موقف «ديمرطاش» و«أوزداغ».. مرآة تركية تفضح استبداد «أردوغان»
من محبسه بسجن «إدرنة» شديد
الحراسة، كتب صلاح
الدين دميرطاش، عضو سابق في البرلمان التركي وزعيم سابق لحزب الشعب الديمقراطي والمعتقل
حاليًّا، مقالًا نشرته «واشنطن بوست»، يطالب فيه بنبذ غطرسة واستبداد الرئيس التركي،
رجب طيب أردوغان.
الانتخابات ومذلة «أردوغان»
مشيرًا في مقاله إلى النجاحات التي أحرزها «الشعب الديمقراطي» في الانتخابات المحلية الأخيرة، داعيًا إلى إطلاق سراح زعيم حزب العمال الكردستاني، والاستجابة لمطالب المضربين عن الطعام، مناشدًا المجتمع بالتحرك وحث النخبة الحاكمة لاختيار طريق السلام بدلًا من استبداد «أردوغان».
وصف «دميرطاش» هزيمة الرئيس التركي في الانتخابات المحلية التي جرت في مارس الماضي، بـ«المذلة»، معتبرًا أنها بمثابة استفتاء على حكمه، لا سيما أن حزب العدالة والتنمية (الحاكم) فقد السيطرة على 5 من كبرى المدن في البلاد، بما في ذلك مدينته إسطنبول.
واتهم حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه «أردوغان» بالابتعاد عن الديمقراطية والقيم والأخلاق الإسلامية الحقيقية أيضًا، بعد أن تجاهل الرئيس انتقادات الفساد والظلم والطغيان، التي أصبحت عنوانًا لحزبه، قائلًا:« هو يدفع ثمنًا سياسيًّا باهظًا بسبب غطرسته»
ويرى «دميرطاش» أن الطريقة الوحيدة لتجنب الأزمة الاقتصادية مع ارتفاع معدلات البطالة وزيادة التضخم، تتمثل في التنفيذ العاجل للإصلاح السياسي الديمقراطي، مشيرًا إلى أن السجل السابق للمؤسسة السياسية المتمركز حول أردوغان، لا يملك الإرادة أو القدرة للقيام بتلك الإصلاحات.
أزمة الأكراد
ويقول «دميرطاش» إن سياسات الرئيس المثيرة للانقسام تجاه المعارضة، وخاصة الشعب الكردي، تزيد من استقطاب المجتمع؛ فالغالبية العظمى من أكراد تركيا يريدون العيش في سلام، رغم أن لديهم مجموعة من المطالب السياسية والاجتماعية والثقافية، وجميعها يمكن تحقيقها في حال توافر ديمقراطية أكبر، لكن الرئيس والحزب الحاكم هم من يتحملون المسؤولية الأساسية عن الفشل.
وتابع المعارض التركي المعتقل خلال المقال :«الآلاف من أعضاء حزب الشعب الديمقراطي، يجب أن يشاركوا حاليًا في السياسة - بمن فيهم أنا - الموجود في السجن لأسباب سياسية، فيما تواصل قوات الأمن عمليات مضايقة وعرقلة لأعضاء الحزب، الذين ما زالوا أحرارًا، لقد تم تجريم الكثير منا واعتبارهم إرهابيين من قبل المسؤولين الحكوميين، ومع ذلك، فإن حزبي، الذي شاركت في رئاسته لسنوات عديدة، لا يزال يظهر قوته في الانتخابات الأخيرة؛ مما يعني أن الحزب والعديد من مؤيديه الأكراد لم يتمكن من إخضاعهم من خلال الإجراءات القمعية للدولة».
مؤكدًا أن: «نتائج الانتخابات تؤكد أن جميع شعب تركيا، وليس فقط مؤيدو حزب الشعب الديمقراطي، يريدون العيش معًا بسلام وديمقراطية، ويعارضون الاستبداد وحكم الرجل الواحد، أملًا أن يفهم أردوغان هذا_ وإذا لم يفعل فإنه يمكن أن يتلقى الضربة الأخيرة في الانتخابات المقبلة»_ بحسب قوله.
فقد المؤيدين
على صعيد متصل، تراجع النائب السابق لرئيس حزب العدالة والتنمية الأستاذ الدكتور سلجوق أوزداغ، عن تأييده للنظام الرئاسي، مؤكدًا ضرورة إعادة النظر في هذا النظام مرة أخرى؛ وأنه كان مخطئًا في موافقته، خاصة أن النتائج الإنتخابية أثبتت أن تركيا بعيدة تمامًا عن الديمقراطية.
وقال في تغريدات على حسابه الشخصي بـ«تويتر»، نقلتها عنه صحيفة «الزمان» _المعارضة_ السبت 20 أبريل، إن: «حزب رئيس الجمهورية يجب عليه أن يمثل جميع الأمة وليس حزبًا واحدًا فقط، ولا يجب عليه تمييز المواطنين حسب أحزابهم».
يشار إلى أن سلجوق أوزداغ، كان ضمن الأسماء التي ترددت مؤخرًا في الأوساط السياسية في تركيا أنها ستنضمّ للحزب السياسي الجديد الذي يسعى رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو لتأسيسه، مع كل من وزير الاقتصاد السابق علي باباجان، ووزير التعليم السابق عمر دينتشار، ووزير العلوم والصناعة والتكنولوجيا السابق نهاد أرجون.





