مساعٍ فرنسية لضبط «خطاب الكراهية» عبر الإنترنت
أشاد مارك زوكربيرج، مؤسس موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، بجهود فرنسا في فرض ضوابط على خطاب الكراهية على الإنترنت، مشيرًا إلى أن تجربة باريس تعد نموذجًا يجب الاقتداء به في دول الاتحاد الأوروبي.
جاء ذلك خلال لقاء جمع بين «زوكربيرج» والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بقصر الإليزيه، أعقبه مؤتمر صحفي، عبر مؤسس «فيس بوك» خلاله عن تقديره للجهود الفرنسية، قائلًا: «إذا حذت مزيد من الدول حذو ما تفعله حكومتكم هنا، فسيكون لذلك في رأيي نتيجة أكثر إيجابية للعالم من بعض البدائل».
وقال «زوكربيرج» في مقابلة مع القناة الثانية الفرنسية: «نحتاج إلى قواعد للإنترنت تحدد مسؤوليات الشركات ومسؤوليات الحكومات.. ذلك هو السبب في أننا نريد العمل مع فريق الرئيس ماكرون».
ويتزامن لقاء زوكربرج وماكرون مع الكشف عن تعليمات للرئيس الفرنسي، توصي بمزيد من الإشراف على «فيس بوك» وإيجاد جهة مستقلة لمراقبة جهود شركات التكنولوجيا العملاقة لمواجهة خطاب الكراهية؛ رغبة في أن تقوم باريس بدور قيادي في تنظيم العالم الرقمي، وتحقيق التوازن بين ما يعتبره موقفًا متراخيًا إلى حد ما من جانب الولايات المتحدة، وقبضة حديدية على الإنترنت من جانب الصين.
وكان رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب، صرح في مارس 2018، بأن بلاده ستشدد القيود على خطاب الكراهية لضمان أن تبذل شركات التواصل الاجتماعي العملاقة مزيدًا من الجهود لإزالة المحتوى العنصري والمعادي للسامية من الإنترنت، وذلك بالتزامن مع ما تقوم به دول الاتحاد الأوروبي لوضع قواعد تُجبر شركات «فيس بوك» و«تويتر» و«يوتيوب» و«جوجل» على أن تكون أكثر إيجابية في فرز وحذف خطابات الكراهية من منصاتها الإلكترونية.
وقال فيليب في كلمة بشأن سياسة فرنسا للتعامل مع العنصرية: «هذه الأيام يتحمل مدير أي صحيفة المسؤولية الجنائية إذا نشرت تعليقات حافلة بالكراهية على موقعه الإلكتروني، لكن إذا كنت تدير شبكة للتواصل الاجتماعي فكل شيء مسموح.. لا أحد سيقنعني أن شبكات التواصل الاجتماعي تعيش في الفضاء؛ فما يُنشر ويوزع في فرنسا ينبغي أن يخضع للمحاسبة بموجب قوانين الجمهورية الفرنسية».
تجدر الإشارة إلى أن كلا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن، سيعقدان اجتماعًا مع قادة القطاع التكنولوجي الأسبوع المقبل؛ في إطار جهودهما لمكافحة التطرف والإرهاب على الإنترنت.
للمزيد:خطورة خطاب الكراهية على أوروبا.. حادث نيوزيلندا يؤكد الانتقام من المهاجرين المسلمين





