ad a b
ad ad ad

على خلفية «الثأر للشام».. كم مقاتلًا بقي لدى «داعش»؟

الثلاثاء 21/مايو/2019 - 03:25 م
المرجع
أحمد سلطان
طباعة
بالرغم من إعلان التحالف الدولي القضاء على خلافة داعش المزعومة بعد السيطرة على آخر جيوب التنظيم في قرية الباغوز فوقاني السورية، فإنه لم يصدر حتى الآن تقديرٌ صحيح لعدد المقاتلين الباقين في داعش.

لكن في عام 2014 أعلنت وكالة الاستخبارات المركزية «CIA» أن إجمالي عدد مقاتلي داعش بلغ 31 ألف مقاتل، وفي عام 2017 أعلن الجنرال ريموند توماس قائد القوات الخاصة الأمريكية أن قوات التحالف الدولي قتلت ما بين 60 : 70 ألف داعشي.
على خلفية «الثأر
الثأر لـ«الشام»

عقب الهزيمة التي تكبدها التنظيم في «الباغوز»، نفذ التنظيم سلسلة من الهجمات الإرهابية في عدد من الدول تحت مسمى «غزوة الثأر لولاية الشام»، وبلغت عدد الهجمات الإرهابية التي نفذها التنظيم في أسبوع واحد 105 عمليات إرهابية 40 منها في العراق، و32 داخل سوريا وبالتحديد في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وعمليتين داخل ليبيا، وذلك بحسب إحصاء نشرته صحيفة النبأ الداعشية في عددها الصادر قبل أسبوعين «177».

تكشف الهجمات الإرهابية الكبيرة عن وجود شبكات كاملة من خلايا داعش الأمنية والعسكرية لم يجرَ تفكيكها بعد، بالرغم من الإعلان على القضاء على «صرح خلافة داعش».

وقالت صحيفة «النبأ» تعليقًا على تلك العمليات الإرهابية: إن موجة الرعب الجديدة التي سيشهدها العالم ستدفع محاربي التنظيم إلى الندم على طرد التنظيم من معاقله، خاصةً وأن خلايا التنظيم أصبحت حرة الحركة، تنتقي أهدافها وتستهدف أعدائها في أي وقت.

وفي وقت سابق، أكد المتحدث باسم التنظيم أبوالحسن المهاجر في كلمته التي بثها قبل أيام من سيطرة قوات «قسد» على الباغوز أن التنظيم مازال لديه آلاف المقاتلين معتبرًا أنهم «حراس الخلافة وبناة مجدها».

وأوضح «المهاجر» أن إجمالي عدد العناصر الذين كانوا داخل داعش قبل السيطرة على مدينة الموصل في 2014 لم يتجاوزوا «بضع مئات»، واصفًا العناصر الداعشية، اليوم، بأنهم «ألوف في أثرها ألوف».


على خلفية «الثأر
مستمر في التجنيد

في كلمته السابقة، التي بثها في الصيف الماضي، أعلن المتحدث باسم داعش أن التنظيم مستمر في عملية تجنيد عناصر جديدة، قائلًا: «عن أي نصر تتحدث أمريكا، ومازال أبناء التوحيد يتوافدون على بيعة الخلافة، من شتى أنحاء الأرض».

ويؤكد ما يسمى بـ«الجهاز الأمني لهيئة تحرير الشام» أنه فكك عددًا من الخلايا الأمنية الداعشية، المسؤولة عن تجنيد وإرسال الأفراد للتنظيم الإرهابي، انطلاقًا من الشمال السوري الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة.

ونشرت «تحرير الشام» عددا من الإصدارات التي تتضمن اعترافات الخلايا الداعشية، والتي ضمت سوريين وعراقيين إضافة لإرهابيين من جنسيات أخرى.

ووفقًا لمقال كتبه كايل ريمفير في صحيفة «militarytimes» فإن الاستخبارات المركزية الأمريكية في 2014، قدرت أعداد مقاتلي داعش بـ31500 بينما قدر قائد القوات الخاصة الأمريكية أعدادهم في 2017 بحوالي 70 ألف مقاتل، موضحًا أن ذلك يضعنا أمام احتمالين أولهما أن تقديرات الاستخبارات الأمريكية كانت قليلة، أو أن شبكة مقاتلي داعش قد توسعت بشكل كبير خلال تلك السنوات الثلاث.

بينما كشفت دراسة أعدها المركز الدولي لدراسة التطرف العنيف، عن دور «نساء داعش» أو ما يسمى بـ«عرائس الخلافة» أن التنظيم الإرهابي واصل عمليات التجنيد، مستغلًا شبكات من الرجال والنساء العاملين داخل التنظيم.

