ad a b
ad ad ad

بين البُعد الأمني والجانب الإنساني.. أوروبا حائرة في التعامل مع دواعشها وأطفالهم

الخميس 04/يوليو/2019 - 07:36 م
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

تمثل إشكالية الموازنة بين البعدين الأمني والإنساني أزمة لدى الدول الغربية في التعامل مع المنضمين لتنظيم داعش، وتواجه الدول الأوروبية تحديات- على مستوى البعدين سالفي الذكر- بشأن إعادة مواطنيها الدواعش وأطفالهم، وفي تلك الدول يشتعل الجدل الاجتماعي وينقسم الرأي العام بين مؤيد لتك العودة بدافع إنساني، ورافض لها بدافع أمني.


بين البُعد الأمني

مشكلة قديمة

وفي هذا الصدد تقول ليندا شليجل مستشارة مكافحة الإرهاب في مؤسسة كونراد أديناور في ألمانيا،  في مقال لها: إن الإفراط في التركيز على البعد الأمني في التعامل مع الأفراد من ذوي الصلات المحتملة بالمنظمات الإرهابية أو القابلية المحتملة للتطرف، تعد مشكلة قديمة لكنها تضيف إلى أهمية التعامل مع البعد الإنساني أيضًا.


وتضيف أنه إضافةً إلى الاهتمام بعودة الدواعش، من الرجال والسيدات، فإن الدول تواجه صعوبةً في إيلاء الاهتمام الكافي بالأطفال، الذين ربما تم أو لم يتم تلقينُهم الأفكارَ الإرهابيةوالذين ربما يعانون صدماتٍ نفسية شديدة.


وتشير الباحثة الحاصلة على درجة الماجستير في الإرهاب والأمن والمجتمع من كلية كينجز كوليدج في لندن، إن دراسات الإرهاب الفردي (الذئاب المنفردة) تظهر بشكل جيد العلاقة بين مشكلات الصحة العقلية والعمل الإرهابي.

بين البُعد الأمني

إعادة التأهيل

على جانب آخر ورقةُ سياسات نُشرت في عام 2016 أعدها خبيران في مكافحة الإرهاب، إن الذئاب المنفردة يُحتمل أن يعانوا مشكلاتٍ في الصحة العقلية أكثر من السكان العاديين، وأكدوا أهمبة تطوير نهجٍ متعددِ الأطراف لتقييم المخاطر، وتقليل العراقيل الاجتماعية والمؤسسية التي تحول دون علاج مشكلات الصحة العقلية.


لكن على الرغم من تلك الأهمية ترى الباحثة، أن هذه الأساليب لا تلقى اهتمامًا كبيرًا، منذ سقوطِ تنظيم داعش، وتدفق الإرهابيين العائدين إلى أوروبا.


وتقول: «ومع الوضع الذي لا يزال مُترديًا في مناطق داعش اشتد الخلافُ حول أولوية كل من التعامل الأمني والنزعة الإنسانية».


وتشير الكاتبة في مقالها، إلى أن تداعيات كل صراعٍ عنيف تنطوي على خطر الصدمات النفسية التي تُسبِّب دواماتٍ جديدة من العنف، وبالتالي فإن صعودَ تنظيم داعش وتزايد هجماته اللاحقة، في جميع أنحاء العالم، قد استحوذت على اهتمام الدول الغربية، وبدلًا من أن يقتصرَ الخوفُ من وجود منطقةٍ تعاني عدمَ استقرارٍ في العراق وسوريا، مع سيناريوهاتٍ محتملة لحرب أهلية أو طائفية جديدة فقط، فإن «نجاح» تنظيم داعش يدلِّل على احتماليةٍ أكبر لتصاعد التهديد العالمي الذي يمكن أن تجلبه موجاتُ التطرف والعنف المتجددة.

بين البُعد الأمني

الموجة المستقبلية من العنف

وفي هذا السياق يقول إيان برادبري، العضو السابق في القوات المسلحة الكندية، ومؤسس منظمةٍ غير ربحية تشارك في دعم السلام والتنمية المدنية: إنه لابد من تسليط الضوء على خطر موجة جديدة من العنف التي قد يقوم بها أولئك الذين تعاملوا مع داعش.


ويرى برادبري، أن الضحايا قد يصبحون الجُناة المقبلين، لاسيما أولئك الذين يمكن تسميتهم «الفتيان الضائعين»، في ظل الافتقار إلى برامج إعادة تأهيل لللأطفال الذكور، في وقت تحرص الدول على إعادة تأهيل النساء وتقديم المساعدات لهم.


وأكد أن «الذكور غالبًا ما تم تلقينهم وإجبارهم على ارتكاب أعمال عنف»، ولكن العواقبَ المترتبة على عدم الاعتراف بحالة هؤلاء «الفتيان الضائعين» أو علاجهم ينبغي أن تكون واضحةً.


ويتوقع إيان برادبري أنه في غضون من خمسِ إلى عشر سنوات، قد تدخل الدول في مواجهةٍ مع الكثير منهم، نظرًا لأنهم مُعرَّضون بشدة لأن يصبحوا الجيل القادم من مرتكبي العنف أو المتطرفين.


وبعيدًا عن الجانب الأمني، يرى برادبري، إن هؤلاء الضحايا الضائعين، يعدون حاليًّا مصدر قلقٍ إنساني، مما يدل على الصلة الوثيقة بين الأمن والتنمية المدنية، عقب الصراعات العنيفة.

"