بيت الإرهاب.. أنقرة تفتح ذراعيها للدواعش العائدين


وتسعى تركيا لتسلم أطفال الأتراك الذين انضموا لتنظيم «داعش» الإرهابي قبيل عيد الفطر، وذلك ضمن خطة استعادة المقاتلين الأجانب بين صفوف التنظيم المحتجزين في سوريا والعراق.
وقال السفير التركي في بغداد فاتح يلدز، إن بلاده تهدف إلى تسلم أكبر عدد من هؤلاء الأطفال الذين انضم والديهم إلى التنظيم الإرهابي، قبل عيد الفطر، مشيرًا إلى وجود اتفاق مع العراق بهذا الخصوص، وأنه أبلغ بغداد برغبة تركيا في استعادة جميع أطفال الأسر الداعشية في العراق، وكذلك السيدات.
وأضاف يلدز، أنه يمكن إحضار الأطفال قبل العيد في حال جرت الأمور بسرعة في العراق، وتم تحديد أماكن أسر وأقارب هؤلاء الأطفال داخل تركيا.
وتابع: «هدفنا هو جمع الأطفال بأسرِهم وأقاربهم، بإشراف وزارة شؤون الأسرة والعمل والخدمات الاجتماعية التركية، لأن جميعهم لديهم أهالي وأقارب في الحقيقة».
وفيما يتعلق بالسيدات، قال يلدز إنه سيتم اتباع مسار مختلف عن الأطفال نظرًا لاختلاف الإجراءات القانونية، مضيفًا أنه «من الصعب الحديث عن نفس الأمر بالنسبة للسيدات، لأن عليهن أحكامًا بالسجن، وأصول التسليم الخاصة بالمتهمين، مختلفة في حالة المتهمين بالإرهاب».
ويعيش هؤلاء الأطفال في ظلّ ظروف صعبة، محرومين فيها من التعليم أو الخدمات الأساسية، واحتجز معظم هؤلاء الأطفال مع أمهاتهم، بينما كثير من آبائهم إما معتقلون أو مفقودون أو قُتلوا.
وتقول منظمة هيومان رايتس ووتش إن غالبية هؤلاء الأطفال لم توجه إليهم أي تهم.
ويأتي قرار تركيا في وقت ترفض فيه معظم الدول التي ينتمون إليها الدعوات لاستردادهم. ويري مسؤولون أن الأطفال الذين عانوا ظروفًا كهذه قد يشكلون تهديدًا أمنيًّا، أو لا يمكن التأكد من جنسياتهم، فيما تحذر الأمم المتحدة من خطر أن يصبح هؤلاء الأطفال من دون جنسية، على الرغم من أن بعضهم يمتلك جنسيات دول أو يمكنهم المطالبة بذلك.
ودعت المنظمة الدولية إلى ترحيل جميع الأطفال ممن هم دون سن الـ 18 فورًا، وتطوير برنامج مختص بحماية الأطفال لضمان دمجهم بشكل كامل في بلدانهم الأصلية.

ومع إعلان التحالف الدولي للقضاء على «داعش»، فوزه على التنظيم والقضاء على آخر معاقله بسوريا، وأجبرت القوات التنظيم على الانسحاب من معظم المناطق التي كان يسيطر عليها في أعقاب خمس سنوات من المعارك الدموية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيرس، لمجلس الأمن الدولي في فبراير 2018 إن التنظيم ما زال يضم في صفوفه ما بين 14 إلى 18 ألف مقاتل في سوريا والعراق، من بينهم نحو ثلاثة آلاف أجنبي.
وبحسب ما نقلته «بي بي سي»، في فبراير الماضي، فقد لاذ مقاتلون أجانب بالفرار من القتال الدائر حول قرية الباغوز لتعتقلهم قوات سوريا الديمقراطية.
وقال باحثون في المركز الدولي لدراسات التطرف، إن ما لا يقل عن 7366 من المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم قد عادوا أدراجهم إلى بلادهم، بينهم 256 امرأة وقرابة 1180 طفلًا.
وحتى يونيو 2018، عاد 3906 مقاتلين أجانب من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى بلادهم، و 1765 إلى أوروبا الغربية، و784 إلى أوروبا الشرقية، و338 إلى آسيا الوسطى، و308 إلى جنوب شرقي آسيا، و156 إلى جنوبي آسيا، و97 إلى الأمريكتين وأستراليا ونيوزلاندا، و12 مقاتلًا إلى جنوب الصحراء الكبرى، بحسب بي بي سي.
وحسب تقرير المركز، فقد تأكدت عودة امرأتين وأربعة أطفال فقط من بين 425 شخصًا من هؤلاء عادوا إلى المملكة المتحدة، بحسب تقرير المركز.
وقد عبرت الأمم المتحدة عن خشيتها من أن ينشط هؤلاء العائدون مجددًا بعد إطلاق سراحهم. وقالت إن النساء المتطرفات والأطفال الذين تعرضوا للصدمة قد يشكلون خطرًا أيضًا.