«محمد جليل».. «أفغاني» يكشف الوجه القبيح لنظام الملالي داخل سوريا
الأربعاء 29/مايو/2019 - 12:40 م

أحمد سلطان
كان محمد جليل دانست أحد العمال الأفغان من طائفة الهزرة، الذين تسللوا إلى إيران بحثًا عن مستقبل أفضل، بعد سلسلة الصراعات التي عاشتها بلاده، لكن واقعه الجديد كان أسوأ مما توقع، وتمنى «جليل» أن يكمل تعليمه، لكنه تخلى عن هذا الحلم في إيران، التي اضطر فيها للعمل في وظائف شاقة داخل قطاع البناء، وغيرها من الأعمال التي رأها مهينة.
لم يكن أمام الشاب الأفغاني أي مهرب من الواقع الجديد، بعد أن هدده الإيرانيون بـ«السحق» إذا أقدم على الاعتراض على أي شيء داخل بلادهم، لكنهم عادوا بعد فترة ليخبروه أنه بإمكانه أن يكمل تعليمه، ويحصل على راتبٍ جيدٍ، كما سيكون بإمكانه الحصول على وثائق إقامة قانونية داخل البلاد، مقابل خدمات بسيطة.
وكانت تلك الخدمات هي التحاقه بلواء الفاطميون الشيعي المدعوم من الحرس الثوري، وانضمامه للقتال داخل سوريا.

وافق الشاب الأفغاني على هذا العرض، الذي اعتبره بمثابة طوق نجاة من الإذلال والامتهان الذي تعرض له خلال عمله بصورة غير رسمية في إيران، وأرسل للقتال داخل الجبهات الخطرة في سوريا، أواخر 2017، كغيره من أبناء طائفة الهزرة الشيعية.

وبحسب تقديرات معهد دراسات الشرق الأوسط، فإن هناك 10: 20 ألف مقاتل من الهزرة، انضموا للقتال في سوريا منذ اندلاع الصراع في البلاد، قتل منهم نحو 2000 عنصر، وأصيب حوالي 800 آخرون.
وضع لواء فاطميون في الجبهات الأكثر خطورة داخل سوريا، في مواجهة قوات تنظيم داعش، وغيره من الجماعات الإرهابية المسلحة، بالرغم من عدم حصول «مقاتلو الهزرة» على تدريب أو حماية كافية.
عملت إيران على تصوير لواء فاطميون باعتباره حامي المزارات المقدسة داخل سوريا، والمحارب في سبيل آل البيت، من وجهة النظر الشيعية، كما أطلقت أسماء قتلى اللواء على عدد من الشوارع، لكنها لم تسلط الضوء على جرائم "الهزرة" ضد العرب في سوريا.
أحضر الحرس الثوري المقاتلين الهزرة من المناطق المحيطة، بقم ومشهد وطهران، وأرسلوهم إلى سوريا، كما شارك حزب الله بقواته الخاصة في المعارك هناك، وتولى نظام الملالي التمويل والتسليح والنقل.
يرى محمد جليل، الذي فر من القتال لاحقًا وانتقل إلى أوروبا، أن مقاتلي الهزرة مجرد مرتزقة جلبوا للحرب مقابل المال، بينما استغلت إيران الدوافع الطائفية لحثهم على القتال ضد العرب في سوريا، معتمدةً على عدد اجتزاء الآيات القرأنية من سياقها، وترويج الأكاذيب.
ويعتبر المقاتل السابق في صفوف الحرس الثوري أن إيران استغلت أحوال شيعة الهزرة، داخل «دولة الملالي»، وأرسلتهم للقتال بعيدًا عن منازلهم في سوريا؛ حيث حاصروا حلب، وقاتلوا في حماة، وخاضوا المعارك في إدلب.
بعد فترة شعر محمد بالندم على ما اقترفه، فقرر الفرار برفقة أسرته إلى أوروبا؛ لأنه أراد أن تنشأ ابنته في مكان لطيف يقدر الجمال، ولا تضطر للعيش في وسط الإيرانيين الذين سيجبرونها على التخفي خلف رداء أسود، وصل المقاتل السابق بالفعل إلى أوروبا، وقرر نشر قصته ليفضح أفعال نظام الملالي، ومن ثم اختفى عن الأنظار.