يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

ظاهره ديني وباطنه سياسي.. الدوحة تنظم مؤتمرًا شبابيًّا لخلق جيل يعتنق الفكر الإخواني

الأربعاء 10/يوليو/2019 - 10:09 م
المرجع
محمد عبد الغفار
طباعة

انطلقت الأحد 7 يوليو، أعمال «منتدى الدوحة للشباب الإسلامي»، وذلك ضمن إطار منتدى التعاون الإسلامي للشباب، وهو منظمة دولية تابعة لمنظمة التعاون الإسلامي الذي تسيطر عليها قطر.



ظاهره ديني وباطنه
وتستمر الفعاليات على مدار عام كامل 2019، تحت شعار «الأمة بشبابها»، ويشارك به 90 شابًا بينهم 20 شابًا قطريًّا، يمثلون 56 دولة، بالتعاون بين وزارة الثقافة والرياضة القطرية، والذراع الشبابية لمنظمة التعاون الإسلامي المُسَمَّى منتدى شباب التعاون الإسلامي، وبإشراف مركز قطر للفعاليات الثقافية والتراثية.

وليس غريبًا أن تسيطر تركيا على منظمة التعاون الإسلامي، بينما تسيطر قطر على منتدى شباب التعاون الإسلامي، خصوصًا في ظل الاتفاق الكبير ما بين الطرفين خلال الفترة الأخيرة، على دعم الإرهاب في دول المنطقة كافة.

وعلى الرغم من أن المنتدى شبابي بامتياز، وفقًا للعنوان الخاص به، فإن محاوره تتخذ طابعًا سياسيًّا؛ حيث جاءت بعناوين الحوكمة الرشيدة والشفافية لدى الشباب، والشباب والرهان على التنمية المستدامة، والشباب ووسائل التواصل الاجتماعي، والمحاكاة الدبلوماسية، وكلها محاور تدل على الطابع السياسي للمنتدى الديني، بداية من الحوكمة وآليات الحكم بصورة رشيدة، والتنمية المستدامة التي تتخذها تلك الجماعات ستارًا دائمًا لها، كبرنامج انتخابي لها تسعى لتحقيقه وتنفيذه في الدول العربية، مثل مشروع «النهضة» الذي روجت له جماعة الإخوان الإرهابية في مصر.
بينما يركز المؤتمر أيضًا على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي ركزت عليها الجماعات الإرهابية خلال الفترة الأخيرة، بهدف خلق رأي عام مؤيد لها، والتأثير على المناخ العام في الدول العربية، بما يخدم أفكارها، ويهاجم الحكومات التي وضعت الجماعة في إطارها الحقيقي.

ويظهر جليًّا أن الدوحة تريد إعادة وتكرار خطتها السابقة التي عكفت على تنفيذها عقب بداية ما عرف بثورات الربيع العربي، إذ تعمل على تنفيذ مؤتمرات وندوات ثقافية، دينيَّة في مظهرها الخارجي، وسياسية في باطنها، تتحمل قطر كامل تكلفتها.

وتهدف تلك الندوات إلى خلق مدارك فكرية لدى هؤلاء الشباب، بما يتناسب ويتوافق مع هوى الدوحة وأفكارها الإخوانية، كمحاولة لخلق جيل جديد من الشباب الإخواني الطابع والفكر، حتى وإن لم يكن إخواني الانتماء الحزبي والأيديولوجي.

ويظهر ذلك بوضوح في تصريحات وزير الثقافة والرياضة القطري «صلاح بن غانم العلي» خلال حفل افتتاح المنتدى، والذي أكد خلاله بالقول: «المنتدى محطة مميزة في هذه المرحلة؛ حيث تشهد الأمة الإسلامية تحديات كثيرة، ومساحة للتفاعل بين الشباب الإسلامي من دول مختلفة، ما يتيع فرصة للتعرف على الآخر، ولرفع كفاءة الشباب».

ويتضح من تصريحات الوزير أن المؤتمر يتخطى كونه مؤتمرًا دينيًّا أو شبابيًّا، ويمتد للتركيز على القضايا السياسية في الفترة الحالية، ومحاولة رفع كفاءة الشباب، ولكنه لم يوضح في أي مجال يتم رفع كفاءة الشباب، ولكن يتضح من المحاور أن الهدف الأساسي سياسي بامتياز.

وتأكيدًا على أهداف الدوحة في تحسين صورتها الذهنية لدى الشباب، نظمت اللجنة المنظمة للمنتدى جولة للمشاركين لتفقد المراكز والمؤسسات المختلفة داخل الدوحة، والتعرف على آليات سير الأوضاع بداخلها، وكلها مؤشرات تدل على أن الدوحة تريد خلق جيل ثان من الشباب المؤمن بأفكار العنف والتطرف،  بهدف إعادة نشرها مرة أخرى بين الشباب.

الكلمات المفتاحية

"