لصوص ليبيا.. «الإخوان» سرقوا البنك المركزي وهاجموا الجيش الوطني
في كل مرة يشن فيها الجيش الوطني الليبي عملًا عسكريًّا لدحر الإرهاب المتفشي في ليبيا، تتخذ جماعة الإخوان صفًا مضادًا للجيش، وراحت تشوهه على كل منصة تحت سيطرتها، واصفة تحركه عبر نوافذها الإعلامية بـ«الاعتداء»، وهو بالفعل اعتداء مباشر على مصالح الإخوان الإرهابية في الدولة التي تعج بالميليشيات المسلحة.
حدث ذلك في عملية تحرير الجيش لمدينة درنة، ومن قبلها بنغازي، وأخيرًا عملية طوفان الكرامة لتحرير العاصمة طرابلس من الإرهابيين.
وفي تفسيره لموقف الإخوان العدائي من الجيش، قال المتحدث باسم غرفة عمليات طوفان الكرامة التابعة للجيش، العميد المحجوب، للصحافة: إن الإخوان يعتبرون ليبيا «بيت مال» لهم، ومن ثم يدفعون باتجاه إبقاء سيطرتهم على مفاصل البلاد.
تصريحات المحجوب التي قالها للصحافة تتشابه مع تصريحات اللواء، أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الليبي، الذي قال في أكثر من مرة: إن الإخوان يحشدون الإرهابيين من بؤر التوتر لنقلهم إلى ليبيا؛ من أجل محاربة الجيش.
وتتبنى جماعة الإخوان خطابًا تحريضيًّا ضد الجيش الليبي، واصفة قواته بالميليشيات والكتائب المسلحة، وواصفة الإرهابيين بالمعارضين والأبطال المقاومين.
ويظهر ذلك في موقف عناصره وزياراتهم إلى الخارج، إذ كرر الإخواني التوجه ورئيس مجلس الدولة الليبي، خالد المشري، هجومه على الجيش خلال زياراته في الشهور الأخيرة إلى دول إقليمية وأوروبية.
الموقف نفسه اتخذته أجنحة جماعة الإخوان غير الليبية من تحركات الجيش الليبي، إذ هاجمت حركة النهضة عملية «طوفان الكرامة» في الساعات الأولى من انطلاقها، فيما جددت موقفها عندما قال أحد قادتها صراحة: إن النهضة تدعم الجماعات الموجودة في طرابلس، وترفض أي تحرك للجيش.
الإخوان.. لصوص ليبيا
وتمارس جماعة الإخوان عملية تمكين وتمدد داخل المؤسسات الرسمية الليبية منذ تظاهرات فبراير 2011، إذ حاولت الجماعة منذ ذلك الحين تقديم نفسها كبديل يحظى بالشرعية الدولية لنظام الرئيس الليبي الراحل، معمر القذافي.
وبفعل هذه المحاولات تمكنت الجماعة- بالفعل- من السيطرة على المؤسسات الاقتصادية للدولة، وعلى رأسها المصرف المركزي الليبي.
وتتلقى جماعة الإخوان انتقادات لاذعة بخصوص سياساتها في إدارة المصرف، إذ كشفت معلومات انتشرت في 2014 عن تورط إدارة البنك الجديدة في صرف مبلغ 55 مليار دينار ليبي في نهاية سبتمبر الماضي، من خلال 30 بندا، وفى ثلاثين يوما فقط.
وفي تفسيره وصف المصرفي الليبي، محمد الشنطة، العملية بـ«سطو على المصرف المركزي، ووضع يد على مقدرات الدولة».
وبخلاف المصرف الليبي، فثمة مؤسسات مالية أخرى تسيطر عليها الجماعة، مثل اللجنة التي تُعنى بمراجعة العمليات المصرفية، والتأكد من مطابقتها للشريعة الإسلامية، ويترأسها نائب المفتي المعزول حمزة أبوفارس.
ويتولى عضوية الهيئة المركزية للرقابة الشرعية بالمصرف المركزي، أسامة محمد الصلابي، الذي يتنقل بين تركيا وقطر ومدن غرب ليبيا ويُعرف بانتمائه للإخوان المسلمين والجماعة المقاتلة.
وهو شقيق إسماعيل المطلوب قضائيًّا في ليبيا، ومدرج على قوائم الإرهاب في مصر والسعودية والإمارات والبحرين، كما أنه شقيق علي الصلابي المقيم في قطر، والمدرج على قوائم الإرهاب العربية أيضًا.
تمكين مالي وتحركات مريبة
ويتفق الباحث الليبي، محمد الزبيدي، مع تصريحات المحجوب بخصوص تعامل الإخوان مع ليبيا كبيت مال، قائلًا لـ«المرجع»: إن أموال ليبيا تُسرق جهارًا نهارًا من قبل الإخوان، ودفعاهم عن وجودهم فيها سببه الخوف على مصدر التمويل.
وعدد الزبيدي مصادر التمويل التي يعتمدها الإخوان في توفير المال بعدما فشلوا في مصر، مشيرًا إلى أن ليبيا تعد أهم هذه المصادر.
ولفت إلى أن الجماعة لا تهتم بفرعها في ليبيا لوزنه أو لتأثيره أو حتى تعمقه في المجتمع الليبي، معتبرًا أن مصدر أهميته كونه الممول.
وطوال السنوات الثمانية منذ انطلاق ما يُعرف بـ«الربيع العربي» وتشهد ليبيا توترات، أعقبها سيطرة الإسلاميين على مفاصل الدولة، وهو ما يفسر سيطرتهم اليوم على طرابلس.





