ad a b
ad ad ad

الضربة القاضية.. لكمة المعارضة تكسر أنف «أردوغان» في إسطنبول

الأربعاء 26/يونيو/2019 - 04:56 م
المرجع
سارة رشاد
طباعة

كانت الأصوات كافة، تقول: إن انتخابات بلدية إسطنبول التي فتحت صناديقها أمام الناخبين، تحمل في طياتها استفتاء مُصغّرًا على شعبية الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان وحزبه.


الضربة القاضية..

 أُجريت الانتخابات، وفي نهاية اليوم أعلنت النتائج التي أظهرت تقدم مرشح المعارضة، أكرم إمام أوغلو، على مرشح الحزب الحاكم ورئيس الوزراء السابق،على بن يلدريم؛ لتتعزز بذلك حجة القائلين بتراجع شعبية الرئيس التركي وحزبه.

 

المرددون لهذه القراءات اعتمدوا على اتساق قالوا إنه موجود بين خطاب المعارضة ومتطلبات الشعب التركي، على عكس الحزب الحاكم الذي أولى اهتمامًا واضحًا للوضع الإقليمي على حساب الوضع الاقتصادي التركي.

 

التفاوت في الاهتمامات بين الشعب والعدالة والتنمية ظهر مثلًا في الشعار الذي اختاره أردوغان لحزبه في الانتخابات المحلية التركية التي شهدتها البلاد، أبريل الماضي. وبينما كان الحزب الحاكم يخوض الانتخابات تحت شعار أمني هو «بقاء تركيا أو زوالها»، كان الشعب التركي يصوت لصالح مرشحين محسوبين على المعارضة حددوا برامجهم في علاج التضخم والأوضاع الاقتصادية.


الضربة القاضية..

اهتمام تركي إقليمي

يقول المعارض التركي نوزاد صواش لـ«المرجع» إنه على مدار السنوات التي تربع فيها حزب العدالة والتنمية التركي على عرش السلطة، كان للدولة التركية توجه إقليمي يفسر تطلعات توسعية للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.


 التوجهات التي تحدث عنها المعارض تتفق مع ما يعرف إعلاميًّا بـ«الحلم العثماني الجديد»، أو الحلم بعودة الخلافة بغرض توسيع النفوذ التركي في المنطقة؛ ولهذا السبب كانت أنقرة إحدى العواصم المعنية بشكل أساسي بما يُعرف بـ«موجة الربيع العربي»؛ إذ اعتبرته فرصة لتكوين قاعدة لها مع أنظمة إقليمية جديدة.


لم يتوقف الأمر عند ذلك، إذ كانت تركيا محركًا لبعض الأحداث في بعض بلدان المنطقة مثل سوريا على سبيل المثال، فيما كانت تسمح لنفسها طوال الوقت بالتدخل بالدعم لجماعات الإسلام الحركي في بعض البلدان، مثل مصر وليبيا.

 

وعلى خلفية هذه المواقف، أدخلت تركيا تحت حكم «العدالة والتنمية» نفسها في أزمات إقليمية ودولية، ربما أبرزها خلافها الواضح مع دول التحالف العربي، وقطعها للعلاقات مع مصر.


وبينما كان العدالة والتنمية ينشغل بالملفات الخارجية، كانت ثمة أزمات اقتصادية تعصف بالمواطن التركي، ووفقًا لتقارير رسمية فالاقتصاد التركي عانى من حالة ركود مع ارتفاع التضخم إلى 20%، وخسارة الليرة التركية 30% من قيمتها منذ انتخاب أردوغان رئيساً للبلاد في يونيو 2018.


ورغم أن الخطاب الحماسي الذي كان يستخدمه أردوغان في حديثه مع الشعب كان يأتي بتفاعلات واسعة، فإنه يبدو قد فقد جزءًا من تأثيره؛ إذ أشارت استطلاعات قبيل التصويت إلى أن 80% من الناخبين يعتبرون الاقتصاد هو الأولوية، خاصةً مع ارتفاع تكلفة المعيشة والبطالة هناك.


ويفسر ذلك خسارة «العدالة والتنمية» لـ5 من المدن الرئيسية في الانتخابات المحلية الأخيرة (أبريل 2019)؛ ما يساوي نحو 40% من سكان تركيا.


ويربط من جديد المعارض التركي نوزاد صواش، بين طموحات أوردغان الخارجية وخسارته في الداخل؛ إذ قال في تصريحات سابقة للمرجع: إن تهميش مطالب المواطن التركي، سيدفع ثمنه الحزب الحاكم.

 

وتابع أن نجاح المعارضة في الوصول إلى إسطنبول يعني أنها قادرة على تعديل الأوضاع التي وصفها بالقمعية، من قبيل القبض على المعارضين من صحفيين ونساء وأطفال، وغلق المؤسسات الصحفية.


 الكاتب السياسي،
الكاتب السياسي، محمد فراج أبوالنور

من جانبه ربط الكاتب السياسي، محمد فراج أبوالنور، بين تراجع أردوغان وحزبه والسياسات التي وصفهابـ«الرعناء» في المنطقة.


وأوضح لـ«المرجع» أن دولة أردوغان باتت تدفع ثمن غطرسته الحمقاء على حد وصفه، مشيرًا إلى أنها لاقت مؤخرًا عثرات اقتصادية بدأت تؤثر علي مستوي حياة الناس وتثير غضبهم ضده.


وأكد أن المواطن التركي لا يهمه سوى أوضاعه الاقتصادية، ولا يطمح لعودة الخلافة العثمانية كما يروج أردوغان. 


ورجح أن تشهد تركيا تحولات في الفترة القادمة على خلفية تغيير المواطنين بوصلة تصويتهم نحو المعارضة، مشيرًا إلى أن هذا التغيير لن يؤثر فقط على تركيا وحدها ولكن على ملفات ذات بُعد إقليمي.


وفيما يخص الخطاب الإخواني المشيد بأردوغان لكونه سمح بإعادة الانتخابات بعيدًا عن التزوير، قال: إن الرئيس التركي صاحب الميول الإخوانية -على حد قوله- لو استطاع أن يخلع النظام الحزبي والانتخابي الراسخ في تركيا لفعل ولكن النظام أعمق وأقوى من أردوغان وتجربته.

 

 

"