ad a b
ad ad ad

بتواطؤ من «أردوغان».. اختفاء معارض إيراني في تركيا يفتح الملف الأسود لعمليات الملالي

السبت 29/يونيو/2019 - 06:18 م
أردوغان والملالي
أردوغان والملالي
علي رجب
طباعة

ما بين اغتيالات غامضة في الداخل الإيراني، وتصفيات سرية خارج حدود دولة الملالي، لقي كثير من النشطاء الإيرانيين -خاصةً النشطاء الأحوازيين- مصرعهم، في مسلسل ممنهج كان استمراره مثيرًا ولافتًا للأنظار، وداعيًا للتساؤل الجاد حول مدى ضلوع وتورط نظام الملالي في تنفيذ هذه السلسلة الممتدة -والاحترافية- من الاغتيالات، في ظل التوترات مع الولايات المتحدة الأمريكية ومخاوف من ثورة داخلية تطيح بأركان النظام وخاصة من الأقليات والشعوب غير الفارسية.


 

 

المعارض البلوشي حبيب
المعارض البلوشي حبيب سربازي
تواطؤ أردوغان 

والظروف غامضة لاختفاء المعارض البلوشي حبيب سربازي، داخل تركيا، وسط تواطؤ نظام أردوغان مع إيران في تصفية المعارضين للملالي، تعيد للأذهان عمليات النظام الإيراني ضد المعارضين واغتيالهم.

وقالت «حملة نشطاء البلوش» المعارضة للنظام الإيراني: إن حبيب الله سربازي، فقد أثره من مساء يوم الاثنين، بطريقة مفاجئة وفي ظروف مريبة وغامضة ولا يعرف مصيره حتى الآن.

وأشارت المنظمة الحقوقية الإيرانية إلى أنها أبلغت قوات الشرطة التركية باختفاء مديرها، ولم يسفر البلاغ عن نتائج.

ولفتت إلى أن حبيب الله سربازي، قد تلقى في الأشهر الأخيرة الكثير من التهديدات من قوات الأمن، وخاصة الحرس الثوري الإيراني الذي عادة ما ينفذ عمليات اغتيال أو اعتقال للمعارضين بالخارج خصوصًا مع الدول التي تشترك مع طهران في قمع المعارضين مثل نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
الحرس الثوري
الحرس الثوري
الحرس الثوري وتاريخ من الاغتيالات

وفي يناير 2013، كشف تقرير صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية «بنتاجون» حصول واشنطن على معلومات جديدة تؤكد أن أجهزة المخابرات الإيرانية لديها شبكة مكونة من عشرات الآلاف من عناصر مخابراتية للتخطيط لعمليات الاغتيالات حول العالم وقمع المعارضين داخل البلاد.

وأن هذه الأجهزة السرية للمخابرات الإيرانية تستخدم أكبر وأشد العمليات التجسسيّة في أنحاء العالم من مخططات للاغتيالات والتفجيرات الإرهابية والحرب السايبري.

وللنظام الملالي تاريخ أسود في استهداف المعارضين في الخارج، ففي 30 أكتوبر 2018؛ حيث أعلن رئيس جهاز الأمن في الدنمارك «فين بورك أندرسن»، أنه يُشتبه في محاولة الاستخبارات الإيرانية شنّ هجوم على شخص داخل الأراضي الدنماركية، لافتًا إلى أن الشخص المستهدف هو قائد فرع الدراويش في «الحركة العربية لتحرير الأحواز».

كما تم اغتيال مدير مجموعة «جم» الإعلامية الإيرانية والمعارض الإيراني «سعيد كريميان» في ابريل 2017 في مدينة إسطنبول التركية بعد إطلاق النار عليهما.

واتهمت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، نظام المرشد الايراني علي خامنئي بتنفيذ عملية الاغتيال ، وسط غض نظر من قبل نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

في 24 أبريل 1990 اغتالت إيران كاظم رجوي شقيق مسعود رجوي زعيم ممظمة مجاهدي خلق المعارضة، وكان ناشطًا بارزًا بمجال حقوق الإنسان؛ حيث اغتيل بالقرب من منزله في كوبيه في جنيف، وكلها كانت بحسب ما أوردت وسائل الإعلام وقتها.

