يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

الكعبي: أزمات نظام الملالي ستقلص دعمه للتنظيمات الإرهابية

الأربعاء 30/مايو/2018 - 03:04 م
 الدكتور عارف الكعبي
الدكتور عارف الكعبي
إسلام محمد
طباعة
تواصل فئات المجتمع الإيراني احتجاجاتها، التي بدأت في ديسمبر الماضي، ضد نظام الملالي؛ بسبب الأوضاع الاقتصادية التي تفاقمت بعد العقوبات الأمريكية الجديدة، وانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي؛ ما زاد الطين بلة، وزاد من صراخ الأصوات المطالبة بقطع الدعم الذي يقدمه النظام للميليشيات الطائفية في لبنان واليمن وسوريا والعراق، من قوت الشعب الإيراني الذي يعاني الفقر المدقع.

وتعمقت أزمة النظام بعد انسحاب عدد من الشركات الأوروبية من السوق الإيراني؛ خوفًا من تعرضها للعقوبات الأمريكية؛ ما أسهم في مزيد من التدهور للاقتصاد؛ ما يفتح الباب للتساؤل حول مدى تأثر دعم الأذرع الطائفية المسلحة المقدم من نظام الملالي بتلك الأوضاع الجديدة، لاسيما بعد الحديث عن تراجع الدعم العسكري لميليشيات الحوثي في اليمن.

من جهته، أكد الدكتور عارف الكعبي، رئيس اللجنة التنفيذية لدولة الأحواز، أن نظام الملالي الطائفي يتعرض لعملية «تقليم أظافر» بعد انسحاب الوﻻيات المتحدة الأمريكية من اﻻتفاق النووي، وزيادة تشديد العقوبات اﻻقتصادية؛ حيث تعتبر هذه الخطوة ضربة مباشرة لإيران، وتحتاج خطوات تكميلية تقوم بها الدول الخمس الباقية في اﻻتفاق النووي.

وأشار الكعبي إلى أنه بالرغم من أن النظام قد أخذ فسحة واسعة بعد اﻻتفاق النووي المبرم مع الدول «خمس+ واحد»، الموقع عام 2015م، بعد أن رفعت عنه العقوبات اﻻقتصادية، فإنه لم يُسَخِّر العوائد المالية لمعالجة وضعه اﻻقتصادي المعيشي الداخلي المتردي، الذي تجاوزت فيه نسب الفقر أعلى المستويات، وذهب إلى زيادة تدخلاته في شؤون دول الجوار العربي، ودعم التنظيمات المصنفة دوليًّا إرهابية في اليمن والعراق ولبنان، وإرساء المخططات التوسعية الطامعة إلى إعادة إمبراطورية «كسري الصفوية» على حساب جيرانه العرب، وما يجري من عبث في اليمن والعراق وسوريا ولبنان خير دليل على الحقد الإيراني على العروبة والإسلام.

وأضاف، في تصريحاته لـ«المرجع»، أن سلوكيات النظام السيئة وعدم التزامه بالقرارات الدولية جعل منه دولة منبوذة من قبل المجتمع الدولي، فهو يعيش حالة صراع خارجي وداخلي، وما آل إليه الوضع الداخلي بعد الاحتجاجات والاعتصامات والمظاهرات التي عمت مدن إيران نتيجة الفساد والسرقات ونهب الأموال والفقر والظلم والتهميش والإقصاء، جاء ليؤكد أن النظام يعيش أزمةً حقيقيةً قد تؤدي به إلى تقديم تنازلات حقيقة نسبيًّا في اليمن وسوريا والعراق، أو يشهد تراجعًا في دول أخرى.

وتابع الكعبي: «ولكن لخبرتنا ومعرفتنا بالعقلية الفارسية، فهي ذات نمط تقليدي واحد، فإيران معتادة على تصدير الأزمات، ورغم الخسائر التي تكبدتها في سوريا واليمن والعراق لكنها لن تتراجع بسهولة عن مخططاتها ومشروعاتها الطائفية التوسعية، لاسيما تدخلهم السافر في تشكيل نظام الحكم في العراق، والدفع بذيولها باتجاه الحكم هناك، مشيرًا إلى ضرورة تبني استراتيجية واضحة ودقيقة يكون للأحواز فيها دور واضح ومهم؛ من أجل ضرب النظام داخليًّا، وكبح جماح الشهوة الصفوية الطامعة للتوسع في محيطها العربي.
"