طاچـيكستان.. ملعب إرهابي جديد لداعش وإيران والإخوان
قبيل أيام قليلة أعلنت السلطات في طاچيكستان، تصفية 32 شخصًا بينهم 24 عنصرًا من أعضاء تنظيم «داعش» أثناء الفوضى التي عمت سجنًا قريبًا من العاصمة دوشانبي الواقعة في آسيا الوسطى.
أطفال داعش
وفي 2 مايو الجاري، سلمت الحكومة العراقية 84 طفلًا من أبناء عناصر داعش الإرهابي إلى طاجيكستان. وقالت وزارة خارجية طاجيكستان بموقعها على الإنترنت، إن 84 طفلًا جميعهم من طاجيكستان أجبروا على الانضمام إلى جماعات مسلحة بعد تجنيد أهاليهم. وأضافت، أن الأطفال أعيدوا في رحلة خاصة من بغداد إلى العاصمة الطاجكستانية «دوشانبي» .
الطاجيك في الحرب السورية
وتعد طاجيكستان من دول آسيا الوسطي
التي انخرط عدد من مواطنيها المتشددين في القتال السوري، حيث انضم عدد منهم إلى تنظيم
داعش الارهابي وأخرون الى الجماعات المسلحة.
وفي يوليو 2015 أعلن المدعي العام في طاجكستان يوسف أحمد زودا، أن أكثر
من 400 طاجيكي تتراوح أعمار أغلبهم بين 18 و35 سنة يقاتلون إلى جانب تنظيم «داعش» في
سوريا والعراق، مؤكدًا مقتل نحو 60 «إرهابيًّا»هناك.
وأوضح أحمد زودا وفقًا لما نقله عنه المكتب الصحفي لهيئة الادعاء العام في طاجكستان إن «نحو 40 شخصًا ذهبوا إلى سوريا والعراق مع أسرهم للانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي»، داعيًا السلطات المحلية «للتصدي بفعالية لأي مظهر من مظاهر التطرف والقيام بأعمال توعية بين الشباب وشرح مدى خطر هذا التنظيم الإرهابي».
وبحسب دراسة حديثة للمركز الدولي للعنف السياسي وأبحاث الإرهاب، فإن مئات
المتطرفين الأوزباك تدفقوا من دول شرق آسيا والقوقاز باتجاه العراق وسوريا.
وحدات مستقلة
وبررت الدراسة اتجاه تنظيم داعش من الشرق الأوسط إلى مجموعة دول «كازاخستان
وأوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان وقرغيزستان»، بسبب التضييق عليه من خلال الهجمات
التي يقودها التحالف الدولي ضده في المناطق التي اعتاد أن يستقطب منها مقاتليه.
وتقول الدراسة: «إن المقاتلين المنضمين إلى «داعش» في سوريا والعراق من بلاد الطاجيك، لم يكتفوا فقط بالقتال في صفوف التنظيم، لكنهم شكلوا وحدات مستقلة مثل كتيبتي «التوحيد والجهاد، والإمام البخاري»، وتولوا مناصب قيادية في عدد من الكتائب التابعة للتنظيم هناك مثل «جبهة النصرة».
وتعد ما تسمى «كتيبة الإمام البخاري»، الأبرز بين وحدات آسيا الوسطى المقاتلة
في سوريا والعراق؛ حيث أسست من قبل الأوزبك في سوريا أواخر عام 2013، و«كتيبة التوحيد
والجهاد»، فهي أحد التنظيمات الموالية لـ«القاعدة» من آسيا الوسطى، وأُنشئت في ديسمبر
2014.
وكذلك حذّر مركز «ستراتفور» الأمريكي، من تركيز داعش على طاجكستان، أكثر
من غيرها من جمهوريات وسط آسيا السوفييتية السابقة، مضيفًا أنّ عددًا كبيرًا من الداعشيين
الأجانب، الذين يحاربون القوات الأمريكية الحليفة للقوات الأفغانية في أفغانستان، هم
من طاجكستان .
الإخوان وإيران
ويشكل حزب النهضة الإسلامي - الذراع السياسية لجماعة الاخوان في طاجكستان-المنبع الأول للتشدد في طاجكستان وخاضت حربًا ضد الدولة الطاجيكية في تسعينيات القرن الماضي.
في 1973، أسس «عبدالله نوري» حزب النهضة في طاجيكستان، على أفكار وأهداف
ومبادئ تنظيم جماعة الإخوان، مستوحيًا منهجه من كتب حسن البنَّا (مؤسس الجماعة
1928)، وسيد قطب (مفكر ومُنَظِّر الجماعة)، وتولى «نوري» قيادة الحزب طوال سنوات عمله
السري منذ عام 1973 أي منذ نشأته، وبعد وفاة مؤسس الحزب 2006، خلفه «محيي الدين كبيري»
الذي مازال يتزعم رئاسة النهضة حتى الآن.
وتتهم السلطات الطاجيكية أعضاء حزب النهضة الإخواني، بالوقوف وراء تسفير العديد
من الشباب الطاجيكي للقتال ضمن الجماعات الإرهابية،
وكذلك السفر إلى إيران لتلقي التدريبات في معكسرات الحرس الثوري الإيراني.
وقال أنور طورايوف، عضو المجلس الاجتماعي والقانون لمحافظة «صغد» بجمهورية
طاجيكستان: إن أعضاء حزب النهضة، يحاولون استهداف الاقتصاد الطاجيكي، من خلال استهداف
مؤسسات الكهرباء والقطاع السياحي، وكذلك زعزعة الأمن وإرباك المشهد السياسي.
إخوان داعش
وقال «طورايوف» في تصريحات صحفية: إن حزب النهضة حاول استهداف القطاع السياحي،
عبر محاولة إرهاب السياح الأجانب بمدينة «دنغره»، بعناصر تحمل علم «داعش»، مؤكدًا أن
التحقيقات الأولية في القضية كشفت بعد اعتقال عبدالصمودوف - قائد المجموعة و14 آخرين
أنهم جميعًا من أعضاء حزب النهضة الإرهابي رغم تبني تنظيم «داعش» للعملية الإرهابية،
وهو ما يؤكد علاقة التنظيم بـالإخوان.
وفي حوار سابق لـ«المرجع» أكد الشيخ سعيد مكرم عبدالقادر زاده، مفتي ورئيس
هيئة كبار العلماء في طاجيكستان، إن جماعة «حزب النهضة»، تعد أداة إيرانية ساعية إلى
زعزعة استقرار طاجيكستان.
وأضاف «زاده» أن حزب النهضة يُشكل امتدادًا لفكر الإخوان، وتلك الجماعة
كانت أولَّ من دعم «ثورة الخميني» في إيران، وهناك تعاون وثيق بينهم بشكل مُعلن في
بعض الأمور، وسِرِّي في البعض الآخر، وحزب النهضة يُمثل صورة من صور تعاون الإخوان
والنظام الإيراني.





