا في أن تزول المشكلة».

هكذا نهزم «داعش»..

الحل الأمثل

يقترح التقرير، أن يتم التعامل مع شمال شرق سوريا (الباغوز، ودير الزور) من خلال برنامج دعم أوسع، يؤدي إلى إعادة التطوير، وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة؛ ما يمكّن اللاجئين من مغادرة المخيمات التي تتحول بسرعة إلى نقاط ساخنة للإرهاب، وتحل محلها في المجتمع الديمقراطي في شمال شرق سوريا، كما يجب وضع برامج للدعم النفسي والتربية لمعالجة أيديولوجية داعش.


ويشير التقرير، إلى أن هناك أفكارًا مثيرة يتم تطويرها في شمال شرق سوريا؛ للتغلب على داعش، كتفعيل برامج تعليم المرأة في الرقة ودير الزور، وأهمية دعم هذه البرامج من خلال التعاون الدولي، والذي لن يكون ممكنًا إلا إذا مُنح شمال شرق سوريا وضعًا سياسيًّا، وتم الاعتراف به كشريك رئيسي ومشروع في الحرب ضد داعش.


ويقول مايكل روين، زميل معهد أمريكان إنتربرايز: «لقد أقام الأكراد مجتمعًا فاعلًا للخروج من رماد الحرب السورية، ومجتمع يمكن أن يزدهر إذا رفع المجتمع الدولي الحظر والجزاءات».


وأضاف: «لقد حان الوقت للتوقف عن معاملة الأكراد على أنها كرة قدم دبلوماسية، لقد كسبوا مكانهم على الطاولة، ولديهم مصداقية أكبر من الآخرين لتشكيل مستقبل ما بعد داعش».

هكذا نهزم «داعش»..

التكاتف الدولي المطلوب

وفي تصريحات للمرجع، قال أحمد كامل البحيري، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن استخدام القوة العسكرية في مواجهة داعش كانت المرحلة الأولى، لكن هذه المرحلة يجب أن يتبعها مرحلة أخرى لها أبعاد سياسية واقتصادية.


وأصاف «البحيري»، أن المرحلة المقبلة في مواجهة داعش بمنطقة شمال شرق سوريا- التي تعد البؤرة الأخطر حاليًّا- «أكثر تعقيدًا من الحلول الأمنية لارتباطه بأبعاد سياسية، وتداخلات أطراف إقليمية مثل تركيا وإيران، ووضع الأكراد والتوصل لعمليات تهدئة، وعلاقة الأكراد في شرق الفرات مع حكومة دمشق مستقبلًا، وأن التكلفة المالية لإعادة إعمار وتنمية شمال شرق سوريا تحتاج تعاونًا وجهدًا دوليًّا، ويخضع لحسابات دولية، لكنه يحتاج بشكل أساسي حلًّا سياسيًّا تشارك فيه كل الأطراف بقناعة تامة؛ لضمان عدم تمركز داعش مرة أخرى».

"