وألمحت الدراسة إلى أن داعش، أسس 4 كتائب نسائية تحت إمرة قيادات «تونسية، وقوقازية، وعراقية، وسورية» وأن تلك الكتائب شاركت في ما يسمى بالعمليات الأمنية، سواء لتجنيد عناصر جديدة، أو استدراج عناصر مطلوبة لدى تنظيم داعش.


على خلفية «الثأر
التحالف: تقارير «العزم الصلب» غير دقيقة 

أصدرت قوة العمليات المشتركة للتحالف الدولي المعروفة باسم «العزم الصلب»، تقديرًا جديدًا لعدد مقاتلي داعش، في منتصف العام الماضي، مدعيةً أن عددهم وقتها تراوح ما بين 28600 و 31600، لكن في وقت لاحق، اعتبر مسؤولون داخل التحالف نفسه أن تلك التقديرات «قليلة الدقة» بحسب التقرير النهائي للمفتش العام لوزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» في 2018.

كما أثبتت معارك السيطرة على جيب داعش الأخير في «الباغوز» خلال مارس الماضي، عدم دقة تقديرات التحالف، وهو القوة الدولية الأكبر لمحاربة التنظيم، الذي زعم أن إجمالي عدد المقاتلين داخل الباغوز لن يزيد عن 2000 مقاتل، بينما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية أن 29 ألف من مقاتلي داعش وعائلاتهم، استسلموا وأن 1300 داعشي آخرين قتلوا أو أصيبوا، كما استسلم في ذات التوقيت 37 ألف مدني آخرين.

من جانبه اعتبر توماس جوسلين، كبير المراقبين للحركات الإرهابية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، في حديث لـ«militarytimes» أن تقديرات الولايات المتحدة الأمريكية لقوات داعش «سيئة للغاية»، مضيفًا أن أرقام المقاتلين كانت قليلة للغاية مقارنة بالعمليات التي شنوها والأراضي التي سيطروا عليها، سابقًا، وأنه لا يثق في أي تقديرات لأعداد المقاتلين المنتمين للجماعات الإرهابية.

ويقول كايل ريمفير، الذي خدم سابقًا في القوات الخاصة الأمريكية، إن الاستخبارات العسكرية تعتمد على طريقة حساب عدد المقاتلين الذي يمكن أن تستوعبه الأرض الذي يسيطر عليها داعش.

ويعترض مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية بمعهد واشنطن، مايكل إيزنتشات، على الطريقة التي استخدمتها الاستخبارات العسكرية خلال فترة الحرب على داعش، معتبرًا أن وجود التنظيم داخل المدن الحضرية يزيد من تعقيد الأمر.

ورجح «إيزنتشات» أن تكون المعلومات التي قدرت أعداد داعش تم جمعها بواسطة الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار «الدرونز» وطائرات الاستطلاع، موضحًا أن تلك الطرق لن تكون ذات فائدة كبرى لرصد الأنفاق والملاجئ التي أنشأها التنظيم تحت الأرض.

وتابع: ظاهرة «حرب الأنفاق» جديدة علينا كليًّا، ولم نتعامل معها لفترة طويلة ولا يمكننا معرفة العدد الحقيقي للمقاتلين داخلها.


على خلفية «الثأر
سامح عيد: التنظيم قادر على التجنيد وأعداده تقترب من الـ«80 ألف»


من جانبه قال سامح عيد الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية: إنه من الصعب حصر أعداد التنظيم بدقة، مضيفًا أن التنظيم خاض حربًا على الأرض لحوالي 4 سنوات، وكان يسيطر على نصف العراق ونصف سوريا، تقريبًا، واستغل قدرته على التجنيد في تلك الفترة.

وأشار «عيد» في تصريح لـ«المرجع» إلى أن هناك تقديرات لوزارة الدفاع الفرنسية حول أعداد مقاتلي داعش في «العراق وسوريا» أوصلتها لـ«80 ألفًا»، مُعتبرًا أن هذا التقدير أقرب إلى الصواب.

وأوضح الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية أن هناك تجمعات للتنظيم في ليبيا، وغيرها، مردفًا أن التنظيم مازال قادرًا على استغلال الأحداث في المنطقة العربية لتجنيد أعداد جديدة من المقاتلين سواء من خريجي السجون أو المتضررين من الحروب أو الأحداث الطائفية، وهذا يمكن التنظيم من تعويض مقاتليه المقتولين، على الأقل، وبالتالي الاستمرار في حملة الإرهاب.

وتوقع «عيد» أن التنظيم تعلم الدرس بعد هزائمه الماضية، وسيعمل لفترة بطريقة حرب العصابات، ولن يسعى للسيطرة على الأرض من جديد، على الأقل في المستقبل القريب.

الكلمات المفتاحية

"