ad a b
ad ad ad

«أوغلو» وتحرير إسطنبول.. المعارضة التركية تكشف فساد الإسلاميين

الإثنين 24/يونيو/2019 - 08:39 م
إمام أوغلو
إمام أوغلو
دعاء إمام
طباعة

توقع عدد من مراكز استطلاعات الرأي ازدياد شعبية مرشح حزب الشعب الجمهوري، أكرم إمام أوغلو، بالمقارنة مع مرشح حزب العدالة والتنمية (الحاكم) بن علي يلدريم، حتى أن محرك البحث العالمي «جوجل» أعلن ارتفاع عملية البحث باسم «أوغلو»؛ فلم يشكل فوز الشاب برئاسة إسطنبول، في انتخابات البلدية المعادة مفاجأة لمتابعي الشأن التركي، لكنهم ذهبوا إلى ما أبعد من فوز المعارضة بأكبر وأهم البلديات التركية.


ولعل أبرز الملفات التي وعد «أوغلو» بالعمل عليها وكشفها للجميع، هي فساد الحزب الحاكم الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان.

«أوغلو» وتحرير إسطنبول..

فساد رجال «أردوغان»


ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، تقريرًا قبل أسبوعين حول السلبيات والأزمات والديون التي خلفها الحزب الحاكم، وواجهها ممثل حزب الشعب الجمهوري، خلال الفترة القصيرة التي قضاها في إسطنبول، معقل الرئيس التركي.


وأفادت الصحيفة، بأن النظرة الخاطفة القصيرة التي ألقاها «أوغلو» على ملفات بلدية إسطنبول، مكنته من الاطلاع على ملفات فساد رجال الرئيس، ووجود عشرات السيارات الفارهة تحت تصرف مسؤولي البلدية، وتخصيص ملايين الليرات لفرش وتجهيز منازلهم، إضافة إلى إهدار الأموال على خدمات الرفاهية والراحة المبالغ فيها.


وتنبأت الصحيفة بأن اطلاع مرشح المعارضة على معلومات وتفاصيل عن كيفية إدارة الحزب الحاكم للمدينة الغارقة في الديون، ستعطيه ذخيرة جيدة، يستخدمها في المعركة السياسية عند إعادة اقتراع البلدية يوم 23 يونيو، مؤكدة صعوبة تكرار الفوز على «بن علي يلدريم» رئيس الوزراء السابق، وتحرير إسطنبول من قبضة «أردوغان» والإسلاميين، الذين سيطروا عليها لمدة 25 عامًا.


ونقلت «نيويورك تايمز» عن أكرم أوغلو تصريحات قال فيها: «المشكلة الأكثر أهمية كانت الإفراط في الإنفاق»، وفي إشارة إلى الفترة التي أمضاها في إدارة شركة إنشاءات تملكها عائلته: «بما أنني رجل أعمال، فعندما أسير داخل شركة ما، يمكنني بسهولة أن أشعر بالأموال المهدرة».


وأضاف أن المدينة كانت غارقة في الديون والإنفاق المفرِط، بميزانية قدرها 20 مليار ليرة، وديون تقدر بـ 26 مليار ليرة، تفضح سوء إدارة البلدية، في عهد حزب العدالة والتنمية، وتابع: توجد عشرات السيارات تحت تصرف مسؤولي البلدية، وهو ما يكفي لتفشي الفساد بسهولة.


وقال إمام أوغلو إن إدارة ملف اللاجئين لم يتم بشكل مناسب، متعهدًا بإيجاد حل جذري لمشكلتهم في إسطنبول، وعدم إشعار المواطن التركي أن هناك من يهدده في رزقه.


وأشار «أوغلو» في بداية أبريل الماضي، إلى أن حزب العدالة والتنمية حاول محو سجلات المدينة من الحواسب الآلية، قبل تسلمه إدارة المدينة وحضور مدققين مستقلين لفحص السجلات، مجددًا تعهده أنه سيأمر بإجراء عملية تدقيق مستقلة لسجلات المدينة للكشف عن الفساد.

أكرم إمام أوغلو
أكرم إمام أوغلو

صلاحيات «أوغلو»


بعد تحول البلاد إلى النظام الرئاسي، اختلفت النظرة العامة إلى أعضاء البرلمان، وباتت أقل أهمية، ومن جهة أخرى فرئاسة البلدية باتت أكثر بروزًا على الصعيد الشعبي كما أنها أوسع صلاحيات وأكثر استقلالًا بقراراتها، ربما لهذا السبب زادت أهمية الانتخابات المحلية، ويتوقع أن تزداد أهمية في السنوات المقبلة.


