«بدأت بالاستقالات».. حزب أردوغان مُهدد بالانهيار بعد خسارة إسطنبول
كانت «إسطنبول» الحصن المنيع الذي يحمي إمبراطورية «أردوغان»، والتي سرعان ما بدأت تتهاوي كما تتساقط أوراق الشجر في الخريف، مع خسارة حزبه الانتخابات المحلية فيها للمرة الثانية (الجولة الأولى والإعادة)، بسقوط مرشح حزب العدالة والتنمية (الحاكم) بن علي يلدريم، أمام مرشح حزب الشعب الجمهوري، أكرم إمام أوغلو.
ودوى صوت التصدع في «العدالة والتنمية»، مع الساعات الأولى للخسارة
المهينة، حيث انتشرت أنباء عن انشقاق 80 عضوًا برلمانيًّا ينتمون للحزب الحاكم (الذي يرأسه
أردوغان) لينضموا إلى حزبين جديدين سيؤسسان على يد كل من رئيس الوزراء الأسبق، أحمد
داود أوغلو، ووزير الاقتصاد الأسبق، علي باباجان.
ومثلت تلك الأنباء صدمة لحزب أردوغان، الذي تلقى أكبر هزيمة له منذ تأسيس
الحزب في عام 2001، ثم انتخب رئيسًا للوزراء بين عامي 2003 و2014، قبل أن يصبح رئيسًا
للبلاد، خاصة أن إسطنبول كانت «حصان» الرهان عند أردوغان، ووصفها بأن «من يفوز بها يفوز بتركيا بأكملها».
وفي جولة إعادة الانتخابات في إسطنبول - بناء على مطالب من حزب العدالة
والتنمية - فاز «أكرم إمام أوغلو» برئاسة بلدية إسطنبول بفارق قياسي عن منافسه
بن علي يلدرم مرشح الحزب الحاكم.
ويقول أحمد تاكان، الكاتب في صحيفة «يني شاغ»، إن نحو 80 عضوًا
برلمانيًّا عن «العدالة والتنمية» سينضمان إلى حزبين جديدين بقيادة أحمد داود
أوغلو وعلي باباجان، عقب فوز إمام أوغلو بانتخابات إسطنبول.
ونقلت صحف محلية، أيضًا، انتقادات سلجوق أوزداغ، المعروف بقربه لأحمد داود
أوغلو، والنائب البرلماني السابق عن حزب العدالة والتنمية، حزبه القديم، وقال إن نتائج
الانتخابات هذه لن تقتصر على إسطنبول فقط وستنتشر للمدن الأخرى.
وقال أوزداع إن انهيار شعبية حزب العدالة والتنمية ستتواصل في المدن الأخرى
بعد إسطنبول، مقتبسًا شعار أحمد داود أوغلو «إما التجديد أو التجديد».
وفي ظل وضع حقوقي متردِ وحملة اعتقالات تنفذها قوات الأمن التركية ضد المعارضة،
مازال الوضع الاقتصادي في تركيا محل نقاش كبير، بأنه السبب الأساسي وراء تراجع شعبية
حزب أردوغان، وبالتالي عدم ثقة الأتراك فيه مرة أخرى، وهو ما انعكس على الانتخابات
المحلية.
وتخطى الأمر، ليدق مسمارًا جديدًا في نعش الحركة الإسلاموية في تركيا، ويزيد
من أزمة حزب أردوغان، إذ رأي عدد من قيادات الحزب نفسه أن برات ألبيراق، صهر الرئيس رجب
طيب أردوغان، ضلله عن طريق إقناعه بضرورة إعادة انتخابات بلدية إسطنبول، وهو نفسه المسؤول
عن تردي الوضع الاقتصادي.
ويبدو أن فوز أكرم إمام أوغلو برئاسة بلدية إسطنبول الكبرى لأول مرة منذ
17 عامًا سيتسبب في إثارة مساءلات عنيفة في البيت الداخلي لحزب أردوغان.
وبحسب ما نقلته صحف محلية، فإن أعضاء الحزب يرون أن إعادة انتخابات رئاسة
بلدية إسطنبول الكبرى كانت «خطأ فادح» ويحملون وزير الخزانة والمالية، برات
ألبيراق، مسؤولية هذا وسط الحديث عن ضرورة اتخاذ أردوغان الإجراءات اللازمة في هذا
الصدد، خاصة أن هذه الهزيمة المؤكدة أضعفت صورة الحزب بشكل عام في البلاد.
ويرى أعضاء الحزب أيضًا أن أردوغان كان قد تقبّل نتائج انتخابات الحادي
والثلاثين من مارس، كما ظهر من تصريحاته عقب ظهور النتائج، غير أن صهره ألبيراق وأنصاره
أقنعوه أن إعادة الانتخابات قد تعيد الناخبين الغاضبين من الحزب إلى صناديق الاقتراع،
وقد يسفر هذا عن فوز الحزب بالانتخابات.
وذهب عدد من القيادات، إلى ضرورة أن يحاسب أردوغان من خدعوه بأن إعادة
الانتخابات مصلحة للحزب، وعلى رأسهم صهره، بعدما ارتفع الفارق بين المرشحين من 13 ألف
صوت في الجولة الأولى إلى 800 ألف صوت. في جولة الإعادة.
وكان حزب العدالة والتنمية الحاكم خسر إسطنبول في الجولة الأولى للانتخابات
البلدية التي جرت 31 مارس الماضي، لصالح المرشح عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، أكرم
إمام أوغلو.
وقررت اللجنة العليا للانتخابات إعادة التصويت في إسطنبول في ٢٣ يونيو
الجاري بعد طعون تقدم بها حزب العدالة والتنمية بحجة وقوع مخالفات تصويتية أثرت على
النتيجة، لكن إمام أوغلو مرشح المعارضة، نجح باكتساح في الجولة الثانية.





