بعد زيارة قائد «أفريكيوم».. دعم أمريكي للصومال للقضاء على الجماعات الإرهابية
الأحد 16/يونيو/2019 - 08:45 م
توماس ولادهاوسر
أحمد عادل
تشارك قوات الجيش الأمريكية مع قوات من الاتحاد الأفريقي المعروفة بـ«أميصوم»، وقوات الأمن الوطني الصومالية، في عمليات ضد إرهاب حركة شباب المجاهدين، والموالين لتنظيم القاعدة، وتنظيم داعش الإرهابي في البلد الذي يعاني العديد من المآسي.
ووفقًا لموقع الصومال الجديد، حملت الزيارة السرية التي قام بها الجنرال توماس ولادهاوسر قائد قوات «أفريكيوم» الأمريكية، إلى العاصمة الصومالية مقديشو، العديد من الدلائل للدولة، إذ التقى خلالها، كلًا من رئيس الوزراء الصومالي حسن علي خيري وقائد الجيش الصومالي، وسفير الولايات المتحدة الأمريكية دونالد يمموتو.
وقال السفير الأمريكي: «إننا نسعي لتقديم الدعم اللازم لأمن واستقرار الصومال، وهو جزء مهم في جهود الولايات المتحدة الأمريكية وتعاونها مع الحكومة الفيدرالية الصومالية والشعب في إعادة استقرار بلادهم»، مضيفًا أن استقرار الصومال والقضاء على التنظيمات الإرهابية هناك - حركة شباب المجاهدين وتنظيم داعش الإرهابي- يعني بالنسبة لنا استقرار منطقة القرن الأفريقي.
وأشار السفير إلى أن جماعات مثل الشباب وداعش تسعى إلى تبديد حلم ومستقبل الشعب الصومالي، لذا فإن توفير بيئة أكثر أمانًا، سيمكن الصومال شعبًا وحكومة من تعزيز الفرص الاقتصادية والإنمائية، في النهوض بالبلاد.
وأوضح "يمموتو" أن القوات الأمريكية تبذل الجهود كبيرة في الصومال، كما أنها ساعدت في احتواء تهديد أمني إقليمي أوسع محتمل من خلال نهج متكامل يشمل الدفاع والدبلوماسية والتنمية.
الدعم الأمريكي للصومال
يختلف الدعم العسكري باختلاف الأحداث التي تشهدها البلاد في كل وقت وحين، فعلى سبيل المثال، قدمت وزارة الدفاع الأمريكية في 28 يونيو عام1988، أسلحة متطورة تقدر قيمتها بمبلغ 1.4 مليون دولار أمريكي للقوات المسلحة الصومالية، بما في ذلك 1200 بندقية إم/16، وأسلحة أخرى تقدر قيمتها بمبلغ 2.8 مليون دولار.
كما كشفت وثائق وسجلات خاصة بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، أن أعلى معدلات هذا الدعم كان في عام 2012 بقيمة 469 مليون دولار أمريكي، وأن عام 2016 شهد حصول الصومال على دعم أمريكي مقداره 274.7 مليون دولار، من بينها 174 مليون دور كانت مخصصة للمعونات الإغاثية والغذائية، و43 مليونًا أخرى تم تخصيصها للعمليات الأمنية، وفي الفترة من 2007 وحتى نهاية العام 2013 تقريبًا، كما أنفقت الحكومة الأمريكية أكثر من 500 مليون دولار لتدريب أكثر من 15000 جندي ضمن قوة الاتحاد الأفريقي، وإمدادها بالعتاد، لفرض النظام وتعزيز قوة الحكومة الوطنية في الصومال، كما أنفقت واشنطن أكثر من 170 مليون دولار لإنشاء جيش وطني في البلاد السوداء.
حركة شباب المجاهدين في مقديشو
في الفترة الماضية كثفت حركة شباب المجاهدين، هجماتها الإرهابية في مقديشو، لتصبح واحدة من أكثر الحركات الإرهابية نشاطا وخطورة في العالم.
واستفادت حركة شباب المجاهدين من حالة الضعف والتراخي التي يعاني منها قوات جيش الصومالي، فخلال الفترة الماضية تمكن مسلحو من الحركة من السيطرة على منطقة من إقليم شبيلي السفلى المجاور للعاصمة مقديشو، وذلك بعد أن انسحبت منها كتيبة من الجيش، والتي تعد هذه المنطقة محورية؛ بسبب مرور الطريق الساحلي منها، وهو الطريق الرابط بين العاصمة مقديشو ومدينة مركا، ولكن تخلي الجيش عنها يكشف عمق الأزمة التي يعاني منها الصومال، كما لقي 4 أشخاص على الأقل مصرعهم، وأصيب 10 آخرون بينهم موظفون حكوميون، في تفجير انتحاري استهدف مديرية ورتانبدا وسط العاصمة الصومالية مقديشو.
وحذر النائب السابق لمدير وكالة المخابرات والأمن القومي الصومالية، عبدالسلام يوسف جوليد، من سيطرة حركة الشباب الإرهابية على العاصمة مقديشو، في ظل المواجهات الدائرة مع القوات الحكومة الصومالية وتنفيذها لعمليات إرهابية داخل العاصمة مقديشو.
ومن جهته، قال محمد عزالدين، الباحث في الشأن الأفريقي: إن «زيارة الجنرال توماس ولادهاوسر، لها مدلول هام وكبير على مستقبل القوات الصومالية في أمن واستقرار البلاد، وعلى مدى قدرة سيطرة حركة شباب المجاهدين على مقديشو».
وأضاف عزالدين، في تصريح لـ«المرجع»، أن حركة شباب المجاهدين تسعى لتحقيق العودة من جديد، واستعادة السيطرة المكانية على العاصمة مقديشو، والتي لا يمر يوم إلا وتشهد مقديشو تفجيرًا انتحاريًّا من قبل مسلحي الحركة، والتي من خلاله تبعث برسائل كثيرة، بعضها داخلي والآخر خارجي، ولكنه قبل كل شيء يؤكد أن مركز الحرب العالمية على الإرهاب قد تحول بالفعل إلى القارة السمراء.
وتابع الباحث في الشأن الأفريقي: «الولايات المتحدة الأمريكية خائفة من تنامي تنظيم داعش الإرهابي وحركة شباب المجاهدين في البلاد، وعن حدوث تعاون مشترك بين التنظيمين الإرهابيين للعبث بأمن البلاد، وعلى الرغم أن هذا الأمر صعب التحقق فإن أمريكا تريد أن تقطع العلاقة قبل أن تكون موجودة في الأساس».





