ad a b
ad ad ad

ميليشيا الحوثي.. ذراع طهران الأبرز في المنطقة

الجمعة 07/يونيو/2019 - 02:49 م
المرجع
علي رجب
طباعة

رأى تقرير أمريكي أن ميليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن، ستكون الذراع العسكرية الأبرز لإيران في أي مواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية، مرجعًا ذلك إلى موقع اليمن الاستراتيجي على خط الملاحة الدولية.


ميليشيا الحوثي..

ونقلت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية عن محللين أمريكيين، رؤيتهم لدور ميليشيا الحوثي في إستراتيجية الحرب الإيرانية ومهامها التي ستوكل إليها من قبل الحرس الثوري في استهداف أعداء إيران.


ويقول مايكل نايتس، الصحفي في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن استخدام إيران للحوثيين كان «خيارًا ذكيًّا»، لأن أي انتقام ربما يحدث سيكون داخل اليمن وليس إيران.


وقد كانت علاقة ميليشيا الحوثي، وإيران محل دراسة ماجستير من قبل الباحث في جامعة «مؤتة» الأردنية، يوسف عادل الحلو، والتى عنونت بـ«أثر علاقة الحوثيين مع إيران على استقرار اليمن خلال الفترة 2011-2014».


وطرحت الدراسة تساؤلًا رئيسيًّا حول علاقة الحوثيين بالنظام السياسي الإيراني، ودور هذه العلاقة في حالة الفوضى التي عاشها اليمن خلال الفترة ما بين عامي 2011-2014.


ويرى الباحث أن التحسن في العلاقة بين الدولتين الإيرانية واليمنية، خلال الفترة ما بين 1994 و2004، ساهم في تمكين الإيرانيين من تكوين كوادر شيعية داخل اليمن، تم نقلهم من العراق، وذلك تحت ذريعة الهروب من الحصار الأممي، كما سعت إيران من خلال محاولة مد نفوذها في اليمن إلى مناهضة الوجود الأمريكي في المنطقة، وذلك ضمن الصراع الدائر فيما بينهما حول النفوذ والهيمنة، إذ تسعى إيران لتحويل اليمن إلى وسيلة لضرب المصالح الأمريكية في الخليج من خلال الحوثيين.


ويشير الباحث إلى أن جماعة الحوثي ليست بالقوية عسكريًّا أو بشريًّا، واستطاعت تكوين قدراتها المحدودة من خلال استغلال ضعف الدولة اليمنية خلال فترة من الفترات، إلا أنها لا تمتلك أي بعد شرعي أو قانوني لهويتها.

 


ميليشيا الحوثي..

ووفقًا لتقرير لمجلس الأمن عن حظر الأسلحة المفروض علي إيران منذ عام 2007، فقد بدأ النظام الإيراني في تسليح الحوثيين، ابتداءً من عام 2009، ويقول التقرير إنه وفي أبريل 2009 نقلت سفينة إيرانية، حقائب مليئة بالأسلحة إلى سفن يمنية في المياه الدولية، ثم نقلت هذه الحفائب إلى مزرعة في اليمن لاستخدامها من قبل الحوثيين. 


وكشف التقرير أيضًا أنه في فبراير 2011، صادرت السلطات اليمنية سفينة صيد إيرانية كانت تنقل 900 صاروخ مضاد للدبابات، ومضاد للهليكوبتر صنعت في إيران للحوثيين.


ثم كانت هناك الواقعة الشهيرة لاعتراض السفينة الإيرانية «جيهان»، في يناير 2013، وبها أكثر من 40 طنًّا من الأسلحة الموجهة للحوثيين، بما في ذلك 20 صاروخًا مضادًا للطائرات، و18 صاروخًا و100 قاذفة كاتيوشا إيرانية الصنع؛ ومواد شديدة الانفجار، وبطاريات صواريخ، وصواريخ «أرض-أرض» وذخائر وأسلحة خفيفة روسية الصنع ومناظير.


كما صاحب تصعيد الحوثيين دعم إيرانيّ لتحركاتهم ضد النظام اليمني بزعامة الرئيس «عبدربه منصور هادي»؛ باجتياحهم صنعاء في 21 سبتمبر 2014، والانقلاب على الحكومة الشرعية.


وفي شهر مارس عام 2015، وجه قائد الحرس الثوري الأسبق محسن رجائي رسالة إلى زعيم الحوثيين، يحثه فيها على الاستمرار في المقاومة ضد عمليات التحالف لإعادة الشرعية في اليمن؛ إذ وعده فيها باستمرار الدعم الإيراني لهم، وفي شهر مايو من العام ذاته اعترف قائد فيلق القدس للحرس الثوري الإيراني «إسماعيل قائاني» رسميًّا بدعم الحوثيين عسكريًّا ولوجستيًّا.


وفى شهر يناير 2016 تم تعيين قائد الشرطة الإيراني السابق اللواء «إسماعيل أحمدي» رئيسًا للجنة دعم الحوثيين، والتي يطلق عليها «لجنة دعم الشعب اليمني»؛ وذلك بهدف الاستمرار في التدخل العسكري الإيراني في الشأن اليمني، وفي شهر مارس من العام نفسه هدد نائب رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية بإرسال قوات إيرانية إلى اليمن لمساعدة الحوثيين.


ميليشيا الحوثي..

أما في عام 2017 اعترف اللواء «محمد علي جعفري» قائد الحرس الثوري آنذاك، بدعم إيران للحوثيين بشكل استشاري ومعنوي، وذلك كاستجابة لطلب من الحوثيين أنفسهم.


من جانبه أكد أسامة الهتيمي، الباحث في الشأن الإيراني، أن إيران لا تدخر جهدًا في دعم ميليشيا الحوثي؛ إلا أن هناك شكلًا آخر من الدعم الإيراني للحوثيين حقق نجاحًا باهرًا حتى اللحظة، بل من المرجح أن يواصل نجاحه، وهذا الشكل يتمثل في الحملة الدعائية والسياسية التي تشنّها طهران وأذرعها الإعلامية في كل مكان، التي تروج فيها لأكاذيب حول الكارثة الإنسانية في اليمن وضرورة وقف العمليات العسكرية للتحالف العربي، والتحايل في نسج الأكاذيب؛ من أجل تصوير تدهور الأوضاع في اليمن وكأنه مسؤولية التحالف والجيش اليمني.


وأوضح الباحث في الشأن الإيراني، فى تصريح لـ«المرجع»، أن ذلك يتم دون الإشارة إلى أن ما يحدث هو رد فعل على انقلاب الحوثيين، وتمردهم ومحاولة لاستعادة الشرعية المسلوبة، ودون النظر إلى أن هؤلاء الذين يشنّون هذه الحملات لم يشيروا من قريب أو بعيد إلى كيفية التعاطي مع هذا الملف في ظل التعنت الحوثي، وعدم التجاوب مع أي مبادرات، وهو بالطبع ما يعني أن يتمدد الحوثيون، وأن يسيطروا على أكبر مساحة ممكنة من اليمن، وهو الأمر الذي يرسخ للمشروع الإيراني.

الكلمات المفتاحية

"