واغتالت إيران في 1992 الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني صادق شرفكندي وثلاثة من مساعديه «فتاح عبدولي، همايون اردلان، نوري دهكردي» ببرلين.
عبدالرحمن قاسملو،
عبدالرحمن قاسملو، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني
قلق أوروبي من تصفية المعارضين

وأعلن القاضي السويسري شاتلان في 22 يونيو 1990 في بيان صحفي، أن 13 مسؤولًا رسميًّا للنظام الحاكم في إيران جاؤوا من طهران إلى جنيف بجوازات سفر «دبلوماسية» لتنفيذ هذا الاغتيال وعاد بعضهم مباشرة بعد الاغتيال إلى طهران برحلة لشركة الخطوط الجوية الإيرانية.

كما اغتيل عبدالرحمن قاسملو، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، ومساعده عبدالله آذر، في عام 1989  في العاصمة النمساوية (فيينا)، وهو على طاولة التفاوض مع وفد جاء من إيران.

وقد رصدت صحيفة «ذود دويتشه تسايتونغ»، الألمانية في تقرير له، عميات اغتيال  النظام الايراني لمعارضيه، قائله أن هناك كلمتين فقط تصنعان معًا أكبر قلق للأوروبيين حاليًّا، وهي «إيران وإرهاب الدولة»، وقد ذكر التقرير رصد أجهزة الاستخبارات الأوروبية إرسال إيران فرق إرهاب واغتيالات إلى القارة الأوروبية؛ لتصفية معارضين لنظام الملالي.

وتابع تقرير الصحيفة الألمانية، أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية رصدت في الفترة بين 1979 و1994، تنفيذ إيران 60 محاولة اغتيال كاملة بحق معارضين للنظام، وكثيرًا منها وقع في أوروبا، وتساءلت الصحيفة: «هل لا تزال إيران تتبع نفس الأساليب؟».

وأضافت: القلق يملأ العواصم الأوروبية، ووصل إلى مبنى المستشارية في برلين، بعد أن تبين أن إيران أرسلت حديثًا فرق موت واغتيالات إلى القارة لاغتيال المعارضين.

وتابعت: «أجهزة الاستخبارات تعمل على فرضية أن إرسال تلك الفرق هو فقط البداية، وأن طهران تهدد أوروبا بموجة إرهاب جديدة».

خصوم وعملاء

الناشط الأحوازي أحمد بيان، قال في تصريح خاص لـ«المرجع»: إن النظام الإيراني له باعٌ طويل في سلسلة من الاغتيالات لخصومه السياسيين والأحرار على طول تاريخه منذ 1979.

وأرجع بيان تصفية الخصوم من جانب النظام الإيراني عبر استخباراته الخارجية والداخلية، أو عبر عملاء له مثل حزب الله اللبناني، إلى خوف النظام من هؤلاء الخصوم، سواء كانوا ثوارًا أو منتمين لحركات تحررية.

«بيان» كشف عن قائمة اغتيالات نفذها النظام الإيراني، والتي بدأها بتصفية «طباطبائي»، وهو أحد المسؤولين السابقين في نظام الشاه، مرورًا بأكبر قادة الشاه اللاجئين حينها في الدول الغربية مثل «أويسي»، وهو قائد القوة الجوية، وبعدها جاء الدور على بختيار رئيس الوزراء الأخير في حكم الشاه أيضًا في باريس.

كما أشار الناشط الأحوازي إلى أن موجة الاغتيالات طالت مناضلين من الشعوب غير الفارسية، على رأسهم حسين ماضي أمين عام الجبهة العربية الذي صفته الاستخبارات الإيرانية في الإمارات، كما طالت الاغتيالات الشعب الكردي؛ حيث اغتيل عدد من قيادات في الحزب الديمقراطي الكردستاني، وأخيرًا وليس آخرًا، اغتيال أحمد مولى أبوناهض من مؤسسي حركة النضال العربي لتحرير الأحواز في لاهاي هولندا العام الماضي.

«بيان» أوضح أيضًا أن كل هذه التفاصيل والسلسلة الممتدة من الاغتيالات؛ تثبت أن النظام لا يتوانى عن تصفية خصومه مهما كلف الأمر، وذلك كله في ظلِّ تواطؤ حكومات ومنظمات غربية مع هذه الاغتيالات، وهو ما شجع ويشجع النظام على استمرار أفعاله.
"