ad a b
ad ad ad

استقالة «باباجان» تدفع نحو خريطة حزبية جديدة في تركيا

الثلاثاء 09/يوليو/2019 - 10:48 ص
المرجع
أحمد سامي عبدالفتاح
طباعة
قدم وزير الاقتصاد التركى السابق، على باباجان، استقالته من حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، بعد رحلة طويلة استمرت قرابة 15 عامًا، إذ تشير تقارير صحفية إلى أنه على وشك تشكيل حزب جديد مع «عبدالله جول» الذي شغل منصب رئاسة الجمهورية في الفترة من 2007 إلى 2014، قبل أن يحل رجب طيب أردوغان محله. 

استقالة «باباجان»
كان «باباجان» عضوًا مؤسسًا في الحزب منذ البداية، كما تولي مناصب مهمة مثل وزير الاقتصاد، وزير شؤون الاتحاد الأوروبي، نائب رئيس الوزراء، فضلًا عن منصب وزير الخارجية. 

وقال «باباجان» في تصريحات صحفية: «كنت أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية عام 2001، وأنا فخور بأنني أسهمت قدر الإمكان في تطوير بلادنا، وخلال تولي منصبي، كنت مؤمنًا بالمبادئ والقيم التي أعلنها حزبنا، لكن في السنوات الأخيرة نشأت فجوة عميقة بين العمل الحقيقي والمبادئ في كثير من أنواع الأنشطة، مما شكل صدمة كبيرة بالنسبة إلي». 

وأضاف: «العالم تغير سريعًا، وباتت تركيا تواجه تحديات كثيرة»، تركيا بحاجة في الظروف الراهنة إلى رؤية جديدة للمستقبل، ولابد من محللين محترفين واستراتيجيين وبرامج جديدة تستجيب لروح الزمن، أنا وكثير من زملائي نشعر بالمسؤولية التاريخية عن القيام بهذا العمل، الذي سيكون ممكنًا في حال إشراك كوادر جديدة. وفي هذا السياق يعد استمرار عضويتي في حزب العدالة والتنمية أمرًا مستحيلًا، واليوم قدمت استقالة منه».

ومن المتوقع أن يكون الحزب الجديد معارضًا لسياسات الحزب الحاكم، لكنه رغم ذلك لن يكون متبنيًا لأفكار المعارضة التي تدعم تقليص الإندماجات العسكرية في الصراعات القائمة في الشرق الأوسط، ومنح الأولوية لتحسين الاقتصاد وتقليص معدلات التضخم.

علاوة على ذلك، من المتوقع أن يحمل الحزب الجديد نفس شعارات ومبادئ العدالة والتنمية القديمة التي تتعلق بتصفير المشاكل مع دول الجوار، والاهتمام بالقوة الناعمة على حساب القوة الصلبة.

في الوقت ذاته، يمكن أن نصف الخريطة الحزبية في تركيا بعد تأسيس «باباجان» حزبه على أنها سوف تكون أكثر تعقيدًا، لأن الحزب الجديد نظريًا سيكون في صف المعارضة ضد العدالة والتنمية، وربما تتطور العلاقة بين حزب «باباجان» والمعارضة نحو المزيد من التنسيق. وعلى الرغم من الأهداف التي يسعي الحزب الجديد لتحقيقها إلا أنها سكون متشابهة ضمنيًا مع سياسات "العدالة والتنمية" مع اختلاف في الأولويات وآليات التطبيق.
وربما يسهم الحزب الجديد في تفتيت الأصوات التي تدعم "العدالة والتنمية"، ما يعني منح المزيد من القوة للمعارضة. 

استقالة «باباجان»
ولا شك أن هذا التفتيت سيقلص من شعبية الحزب الحاكم، خاصة إذا نجح في استقطاب عدد من البرلمانيين الأتراك ودفعهم نحو الانشقاق عن «الحاكم». 

وربما يدفع الحزب الجديد نحو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وبعبارة أخري، قد يكون هذا الانشقاق قوة ضاربة ومؤثرة في الحياة السياسية التركية، خاصة إذا نجح في دفع البلاد نحو انتخابات مبكرة. 

النقطة الأكثر ايجابية التي من المتوقع أن تجمع الحزب الجديد مع المعارضة هي أن جميعهم يدعم فكرة النظام البرلماني اعتقادًا بأن التنوع العرقي والأيديولوجي التركي يتطلب نظامًا برلمانيًّا يدمج جميع الأطراف فيه، عكس النظام الرئاسي الحالي الذي يمنح رئيس الجمهورية الفرصة للسيطرة على مقاليد الحكم بدون منازع. 

من جانبه، قال الباحث محمد حامد، المختص في الشأن التركي فى تصريح لـ«المرجع» إن انشقاق عضو مؤسس في حزب العدالة والتنمية يؤكد أن حالة التذمر داخل الحزب من سياسات "أردوغان" كبيرة جدًا، كما يؤشر لهشاشة العلاقة بين الأعضاء المؤسسين، خاصة بعد أن انحرف الحزب عن أهدافه، كما توقع حامد أن ينضم للحزب الجديد عدد كبير من أعضاء «العدالة والتنمية» غير البرلمانيين.

الكلمات المفتاحية

"