ad a b
ad ad ad

مهمة مستحيلة.. المصالحة المجتمعية بالعراق في مواجهة موروث «داعش»

الجمعة 24/مايو/2019 - 10:24 م
المرجع
محمد شعت
طباعة

تسببت الأزمات التي واجهها الشارع العراقي، خاصة بعد هيمنة الميليشيات على الكثير من المناطق لمدة سنوات، في تصاعد الأزمات والمشاكل المجتمعية خلال الفترة الأخيرة، بسبب الأفكار والعادات التي خلفتها هذه الميليشيات.



مهمة مستحيلة.. المصالحة

مصالحة مجتمعية

تعددت الدعوات خلال الآونة الأخيرة؛ لإجراء مصالحة مجتمعية في محافظات النزاع العشائرية والمناطقية؛ خاصة التي كانت تقع تحت هيمنة الميليشيات؛ حيث دعا رئيس البرلمان العراقيّ محمّد الحلبوسي إلى مصالحة مجتمعيّة في محافظات صلاح الدين، لحسم النزاعات العشائريّة والمناطقيّة التي نجمت عن انقسام العشائر والمناطق حول الموقف من تنظيم «داعش»، الذي اجتاح المناطق الغربيّة من العراق في عام 2014.


وتأتي هذه الدعوات في ظل الانقسام الذي عاشته القبائل بسبب تنظيم داعش فبينما قاتلته عشائر، احتضنته أخرى ووفّرت له الدعم، وانخرط أفرادها في صفوفه، الأمر الذي ولّد انقسامًا قبليًّا واجتماعيًّا، نتجت عنه أعمال ثأر وقتل متبادل.


وتحدّثت تقارير عن حملات ضدّ عوائل التنظيم نفّذها الحشدان الشعبي والعشائري؛ حيث قاما بطردها من بيوتها، وانطلقت حملات في جنوب محافظة نينوى لترحيل عائلات عناصر تنظيم «داعش»، عقب أعمال العنف التي طالت المدنيّين بعد هجوم «داعش» على مسؤول في الحشد العشائريّ وعائلته.

ورأى مراقبون أن الحاجة إلى مصالحة مجتمعيّة تبلغ ذروتها، ليس في المجتمع السنّيّ فحسب بل بين الشيعة والسنّة، فمنذ نحو أكثر من 3 أعوام، اختفى أكثر من 900 مدنيّ من مناطقهم السنّيّة التي كان يحتلّها التنظيم ولا يعرف مصيرهم، وإذا هم أحياء أو أموات، فيما تتّجه الاتّهامات إلى فصائل في الحشد الشعبيّ الشيعيّ.

مهمة مستحيلة.. المصالحة

 مهمة مستحيلة


المحلل العراقي، زياد الشيخلي، قال في تصريح خاص لـ«المرجع»، بكل أسف أقولها إن في العراق ما بعد ٢٠٠٣ لا يمكن تطبيق ما يسمى بالمصالحة المجتمعية، التي سبقتها أيضًا الكثير من الدعوات للمصالحة الوطنية وكذلك السياسية، ولأسباب كثيرة منها السياسية والاجتماعية والمناطقية وغيرها الكثير؛ حيث إن الآن المواطن العراقي عامة وليس فقط السني منقسم ما بين تخندق حزبي أو تخندق مناطقي أو تخندق طائفي وهذا أيضًا منقسم حسب الأجندات والمصالح فالجميع يسير تحت نفس الصورة المرسومة لعراق ما بعد ٢٠٠٣.


وأشار الشيخلي إلى أن هذه الدعوات من أجل الاستحواذ على قيادة هذه الشريحة، التي انقسمت وتشرذمت تحت عدة مسميات وتصنيفات لذلك تجد أن الكثير من السياسيين السنة يحاولون جاهدين لملمة وجمع هذه الطائفة تحت قيادة موحدة، إلا أن هناك أطرافًا كثيرة تحاول محاربة مثل هكذا دعوات لأنها ليست في مصلحتهم أن تكون هناك قيادة قوية وموحدة لأبناء السنة لاسيما أن هذه الطائفة تختلف عن الطوائف الأخرى التي تأخذ من الدين القائد الأوحد لها.


وأوضح المحلل العراقي، أن كل هذه الأسباب أدت إلى أن أبناء الطائفة السنية يندرجون تحت أكثر من قيادة فمنهم الدينية، التي تختلف من منطقة إلى أخرى ما بين سلفي وإخوان وبين من ينتمي إلى مدرسة القيادة السياسية ومن ينتمي إلى القيادة العسكرية، لذلك من الصعب أن يستطيع أي سياسي عراقي سني جمع كل هؤلاء تحت قيادة موحدة.

مهمة مستحيلة.. المصالحة

عداوات العشائر


المحلل السياسي العراقي أنمار الدروبي، قال في تصريح خاص لـ«المرجع»: إنه فيما يخص المصالحة المجتمعية من قبل بعض القبائل السنية فهذا موضوع ليس بالجديد، فالقضية كانت قد أثيرت مرارًا وتكرارًا سابقًا، ولم تنجح لأسباب عدة أبرزها وأخطرها تولد عداوات بين العشائر السنية مع بعضها بعد دخول تنظيم داعش الإرهابي إلى المحافظات السنية.


وأوضح الدروبي، أنه يجب أولًا تصفية الحسابات والأجواء بين عشائر هذه المحافظات، مُشددًا الدروبي على أن الشيء الآخر والمهم لكي تعقد مصالحة مجتمعية ناجحة يجب أن توفر الدولة الحلول السياسية قبل الأمنية في معالجة القضايا الخطيرة في المحافظات السنية وفي مقدمتها إطلاق سراح المعتقلين من الشباب والرجال بل وحتى النساء من المكون السني الذين اختطفتهم الميليشيات الشيعية ما تسمى بالحشد الشعبي أيام المعركة ضد داعش.

"