في باكستان.. تكاليف باهظة لمحاربة الإرهاب
الجمعة 07/يونيو/2019 - 01:58 م
أحمد لملوم
نشرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) اليوم الأربعاء تقريرًا عن الحرب على الإرهاب في باكستان والانتهاكات التي وقعت خلال الاشتباكات بين طرفي الصراع في الدولة الآسيوية ذات 198 مليون نسمة، وشهدت البلاد معارك بين القوات الأمنية ومسلحي حركة طالبان، كانت لها تكلفة باهظة، إذ كان البعض يغض البصر عن ضحايا مدنيين يستهدفون أو يقتلون خلال وجودهم في مكان تجري فيه اشتباكات بين الطرفين.
وبدأت الحملة ضد الجماعات المتشددة عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، وقادت الولايات المتحدة هذه الحملة في كلٍ من باكستان وأفغانستان المجاورة ردًا على هذا الهجوم الذي نُفِّذ على أراضيها وقتل فيه الآلاف من الأمريكيين، ويكشف التقرير عن أدلة على حدوث عمليات قتل وتعذيب من جانب الجماعات المتشددة، ويبدأ يقصة تعود أحداثها لعام 2014، عندما قتلت عائلة بالخطأ في محاولة لاستهداف عدنان رشيد، أحد أبرز قادة حركة طالبان الباكستانية بغارة جوية ليلية في منطقة وزيرستان الشمالية الواقعة على مقربة من الحدود الأفغانية.
ويعد رشيد، وهو فني سابق في سلاح الجو الباكستاني، شخصية معروفة وقد كتب رسالة إلى ملالا يوسفزاي، التلميذة والناشطة التي أطلق مسلحو طالبان الرصاص على رأسها في عام 2012، في محاولة لتبرير سبب ما حدث، وسجن في الماضي لاتهامه بمحاولته اغتيال الرئيس السابق برويز مشرف، ونشرت القنوات الإخبارية في 22 يناير عام 2014، تقارير عن أن مخبأ عدنان رشيد كان مستهدفًا قبل ليلتين في منطقة حمزوني.
باكستان والإرهاب
واستطاع الجيش الباكستاني السيطرة على وزيرستان وأجزاء أخرى من المنطقة القبلية الجبلية الشاسعة وإغلاقها منذ الغزو الأمريكي لأفغانستان بعد أحداث 11 سبتمبر، واتضح بعد مرور عام أن الطائرات ضربت هدفًا خطأ، وبدلًا من التخلص منه، قتل الجيش الباكستاني عائلة رجل محلي بعد تفجير منزله.
وقال أحد السكان المحليين من حمزوني لمراسل بي بي سي، ويدعى نذير الله، الذي كان في العشرين من عمره في ذلك الوقت "كانت الساعة 11 مساء، كان الأمر كما لو كان المنزل قد انفجر. استيقظت أنا وزوجتي من نومنا. كانت هناك رائحة بارود قوية في الهواء. هرعنا إلى الباب وخرجنا، لنكتشف أن سقف غرفتنا بأكمله قد انهار بالفعل نتيجة القصف".
كما قتل أربعة من عائلة نذير الله، بينهم فتاة في الثالثة من عمرها. ونجت ابنة أخته سمية، التي قُتلت والدتها.
كانت سمية تبلغ من العمر عامًا واحدًا فقط، وأصيبت بكسر في عظمة الورك، وتم إنقاذ أربعة آخرين من العائلة من تحت الأنقاض، عانوا جميعًا من كسور وإصابات أخرى.
وأجبرت المعارك بين القوات الأمنية وحركة طالبان الباكستانية منذ عام 2002 ما يزيد على خمسة ملايين شخص في شمال غرب باكستان على مغادرة منازلهم بحثًا عن ملجأ، إما في مخيمات اللاجئين أو منازل مستأجرة في المناطق أخرى.
وعندما هاجمت الولايات المتحدة أفغانستان في أكتوبر 2001، عقب هجوم 11 سبتمبر تلاشت، دون قتال، قوات طالبان، التي كانت تؤوي زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن المسؤول عن التخطيط للهجوم ، وكانت باكستان وهي واحدة من ثلاث دول فقط اعترفت بطالبان عندما استولت على السلطة في كابول عام 1996، مهتمة بإبقاء الحركة على قيد الحياة كجزء من جهودها الرامية إلى منع انتشار النفوذ الهندي في أفغانستان.
وبينما كانت باكستان تعتمد على المساعدات العسكرية الأمريكية على مدار عقود، إذ انضم النظام العسكري آنذاك بقيادة برويز مشرف إلى ما سمي بالحرب على الإرهاب، وسمحت باكستان أيضًا لـ«طالبان» بتأسيس ملاذات في المناطق القبلية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي في باكستان، وخاصة في منطقتي وزيرستان الشمالية والجنوبية.
لكن طالبان الأفغانية لم تعبر الحدود بمفردها، وتدفق مسلحون ينتمون إلى نظام معقد مكون من جماعات مختلفة إلى المنطقة القبلية. وكان بعضهم أكثر عدوانية لباكستان، كما بدأ الجهاديون من أصحاب الطموحات العالمية بالتخطيط لهجمات من وزيرستان، الأمر الذي دفع واشنطن إلى مطالبة باكستان ببذل المزيد من الجهود لمواجهة هذه الجماعات.





