قبل الكارثة.. وساطة باكستانية بين طالبان الأفغانية وحكومة كابول

وسلطت لودهي الضوء على جهود بلادها تجاه تسهيل مباحثات السلام بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، وصرحت بأن باكستان أكدت في أكثر من مناسبة بأنه ليس هناك حل عسكري للنزاع الأفغاني، وأن الحوار هو السبيل الوحيد لجلب السلام إلى أفغانستان، مؤكدة التزام بلادها لدعم السلام والاستقرار في أفغانستان. 

وفي رسالة للمتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) كريستوف بوليارك، قال الأسبوع الماضي، إن الوضع الإنساني في أفغانستان هو من أسوأ الكوارث على الأرض، إذ إن العنف المتزايد والجفاف الشديد الذي حدث العام الماضي، جعل مئات الآلاف من الأطفال دون سن الخامسة عُرضة لخطر كبير في غرب وشمال أفغانستان، ويعاني 40 في المائة من الأطفال من سوء التغذية، وتردي البنية التحتية عامة؛ بسبب ممارسات العنف المستمرة منذ سنوات.

وأعلنت الأمم المتحدة أن عام 2018 سجل أعلى حصيلة حتى الآن لعدد المدنيين ضحايا النزاع، مع سقوط 3804 قتلى، معظمهم نتيجة هجمات وتفجيرات نفذتها عناصر تابعة لحركة طالبان، وفي أكتوبر الماضي بدأت الولايات المتحدة عقد اجتماعات ثنائية مع حركة طالبان تهدف للتمهيد لانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان؛  مقابل ضمان من الحركة ألا تستخدم البلاد قاعدة لشنِّ هجمات في الخارج، وترفض حركة طالبان دعوات لإعلان وقف إطلاق النار، بل وكثفت هجماتها على القوات الأفغانية والمقار الحكومية.

وترغب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الوصول لاتفاق سلام في أفغانستان، لتطوي صفحة واحدة من أطول الحروب الأمريكية، وأكثرها كلفة، ويسعى المبعوث الأمريكي في الفترة الأخيرة عقد محادثات يحضر فيها ممثلون من الحكومة الأفغانية وحركة طالبان؛ لبداية محادثات بين طرفي الصراع بشكل مباشر.

يذكر أن عددًا من عناصر حركة طالبان الأفغانية قتلوا وأصيبوا في عملية أمنية شنتها قوات الأمن الأفغانية المدعومة من القوات الأمريكية في إقليمي فرح ونيمروز جنوب غرب أفغانستان، وقالت مصادر أمنية أفغانية اليوم الجمعة، لوسائل الإعلام أن 6 عناصر من طالبان قتلوا في العمليات التي شاركت بها قوات خاصة أفغانية، بالإضافة إلى تصفية عدد آخر  من عناصر الحركة الإرهابية قبل أيام بهجمات متفرقة من تنظيم داعش من جهة والجيش الأفغاني من جهة أخرى؛ حيث كان أحدها عملية نوعية للجيش بتفجير شبكة أنفاق يستخدمها مسلحو الحركة.