ad a b
ad ad ad

بين التراجع الآمن والهزيمة النهائية.. مصير «داعش» يربك الحسابات الأمريكية

الإثنين 01/يوليو/2019 - 05:11 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

التراجع الآمن

شكلت العمليات العنيفة لتنظيم داعش هاجسًا أمنيًّا وبحثيًّا لدى العديد من مراكز الدراسات حول العالم، فمؤخرًا أطلق المعهد الأمريكي لـ«دراسات الحرب» ورقة بحثية حول تصاعد المخاوف بشأن احتمالات العودة القوية لداعش.



بين التراجع الآمن

دراسة المركز- الذي يتخذ من العاصمة واشنطن مقرًا له- ركزت على أن انسحاب العناصر الداعشية من محيطها الجغرافي السابق بسوريا والعراق ما هو إلا مجرد خطة تكتيكية لمنح الأفراد تراجعًا آمنًا، يمكنهم من شن هجمات أكثر ضراوة بتغطية وتخفٍّ استراتيجي.


وفي ضوء ذلك يتضح أن الدراسة تدفع نحو الافتراض، بأن «داعش» لم ينسحب نتيجة العمليات العسكرية التي شنها التحالف الدولي وإنما انسحب عمدًا، ونقل عناصره وعائلاتهم وأسلحته أيضًا إلى أماكن آمنة وجحور بعيدة عن أجهزة الرصد العالمية، وقد يُرى في ذلك تفسيرًا للشاحنات الكبيرة المجهولة التي ظلت مستمرة في نقل المسلحين بعيدًا عن جيوب القتال بالأراضي السورية، ولم يتم الكشف عن هويتها أو قبلتها حتى الآن.

بين التراجع الآمن

حرب لم تنته

كما تعتقد الورقة البحثية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أخطأ بإعلانه انتهاء الحرب في سوريا والقضاء التام على داعش، ولذلك يجب أن تتخذ الولايات المتحدة خطوات فورية لإيقاف تقدم التنظيم الإرهابي مجددًا مع عدم الارتكان على فرضيات النصر الزائف.


وتكمن المتغيرات الأكثر ترجيحًا لعودة داعش في تأكيد الدراسة على أن داعش قد استطاع الحفاظ على شبكة تمويل عالمية قامت بتأمين الأموال المطلوبة؛ لنقل العناصر من مناطق المعارك إلى الأنفاق المجهولة، وتقديم الدعم للمناطق الجديدة للتنظيم والإمدادات المختلفة، إضافةً إلى الانفاق على تجهيز قوات عسكرية جديدة ستكون أسرع وأمهر وأكثر فتكًا بالعالم.


فيما استطاع التنظيم تصفية أغلب قائدي القرى والمدنيين ممن ساعدوا الجهات المناوئة له بالمناطق المختلفة في أرض نفوذه القديم وبالأخص في العراق التي نزح منها غالبية المدنيين لظروف الحرب والاقتصاديات المنهارة، ما ينذر بخطورة اجتياح تشكيلات مسلحة لتلك المناطق مجددًا في حال تعاظمت شوكة داعش بالمنطقة، وربما ستكون الفرص في سوريا أقل لتعاظم النفوذ الأمريكي والروسي بها، ولكن إذا انسحبت القوات الأمريكية من المنطقة بشكل كامل سيعيد تنظيم داعش صفوفه للعودة إلى المناطق ذاتها ولكن بثوب أكثر وحشية.

بين التراجع الآمن

حرب العصابات الكلاسيكية

وعن الاستراتيجية القتالية المرجح اعتمادها من جانب التنظيم فستكون وفقًا لمعهد الدراسات عبارة عن «حرب عصابات كلاسيكية»، سيصعب معها المواجهة العسكرية المعتادة وستحتاج لتكتيكات مستحدثة.


وبالنسبة لمآلات نجاح داعش في العودة فتعتقد الدراسة أن تمكن التنظيم من تحقيق أهدافه المرتكزة على خطابه الترويجي «بأن النصر قادم لا محالة ولو تأخر الوقت» سيكون لها عواقب وخيمة على كثافة المنضمين حديثًا وعلى نسبة الاستقطاب للتنظيم وستمنح الجماعة نجاح دعائي يفوق ما حدث في 2014 و2015، إلى جانب ارتفاع وتيرة الهجمات ضد الدول الغربية وأوروبا على وجه التحديد، واستنفار أعلى للذئاب المنفردة المتأثرة بخطاب أبي بكر البغدادي حول «معركة الاستنزاف» في 31 مايو 2019 .


للمزيد حول تصاعد نفوذ الذئاب المنفردة في الولايات المتحدة الأمريكية.. اضغط هنا


وتبرهن الشواهد الواقعية التي حدثت مؤخرًا على أن التنظيم لم ينته بل ينتشر بمنهجية خططية جديدة، فعلى سبيل المثال تمكنت السلطات الأمريكية في 20 يونيو 2019 من القبض على مهاجر سوري تابع لتنظيم داعش قبل تفجيره لكنيسة بولاية بنسلفاني، كما كشفت الأجهزة الأمنية قبلها بأيام قيام داعشي آخر يدعى ويسلي دالاس آيزر بوضع قنابل داخل دمى للأطفال وإلقائها بشوارع الولايات المختلفة.


وأما في المنطقة العربية، فتبنى التنظيم الهجمات الانتحارية التي ضربت تونس في 28 يونيو 2019 مستهدفة وحدة مكافحة الإرهاب بالبلاد وسيارة للشرطة؛ ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين.


للمزيد حول هجمات داعش في تونس..اضغط هنا

"