ad a b
ad ad ad

وثيقة مسربة: «النهضة» غازلت أمريكا بـ«الإسلام المعتدل» لتصعيد إخوان تونس

الأحد 23/يونيو/2019 - 09:00 م
المرجع
دعاء إمام
طباعة

كشفت وثيقة أمريكية مسربة عن برقية سرية أرسلها القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية بتونس، ديفيد بالارد، إلى رؤسائه في واشنطن سبتمبر 2006، تحت عنوان «القيادي في النهضة حمادي الجبالي: الإسلام المعتدل هو المستقبل»، يدور محتواها حول مقابلة سرية أجراها «الجبالي» في بيته في مدينة سوسة بتاريخ 30 أغسطس 2006، مع دبلوماسي أمريكي يدعى بولوف.

القيادي في النهضة
القيادي في النهضة حمادي الجبالي

وبحسب الوثيقة المنشورة في الصحف التونسية 22 يونيو، تحدث «الجبالي» في موضوعات متفرقة يجمع بينها محاولة إقناع الدبلوماسي الأمريكي بأن تقوم بلاده بالضغط على السلطات التونسية لتمكين حركة النهضة، (فرع الإخوان في تونس)، من استئناف نشاطها السياسي، ومحذرًا من أن وجود النهضة خارج ساحة النشاط سيعزز صعود القوى الجهادية المتطرفة.

 

ونصت الوثيقة أنه وفي اجتماع عقد في 30 أغسطس 2006، تحدث حمادي الجبالي، القيادي السابق في حزب النهضة، عن الآراء السياسية للحزب واستمرار قمعه من طرف السلطات، وعن إطلاق سراحه مؤخرًا من السجن، ودافع عما وصفه بـ«الإسلام المعتدل»، باعتباره المستقبل السياسي لتونس والعالم العربي، كما دافع «الجبالي» عن فلسفة النهضة غير العنيفة مقارنًا إياها مع الفلسفات الأكثر تطرفًا للشباب الإسلاميين التونسيين.

 

وقال إن حركة النهضة تسعى إلى أن تكون «جزءًا من الحوار في تونس» وهي رسالة تم ايصالها في مظروف إلى الرئيس الأسبق، زين العابدين بن علي، من قبل تسعة من قادة حركة النهضة السابقين، طالبوا فيها برغبة قادة الحركة بالاندماج في الحياة السياسية، بيد أن المجموعة لم تتلق أي رد، ولكن تم استدعاء أحد الموقعين إلى مركز الشرطة واستجوابه حول كيفية انتظام المجموعة لصياغة الرسالة وإرسالها.

وثيقة مسربة: «النهضة»

ووصف «الجبالي» حركة النهضة بأنها منقسمة إلى ثلاثة أقسام: قادة الحزب السابقون وأتباعهم الذين يعيشون في تونس، أولئك الموجودون في أوروبا، وأولئك الذين مازالوا يقضون عقوبات في السجون، مؤكدًا بحسب الوثيقة أن النهضة في تونس والنهضة في أوروبا موحدة.

 

وصرح بشكل قاطع أنه وزملاءه من قادة حركة "النهضة" في تونس، اعترفوا بأن راشد الغنوشي الرئيس الحالي للحركة الذي كان يعيش في المنفى بلندن _وقتذاك_، هو زعيم حركة النهضة.

 

وقال إنه لم يكن واضحًا أين تقف حكومة الولايات المتحدة حول مسألة إذ كان ينبغي السماح للنهضة بأن تكون حزبًا سياسيًّا أم لا، معتبرًا أنه من الخطأ الاعتقاد بأنه لا ينبغي اعتماد النهضة كحزب، فكانت فرنسا وربما أيضًا الولايات المتحدة تتعاملان مع النهضة كملف حقوقي وليس كمصدر قلق سياسي، بحسب الوثيقة.

 

فيما علق الدبلوماسي الأمريكي على حديث «الجبالي» بقوله إن الكثير ممن اتصل بهم من المعارضة العلمانية والمجتمع المدني وأولئك الذين يعارضون النظام بشدة، حذروا من ألا ينخدعوا بحديث النهضة عن الاعتدال، معتبرًا أنه قدم وصفًا صديقًا للغرب لسياسة النهضة: «لا لتطبيق الشريعة، الديمقراطية بمشاركة كاملة»، متابعًا :«إصرار الجبالي على المزيد من حرية التعبير، وحرية تكوين الجمعيات، أمر ضروري للتنمية السياسية طويلة الأمد في تونس، ويحاكي أهداف أجندتنا الخاصة في تونس، ومع ذلك، فإن مسألة ما إذ كانت حركة النهضة ستواصل الترويج لهذه السياسات المعتدلة، إذ أصبحت مشاركًا في العملية السياسية التونسية، لن يتم اكتشافها في المستقبل القريب».

"