«موت وخراب».. خسائر إنهاء الوجود الداعشي في سوريا والعراق
السبت 01/يونيو/2019 - 02:37 م
شيماء حفظي
كلفت الحرب على تنظيم داعش الإرهابي، البلاد التي استوطنها، خسائر كبيرة، ما بين دمار البنية التحتية، وانهيار الخدمات، بالإضافة إلى سقوط ضحايا مدنيين.
وفي سوريا والعراق بالتحديد، أصاب الدمار الشامل البيئة الحياتية في المناطق المحررة؛ ما يجعل عودة الخدمات الصحية والسكانية والإدارية إلى تلك المناطق هدفًا صعب التحقق في المدى المنظور، وهو ما يعني استمرار تراجع النشاط الاقتصادي لتلك المناطق، بما ينال سلبًا من قدرة الحكومة على تلبية الاحتياجات المعيشية لمن بقي من سكانها فيها، أو لمن سيعودون إليها من النازحين.
ووفقًا لدراسة لمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية، فإنه من بين الإشكاليات التي تواجه البلدات المحررة من داعش، رفض العديد من السكان الرجوع إلى ديارهم، تخوفًا من وجود جيوب للتنظيم بإمكانها العودة لمزاولة نشاطها من جديد، في ظلِّ عدم فرض الدولة لسطوتها الأمنية في معظم تلك المناطق حتى الآن.
كما تغطي حالة من الغموض عملية إعادة إعمار المناطق المحررة، فهي عملية معقدة في وقت تتهم الجهات المانحة للدعم المادي بعدم اتخاذ خطوات جادة للمساهمة في جهود إعادة الإعمار طالما لم يتضح المسار الحكومي بشأن فرض الأمن والاستقرار في المناطق المستعادة من داعش، في وقت لا تعد فيه مشروعات إعادة تأهيل البنية التحتية التي يقوم بها كل من صندوق النقد الدولي والأمم المتحدة في محافظة الأنبار كافية لمعالجة حجم الدمار الشامل التي تعرضت له المدينة.
وبخلاف الخسائر المادية التي تعرضت لها تلك الدول، فإن حملة القضاء على التنظيم، أودت بحياة آلاف المدنيين، وهي تقارير لم تكن مؤكدة حتى اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية بهذا، إذ قال التحالف الدولي بقيادة واشنطن، نهاية مايو، إن أكثر من 1300 مدني قُتلوا «من دون قصد» في غارات شنها في سوريا والعراق منذ بدء عملياته؛ للقضاء على تنظيم داعش في العام 2014.
وأضاف التحالف الدولي في بيانه أنه شن 34,502 غارة بين أغسطس عام 2014، ونهاية أبريل العام الجاري، وقال إنه خلال هذه الفترة واستنادًا إلى المعلومات المتاحة، أجرت قوة المهام المشتركة تقييمًا، ومن المرجّح، أنَّ ما لا يقل عن 1302 مدني قتلوا دون قصد؛ نتيجة لغارات التحالف.
وأوضح التحالف أنه لا يزال هناك 111 تقريرًا حول مقتل مدنيين يتم النظر فيها، فيما تقدر منظمات حقوقية أعداد القتلى المدنيين جراء غارات التحالف الدولي بأكثر مما يقر به.
وأشار التحالف الدولي في بيانه، إلى سبعة تقارير وصفها بـ«غير الموثوقة» حول مقتل مدنيين في غارات شنها على الباغوز شرقي سوريا بين 11 و24 مارس الماضي.
وجدد التحالف الدولي تأكيده الاستمرار في العمل لحرمان داعش من السيطرة على أي رقعة جغرافية، وأي نفوذ في المنطقة، وحرمانه أيضًا من الموارد التي يحتاجها في محاولته للظهور من جديد.
ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن أكثر من 3800 مدني بينهم نحو ألف طفل قُتلوا في غارات للتحالف الدولي في سوريا فقط.
ويؤكد التحالف الدولي من جهته أنه يتخذ الإجراءات اللازمة للتقليل من المخاطر على حياة المدنيين.
وبدأ التحالف- الذي ضم أكثر من 70 دولة- عملياته العسكرية ضد التنظيم المتطرف في العراق ثم سوريا في صيف العام 2014.





