بعد ضياع الحلم الأوروبي.. أردوغان يخترق هولندا بالإخوان وحزب سياسي مشبوه
الأحد 16/يونيو/2019 - 09:47 م
محمد عبد الغفار
سعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان- مرارًا وتكرارًا منذ وصوله إلى سدة الحكم- إلى الدخول في الاتحاد الأوروبي، آملًا في أن يُسهم ذلك في تحسين صورته، وزيادة شعبيته (المنخفضة) لدى الأوساط الشعبية من المواطنين في تركيا، إلا أن محاولاته دائمًا كان مصيرها الفشل.
اردوغان
قوانين الفشل
والفشل الذي منيت به تركيا- ممثلة في رئيسها أردوغان- تعود أسبابه إلى وجود خلافات جوهرية وفارقة بين القوانين التركية ونظيرتها في الاتحاد الأوروبي، خصوصًا سماح تركيا بتطبيق عقوبة الإعدام، بالإضافة إلى الاعتراض الأوروبي الدائم على الأساليب القمعية التي يتبعها الرئيس التركي ونظامه الحاكم في مواجهة المعارضين له.
وأعادت الأزمة الأخيرة بين تركيا وأيسلندا سوء العلاقات بين نظام أردوغان والدول الأوروبية إلى الواجهة، وبالإضافة إلى أيسلندا، تأتي هولندا التي تعد من أكثر الدول التي دخلت في خلافات واضحة مع النظام التركي، خصوصًا بعد ما تيقنت أن للرجل حسابات ومطامع خطيرة في المنطقة.
مولود تشاويش أوغلو
أنقرة- امستردام.. جذور الأزمة
وتعود الأزمة الهولندية التركية إلى عام 2018، عندما منعت أمستردام طائرة وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو من الهبوط في مطار روتردام، وذلك في زيارة كان يهدف من خلالها إلى حشد المواطنين الأتراك إلى التصويت بنعم؛ لتحويل نظام الحكم في البلاد من النظام البرلماني إلى الرئاسي، بما يفتح الباب أمام رجب طيب أردوغان للاستبداد بمقاليد الحكم في البلاد حتى آخر أنفاسه.
واعتبر أردوغان أن الأمر «نازية» واضحة من قبل السلطات الهولندية، بينما اعتبرته الحكومة في أمستردام أن أردوغان عليه إيقاف الانتهاكات الواضحة لحقوق الإنسان في تركيا، كما سحبت هولندا سفيرها من أنقرة.
ولم يتوقف الرئيس التركي عند هذا الحد، ولكنه عاد في 24 أبريل 2019، وصرح في رسالة إلى النائب العام للبطريركية الأرمينية في إسطنبول، أن مذبحة إبادة الأرمن كان «أمرًا مناسبًا في حينها»، وذلك على خلفية المذابح والاضطرابات التي قامت بها العصابات الأرمينية والجماعات المسلحة، على حد تعبيره، وهو تبرير واضح للمذبحة التي ارتكبتها بها الدولة العثمانية في حق الأرمن.
وهو ما دفع مجلس النواب الهولندي إلى الموافقة على مشروع قانون يلزم الحكومة الهولندية بنبذ تصريحات الرئيس التركي، وحصل القرار على موافقة جماعية فيما عدا 3 أعضاء فقط، ويأتي هذا القرار بعد أن اعترف البرلمان الهولندي فبراير 2018، بالإبادة الأرمينية من قبل الإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى.
يوسف القرضاوي
الحزب التركي في هولندا
وفي خضم الخلافات والأزمات ما بين تركيا وهولندا، حاولت أنقرة استغلال جماعة الإخوان الإرهابية في استهداف واقتحام المجتمع الهولندي؛ حيث عملت على استغلال الجماعة الإرهابية في افتتاح مركز السلام الإسلامي الثقافي، ومركز الوسطية الخاص بمفتي الجماعة يوسف القرضاوي، وكذلك المركز الاجتماعي الثقافي في هولندا، والمسجد الأزرق في أمستردام.
كما استغل نظام العدالة والتنمية البرلمانيين الهولنديين سيلكوك أوتورك، وتانهان كوزو، وكلاهما من أصول تركية، في تأسيس حزب «دينك» Denk، بعد انفصالهما عن حزب العمل الهولندي، نوفمبر 2014.
وسعى الحزب إلى الوقوف ضد اعتراف البرلمان بالإبادة الأرمينية، كما يحاول التواصل مع المراكز الإسلامية في الدولة، والتي تخدم أهداف جماعة الإخوان الإرهابية، ونظام حكومة العدالة والتنمية.





