بعد خسارتها لحلفائها.. «إخوان تونس» تخوض الانتخابات بدون ظهير إسلامي
ينتظر الشعب التونسي في الفترة المقبلة حدثين كبيرين؛ حيث حددت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات السادس من أكتوبر المقبل موعدًا للانتخابات التشريعية، والسابع عشر نوفمبر موعدًا للانتخابات الرئاسية.
غموض النهضة
على صعيد متصل، رفضت حركة «النهضة»، الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية في تونس، الكشف عن موقفها من الانتخابات الرئاسية والتشريعية، كما لم تُعلن مرشحها للرئاسة أو قائمتها بالانتخابات التشريعية، فضلًا عن أن الحركة الإخوانية تواجه تهديدات عدة تقلل من فرصها في الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة.
وتواجه «النهضة» اتهامات كثيرة تقلل من فرصها، على رأسها تلك الموجهة إليها من قبل البرلمان باستغلال الوعكة الصحية التي مرّ بها الرئيس الباجي قائد السبسي، إضافة إلى مسألة تسفير الشباب إلى بؤر الصراع والإرهاب، فضلًا عن امتلاكها جهازًا سريًّا أمنيًّا موازيًّا للدولة.
إضافة إلى ذلك فإن الحزب الإخواني خسر بشكل كبير مساندة الظهير الإسلامي في تونس، بسبب الخلاف بينهما في العديد من القضايا، مثل قانون حظر النقاب، ومسألة المساواة في توزيع الميراث.
الإخوان وتفكيك الشعوب العربية
في السياق ذاته، قال المحلل السياسي «فهد ديباجي»: «أصبح من المعروف عربيًّا أن الإخوان جزء من تفكيك الشعوب العربية لتخدم مشاريع وأجندات خارجية وطموح حزبي طال انتظاره، وخداع الشعوب العربية بثورات شعاراتها الحرية والديمقراطية».
وأضاف «ديباجي» في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن تونس حاليًّا تعتبر القلب النابض للإخوان في الوطن العربي يعربد من خلالها الإخوان ممثلًا في حزب النهضة، وسيطروا على مفاصل الدولة، وكما هو معلوم أن الإخوان عندهم الغاية تبرر الوسيلة فهم يستخدمون الممكن وغير الممكن واللائق وغير اللائق والحلال والحرام من أجل الوصول إلى أهدافهم وإلى السلطة.
وتابع: ما يفعله حاليًّا حزب النهضة في تونس وتمرير تشريعات مثل حظر النقاب والمساواة في الميراث هو مجرد مهادنة للشارع وامتصاص غضبه عليهم، وهو استمرار للمناورات الإخوانية المعروفة لكسب الشارع المحلي في تونس، وأنها ليست جماعة دينية خالصة تهدف للإصلاح الديني كما تقول وتدعي، وما زالت لها أهداف وأبعاد سياسية تجعلها تكسر كل الأعراف الدينية للوصول إلى غاياتها .
أوضح أنه كما هو معلوم للكل في تونس أن قطر وتركيا جعلتا من تونس عبر حزب النهضة الممول والداعم الأول للإخوان في بلاد المغرب العربي ودعم الميليشيات في ليبيا، وأصبح هدفهم دعم الأصوات التي تؤيد قطر وتركيا علنًا، وجعلت من تونس وعبر النهضة مركزًا للتوجهات الإخوانية وللتنظيمات الإرهابية وتهريب المسلحين وراعي رسمي للميليشيات، وغرفة عمليات متقدمة جدا للتجسس على الجيش الليبي والتنصت على اتصالاته ورصد تحركاته لسفك المزيد من الدماء.
وأردف: الشعب التونسي حاليًّا يعلم خطر الإخوان للسيطرة على الدولة التي ستكون مجرد صدى لتركيا وقطر في حال فوز الإخوان ولن تكون أبدًا مستقلة، وهم يعلمون أن فوز الإخوان في الانتخابات مستحيل إلا عبر التزوير، ووعي الشعب التونسي هو وحده من سينقذ تونس من سلطة الإخوان، ومن المتوقع ستخسر الحركة الإخوانية أصوات حتى الإسلاميين المخدوعين بها بعد مواقفها الأخيرة، ولن يلتف حولها إلا مؤيدي الإخوان فقط دون غيرهم.