وبحسب المادة 14 من قانون البلديات، يجب على البلدية إقامة وتقديم الخدمات الاجتماعية والمعونة والتدريب المهني وتنمية المواهب على أن يكون ذلك بشكل يغطي الاحتياجات المحلية المشتركة، كما يشجع على فتح مراكز لحماية النساء والأطفال في البلديات التي يتجاوز عدد سكانها 50 ألف مواطن.


وبعد تولي حزب العدالة والتنمية سدة الحكم في عام 2002، بات التركيز أكبر على جمع الصلاحيات في يد رئيس البلدية، كما في المؤسسات الأخرى؛ لذا صار رئيس البلدية شخصية معروفة محليًّا، خصوصًا ما نص عليه القانون رقم 6360 حول صلاحيات رئيس البلدية، إذ صار رئيس البلدية يحمل صلاحية تعيين الموظفين في المؤسسات التابعة للبلدية كافة.


كما نص القانون على أن يعرض كل من: المجلس البلدي والمجلس الاستشاري قراراته كلها على رئيس البلدية، ومما يدل على توسع صلاحيات رئيس البلدية، ترشح بعض أعضاء البرلمان من النواب في الانتخابات المحلية، كما يدل هذا على عدم خلو هذه الانتخابات من التأثير السياسي.

 للمزيد:«جوجل» يرجح كفة «أوغلو».. وفساد «العدالة والتنمية» يرفع شعبية المعارضة

«أوغلو» وتحرير إسطنبول..

فقدان الصلة مع الشباب


وأكد مراقبون أن فشل حزب العدالة والتنمية في انتخابات إسطنبول المحلية يعود إلى استخدام لغة سلبية تثير الكراهية بين الناخبين، والبعد عن واقع المجتمع والحقائق، وقال المدير العام لشركة «كوندا» للدراسات واستطلاعات الرأي بكر أغردير، إن آليات الحزب الحاكم أصيبت بالشلل، بعدما بات لا يتغذى سياسيًّا من الشارع ولا يحمل أفكارًا جديدة وانقطعت الصلة بين دماغ الحزب وجسمه، على حد قوله.


وأكد أنه على رؤساء البلديات الجدد المنتخبين أن يحققوا نجاحًا ماديًّا على أرض الواقع إذا أرادوا النجاح في المستقبل، مشيرًا إلى أن الشباب الأتراك يريدون حياة مختلفة تمامًا على المستوى البعيد، قائلًا: لقد دعا إمام أوغلو أردوغان للقاء في أول تصريح له، وأكد أنه سيلجأ إلى ضمير المواطنين إذا ما حاول أردوغان عرقلة عمله كرئيس بلدية إسطنبول»


وبحسب إحصائيات اتحاد البلديات التركية للعام 2014، يوجد في تركيا 81 بلدية بعدد مقاطعاتها، ونحو 1397 بلدية تابعة للبلديات الأم، وتكون موزعة على المدن والمناطق والأحياء التركية.


ويرجع تاريخ الانتخابات البلدية التركية إلى ما قبل 130 عامًا، عندما أجريت للمرة الأولى عام 1877، إذ تعتبر بلديتا إسطنبول وأنقرة من أهم وأكبر البلديات، وتعتبر البلدية الوحدة التي تمثل الإدارة المحلية، وبحسب المادة 127 من الدستور التركي فإن الإدارات المحلية تنقسم إلى 3 أشكال: إدارات المحافظة، والبلديات والقرى.

إمام أوغلو
إمام أوغلو

من هو «إمام أوغلو»؟


يبلغ من العمر 49 عامًا وهو من حزب الشعب الجمهوري العلماني المعارض في الانتخابات في31 مارس الماضي، وينحدر من مدينة طرابزون شمالي تركيا عام 1970، وخريج كلية إدارة الأعمال في جامعة إسطنبول، إذ نشأ في أسرة متدينة ومحافظة من الناحية الاجتماعية لكن لها تاريخ طويل في العمل السياسي، فوالده مؤسس فرع حزب الوطن الأم بزعامة رئيس وزراء تركيا الراحل تورجوت أوزال في طرابزون.


واعترف «أوغلو» بأنه ينحدر من أسرة محافظة، لكنه أصبح أكثر تحررًا وتبنى القيم الديمقراطية الاجتماعية خلال مرحلة دراسته الجامعية، ولم ينخرط في العمل السياسي حتى عام 2008، وهو عام انضمامه إلى حزب الشعب الجمهوري، وبعدها بعام فقط انتزع إمام أوغلو رئاسة بلدية حي بيليكدوزو في القسم الأوروبي من إسطنبول، من حزب العدالة والتنمية.

 للمزيد:«الخارجية»: «أردوغان» أثبت ارتباطه بالجماعة الإرهابية

"