إرهابيون تحت الطلب.. الحوثي يعيد قنوات الإخوان بعد حجبها لاستغلالها سياسيًّا
حلقة جديدة من حلقات «العشق الحرام»، بين ميليشيا الحوثي ذراع إيران في اليمن، وجماعة الإخوان حلفاء قطر وتركيا، وفي إطار التخديم السياسي للجانبين على بعضهما البعض رفع الحوثيون الحجب عن المواقع الإخبارية الإلكترونية عن مواقع الإخوان في مناطق سيطرة الحوثي.
وذكرت مصادر إعلامية يمنية، أن ميليشيا الحوثي، رفعت الحجب عن المواقع الإخبارية الإلكترونية، التابعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان اليمن)، وكذلك مواقع الصحف والفضائيات القطرية، في توافق واضح بين الحوثيين والإخوان وقطر.
استراتيجية متغيرة
وفي 2014 عقب سيطرة الحوثي على صنعاء بقوة السلاح والانقلاب على الشرعية اليمنية وحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، حجبت ميليشيا الحوثي جميع المواقع الإخبارية المحلية المخالفة لتوجهاتها، وكذا مواقع الصحف والقنوات الإخبارية الخليجية والعربية والدولية، القريبة من توجه التحالف العربي في اليمن؛ بفعل سيطرتها على وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في صنعاء.
وخلال الأشهر الأخيرة تغيرت استراتيجية الإخوان الإعلامية في اليمن، عبر التقارب مع الخطاب الإعلامي لميليشيا الحوثي بالهجوم الدائم على السعودية والإمارات، نجد أن القنوات الإعلامية التابعة له تنتهج حملةً مضادةً للنشاط العسكري السعودي- الإماراتي في اليمن؛ ما يعني دعمًا غير مباشر لتنظيم الحوثي، ومساندةً له في محاولته تأليب الرأي العام ضد التحالف العربي.
ورطة الإخوان
على صعيد متصل، تشن المواقع الإخوانية حملة ضد كل من يدعم النشاط العسكري السعودي في اليمن، فعلى سبيل المثال نشر موقع «الموقع بوست» الإخواني تقريرًا بعنوان «خفايا تورط جنوب أفريقيا في حرب اليمن»، ويتضح جليًّا من العنوان أن الموقع يتعامل مع حرب اليمن، ليس بصفتها حربًا عربية لتحرير اليمن من النفوذ الإيراني، ولكن بصفتها ورطة؛ الأمر الذي يحمل التحالف العربي مسؤولية الأوضاع هناك.
كما يتعمد الموقع ذاته مهاجمة الإمارات؛ حيث نشر الموقع فيديو بتاريخ 20 أغسطس 2018 بعنوان «جريمة قتل برعاية إماراتية».
ويتعامل موقع «اليمن برس» الذي يُدار من قِبل التنظيم مع تنظيم الحوثي بصفته فصيلًا وطنيًّا يتنازع السلطة مع الفصائل الأخرى، فعلى الرغم من اعتراف الموقع بالجيش اليمني بصفة الجيش الوطني، فإنه يتبنى لهجة ناعمة في نقده لتنظيم الحوثي؛ حيث تخلو العناوين من لفظ ميليشيا، وقد حاول الموقع تدارك هذا الأمر من خلال إضافة لفظ ميليشيا في متن بعض المقالات، إلا أن العنوان يكشف سياسة الموقع الحقيقية، وبالتدقيق أكثر في محتويات الموقع، لوحظ أنه لا يوجد أي ذكر لربط الميليشيا بإيران، أو محاولتها تهديد أمن دول الجوار وفق مسببات عقائدية.
على صعيد متصل، تعمل قناة بلقيس المملوكة للإخوانية توكل كرمان على مهاجمة التحالف السعودي ووصفه بالعدوان، وفي حلقة أذيعت منذ يومين لبرنامج فضاء حر، طرح البرنامج عنوان رئيسي للحلقة، وهو «لماذا يحمل اليمنيون التحالف مسؤولية الانهيار الاقتصادي»، ويظهر جليًّا من العنوان أن البرنامج قد وضع اليمنيين كافة في كفة واحدة، وجعلهم جيمعًا في جهة مضادة للسعودية تمامًا.
لذلك يرى مراقبون أن رفع ميليشيا الحوثي الحجب عن مواقع الإخوان وقطر في اليمن، يكشف حلقة جديدة من حلقات التعاون بين الإخوان والحوثي برعاية قطرية إيرانية، ومن أجل استهداف التحالف العربي.
تناغم إرهابي
وقال نزار هيثم، القيادي بالمجلس الانتقالي الجنوبي اليمني: إن رفع حظر الحوثي الحجب عن مواقع وقنوات الإخوان وقطر، يؤكد وجود تناغم واستراتيجية واحدة للسيطرة على اليمن، ودفن الحكومة الشرعية.
وأضاف هيثم لـ«المرجع» أن هذا القرار يشكل أيضًا جزءًا من التعاون الخفي المعلن بين الإخوان والحوثي في اليمن، فالتعاون ليس إعلاميًّا بل هناك تعاون عسكري واستخباراتي، واقتصادي وسياسي، باستهداف التحالف العربي، والسيطرة على اليمن.
وتابع السياسي اليمني، أن هذا التعاون يكشف مدى التواطؤ والخيانة من قبل الإخوان، للتحالف العربي، لافتًا إلى تناغمٍ وتوحدٍ في المواقف بين الحوثيين والإخوان تجاه دول التحالف العربي، خاصة الإمارات والسعودية.
وأوضح هيثم أن الأشهر الماضية شهدت حملة إعلامية متواصلة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، و«فيس بوك»، من قبل الإخوان والحوثي تستهدف الإمارات والسعودية؛ ما يُشير إلى أن قطر رسمت خريطة للحوثي والإخوان؛ من أجل استهداف التحالف، وإبقاء اليمن تحت النفوذ القطري الإيراني التركي والجماعات الإرهابية.





